إعلان خطاب جديد للبشير والمعارضة تواصل الترتيب لمليونية السبت

04 ابريل 2019
تظاهرات في عدد من أحياء الخرطوم (فرانس برس)
+ الخط -
أعلنت الرئاسة السودانية، اليوم الخميس، توجيه الرئيس عمر البشير خطاباً جديداً للأمة السودانية غداً الجمعة، وذلك قبل يوم واحد من تنظيم المعارضة مسيرة مليونية ينتظر أن تتجه إلى مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، لتسليمها مذكرة خاصة تطالب بتنحي البشير وحكومته.

وبحسب إدارة الإعلام بالقصر الرئاسي، فإن البشير سيوجه خطاباً هاماً للأمة السودانية، عبر اجتماع للّجنة التنسيقية العليا للحوار الوطني، دون تقديم توضيحات أكثر.

ومنذ بدء الحراك الشعبي في 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، خاطب البشير الشعب السوداني بعدة طرق، بما يشمل اللقاءات الجماهيرية المباشرة، وعبر مخاطبات أمام قطاعات عسكرية وأمنية ونقابية، كما تحدث عبر الجلسة الأولى لدورة انعقاد البرلمان بغرفتيه.

ويعتبر خطاب 22 فبراير/ شباط الماضي الأبرز، إذ أعلن خلاله حلّ الحكومة المركزية وحكومات الولايات، وفرض حالة الطوارئ في البلاد.

وفي المقابل، وبحسب متابعات "العربي الجديد"، تعمل المعارضة السودانية على إنجاح فعاليات السبت المقبل، عبر الترويج لها بالتواصل المباشر مع المواطنين، من خلال لجان شُكلت بصورة سرّية في الأحياء سمّيت لجان المقاومة، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيما أعدّت الحكومة ترتيبات أمنية غير مسبوقة.


وكان عدد من أحياء العاصمة الخرطوم قد شهد، اليوم الخميس، تظاهرات احتجاجية محدودة، استخدمت فيها الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، فيما تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لإصابة خطيرة تعرض لها شاب، بانفجار عبوة من الغاز المسيل للدموع على رأسه، خلال تظاهرات في منطقة جبرة، جنوب الخرطوم، قبل أن ينقل إلى المستشفى للعلاج.

ولم يصدر بعد بيان من السلطات الصحّية حول طبيعة الإصابة.

وكان رئيس الأركان المشتركة للجيش السوداني، الفريق أول كمال عبد المعروف، قد أكد "انحياز القوات المسلحة التام لأمن الوطن وسلامة المواطنين، وحماية أرواحهم وممتلكاتهم"، كما أكد "التفافها حول قيادتها وحرصها على الالتزام بواجباتها الدستورية".

وشدد عبد المعروف، خلال مخاطبته عدداً من اللقاءات التنويرية للضباط وضباط الصف والجنود في كل من بورتسودان وجبيت (شرق)، على "حماية البلاد من الأخطار والمهددات والمحاولات التي تريد جرّ البلاد إلى مزالق الفوضى"، ودعا إلى "أهمية التحلي باليقظة والحذر لتفويت الفرصة على المتربصين".

خلاف سوداني إريتري

بموازاة ذلك، أعربت وزارة الخارجية السودانية، في بيان لها اليوم، عن دهشتها واستغرابها للتصريح الصادر من وزارة الإعلام الإريترية، التي اتهمت الخرطوم بـ"العمل ضد التقارب الإريتري الإثيوبي".

وكان البيان الإريتري تحدث عما سماها "مؤامرات تحاك ضد إريتريا من الأراضي السودانية، لتعكير التطور الإيجابي الذي شهده القرن الأفريقي عامة، والعلاقات الإريترية الإثيوبية خاصة"، كما أشارت أسمرا إلى لقاء زعم أنه تم بالخرطوم لمّا سماها "رابطة علماء إريتريا".  

وأكد البيان السوداني الذي أصدره المتحدث الرسمي باسم الوزارة، السفير بابكر الصديق، أنه "لم يكن هناك أي اجتماع في الخرطوم للمجموعة الإريترية التي ذكرها التصريح الصحافي أو أي مجموعة إريترية أخرى"، مؤكداً أن "السودان ظل يسعى منذ وقت طويل لتحقيق المصالحة الإثيوبية الإريترية، وكان من أوائل الدول التي بادرت بتهنئة الحكومتين الإثيوبية والإريترية باستعادة علاقاتهما". كما أن "جهود السودان في صنع السلام والوساطة في القرن الأفريقي والمنطقة كلها لا تحتاج لبيان، وقد ظلت محلّ تقدير وإشادة المجتمع الدولي بأسره".

ومنذ عام 2017، تشهد العلاقات السودانية الإريترية توتراً كبيراً، بعد اتهام الخرطوم لأسمرا بـ"العمل على زعزعة الاستقرار على الحدود بين البلدين"، قبل أن تعلن إغلاق الحدود بين البلدين، وهو ما تراجعت عنه بداية 2019.

ديبي في الخرطوم

إلى ذلك، بدأ الرئيس التشادي إدريس ديبي زيارة اليوم للخرطوم، عقد خلالها جلسة مباحثات مع نظيره السوداني.

وفي مؤتمر صحافي، عبّر البشير عن "رضاه التام" لمستوى العلاقات بين السودان وتشاد، التي "ظلت تتطور باطراد خلال الفترة الماضية".

وأضاف أن "القوات السودانية المشتركة تمثل نموذجاً طيباً لتطوير علاقات البلدين، وأنها ساهمت بشكل كبير في الاستقرار في إقليم دارفور، وحالت دون أنشطة العناصر الإرهابية والإجرامية على حدود البلدين".


وأكد البشير "سعي البلدين الجادّ لتحقيق الربط بينهما عبر الطرق البرّية والسكك الحديدية"، مشيراً إلى إتمام مشروع الربط بالألياف الضوئية بين انجمينا والخرطوم كمرحلة أولى يمتد بعدها إلى الدول المجاورة.

وأوضح أن مباحثاته مع ديبي تناولت الأوضاع في دول الجوار، وسبل التنسيق لتنفيذ اتفاق سلام أفريقيا الوسطى، لتحقيق الأمن والاستقرار بها، إلى جانب التطورات في ليبيا ومكافحة حركة "بوكو حرام".

من جانبه، أشاد الرئيس التشادي بـ"التطور الكبير" الذي تشهده علاقات البلدين، وقال إنهما "بلدان يضمان شعباً واحداً نتيجة للتداخل الاجتماعي بينهما على الحدود وداخل المدن".

وأكد اتفاق البلدين "العمل معاً لمواجهة كافة التحديات، وخاصة على الصعيد الأمني والسياسي داخل الإقليم، فضلاً عن الأوضاع بليبيا".