وفي وقت سابق من ليل أمس، خرج أنصار الصدر في تظاهرات احتجاجية أمام مبنى القنصلية البحرينية في النجف، بينما تصاعدت حدّة المواقف بين البلدين بعد استدعاء العراق السفير البحريني في بغداد لتسليمه مذكرة احتجاج، بينما ردّت المنامة بالمثل واستدعت القائم بأعمال سفارة العراق لديها بالإنابة، نهاد العاني؛ احتجاجاً على بيان الصدر.
ومع هذا التصعيد المتسارع، نشرت القوات الأمنية عناصرها في محيط السفارة البحرينية بمنطقة المنصور في بغداد، وقال ضابط أمن عراقي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هناك معلومات عن تظاهرات محتملة الخروج لأنصار الصدر أمام مبنى السفارة البحرينية اليوم، وقد تخرج عن السيطرة، خاصة مع تصاعد حدّة الغضب عند أتباع الصدر إثر التصعيد". وأضاف أنّ "الجهات العليا وجّهت بنشر عناصر الأمن، لحماية السفارة من أي اعتداء قد يقع عليها".
وفي ظل هذا التوتر والتصعيد، توقع مسؤولون أن تؤثر هذه التصريحات المتصاعدة على جهود الانفتاح العراقي نحو عدد من الدول ومنها البحرين، وقال مسؤول في وزارة الخارجية العراقية، لـ"العربي الجديد"، إن "توقيت تصريحات الصدر غير مناسب، وتسببت بإحراج العراق الذي يبذل جهوداً لترميم علاقاته، مع عدد من الدول، منها البحرين".
وأكد المسؤول أنّ "هذه الأزمة سيكون لها أثر كبير في جمود تلك العلاقات، وقد لا تنتهي إلى حد استدعاء السفير ومذكرات الاحتجاج، وأنّ أنصار الصدر لا يتوقفون إلّا في حال قطع العلاقات مع البحرين"، مؤكداً أنّ "أي إجراء من هذا القبيل سيؤثر بشكل عام على علاقات العراق مع البحرين، والتي بدأت تنتعش خلال الفترة الأخيرة".
وشدّد على "ضرورة تجنّب فوضوية التصريحات التي يلقيها السياسيون العراقيون، والتي تتسبب بأضرار بمصالح العراق سياسياً أو اقتصادياً".
من جهته، طالب تحالف الصدر (سائرون) باعتذار رسمي من قبل الحكومة البحرينية، تجاه تصريحات وزير خارجيتها.
وقال النائب عن التحالف، سلام الشمري، في بيان صحافي، "لا يمكن السكوت على أي تجاوز على رموزنا من قبل أي دولة كانت"، داعياً الحكومة البحرينية إلى "تقديم اعتذار رسمي احتراماً وتقديراً لسيادة العراق، ولشخص الصدر الذي يعد رمزاً وطنياً ودينياً ليس في العراق فحسب بل بالعالم".
وتصاعدت حدّة الاحتجاجات العراقية أمس، ضد تصريحات وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد آل خليفة التي اعتبرت مسيئة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي دعا في بيان أصدره أمس السبت إلى تنحّي حكام البحرين واليمن وسورية فوراً.
وقال آل خليفة رداً على بيان الصدر "مقتدى يُبدي قلقه من تزايد التدخلات في الشأن العراقي، وبدل أن يضع أصبعه على جرح العراق بتوجيه كلامه للنظام الإيراني الذي يسيطر على بلده، اختار طريق السلامة ووجّه كلامه للبحرين"، مضيفاً في تغريدة على "تويتر" "أعان الله العراق عليه وعلى أمثاله من الحمقى المتسلطين".