البرلمان مصير بن علي يلدريم بعد خسارته في انتخابات بلدية إسطنبول

02 ابريل 2019
يلدريم ينتظر القرار النهائي بعد الطعن في النتائج (الأناضول)
+ الخط -
يعود بن علي يلدريم، مرشح حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في الانتخابات المحلية التي جرت الأحد الماضي عن محافظة إسطنبول، إلى البرلمان مجددًا، الذي شغل فيه منصب الرئيس، قبل أن يستقيل بسبب ترشيحه للانتخابات المحلية.

وبات مصير يلدريم، الذي من المفترض أن يعود إلى البرلمان كعضو عادي، الشغل الشاغل للمتابعين والمراقبين للشأن التركي، لمعرفة كيفية متابعة مستقبل حياته السياسية، بعد اقتراب إعلان النتائج النهائية للانتخابات في إسطنبول، إذ طعن حزب "العدالة والتنمية" على عدد من الصناديق مطالبًا بإعادة فرز الأصوات. لكن يبقى الشيء الواضح بالنسبة له هو أنه بوسعه العودة إلى مكانه السابق.

وبحسب القوانين التركية، فإن أي موظف يترشح من أجل الانتخابات يستطيع العودة إلى وظيفته في حال الانسحاب أو خسارته، ولكنه لن يعود رئيسًا للبرلمان، بعد أن انتخب الأخير خلفًا له عقب استقالته في فبراير/شباط الماضي، إلا في حال تقدم شنتوب باستقالته وأفسح المجال ليلدريم من أجل الترشح مجددًا.

وتداولت وسائل إعلام معارضة أنباء عن بدء التحضيرات بالفعل لإعداد غرفة جديدة ليلدريم في البرلمان، في انتظار معرفة مصيره.



وكان يلدريم قد أكد خلال حملته الانتخابية، قبل أشهر، أنه لم يعد من أي طريق سلكه، كناية عن فوزه في أي سباق انتخابي شارك به، وهو الذي رافق الرئيس رجب طيب أردوغان من تسعينيات القرن الماضي، عندما كان الأخير رئيسًا لبلدية إسطنبول، وهو من مؤسسي العدالة والتنمية، وشغل مناصب كثيرة هامة، بدءًا من وزير الاتصالات لأكثر من عشرة أعوام، مرورًا بشغله رئاسة آخر حكومة في النظام البرلماني السابق، وانتهاء برئاسته أول برلمان في النظام الرئاسي الجديد.


ونظرًا لأن يلدريم يعتبر الذراع اليمنى لأردوغان، فبالتأكيد سينتظر من أردوغان تكليفًا جديدًا له، في حال تأكيد خسارته رسميًا للانتخابات، أو عدم إعادة الانتخاب، ومن المرجح بحسب المتابعين أن يستمر عضوًا برلمانيًا مع استمرار عمله كمستشار لأردوغان، إذ ينتظر من الأخير أن يعمل على تغييرات جذرية في الحزب والمؤسسات التابعة لرئاسة الجمهورية، تشمل إعادة الهيكلة، ومحاسبة المقصرين، والانطلاق بفريق جديد للمستقبل يتضمن وجوهاً جديدة، من أجل استعادة ثقة الناخبين الأتراك مجددًا، في الانتخابات التي ستجري بعد أربع سنوات ونصف، أو في حال حصلت انتخابات مبكرة.

أما آخر الخيارات أمام يلدريم، فهو الاكتفاء بأن يكون مستشارًا لأردوغان في الحزب. ولكن نظرا لشغله كثيرًا من المناصب في السابق، تبقى الأنظار متجهة لأردوغان لمعرفة الخطوات المقبلة لحزب العدالة والتنمية، في ظل تراجع شعبيته، وخسارته كبرى الولايات، وكثرة المتحفزين لتقاسم تركة الحزب عبر تأسيس أحزاب جديدة على أنقاضه.