سلطان البركاني... من صقور حزب صالح إلى رئاسة البرلمان اليمني

13 ابريل 2019
توارى البركاني عن الأنظار بعد بدء "عاصفة الحزم" (تويتر)
+ الخط -
بات القيادي في حزب "المؤتمر الشعبي العام" اليمني سلطان البركاني، رابع رئيس لمجلس النواب (البرلمان اليمني الأطول عمراً بين برلمانات العالم)، بعد انتخابه اليوم السبت في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، وبحضور الأعضاء المؤيدين للحكومة المعترف بها دولياً، للمرة الأولى منذ سنوات.

ووفقاً لمصادر سياسية مطلعة لـ"العربي الجديد"، جرى التوافق على اختيار البركاني الذي يترأس كتلة حزب "المؤتمر"، صاحب الأغلبية في المجلس، بعد جهود مضنية بُذلت في إطار الشرعية اليمنية في سبيل الوصول إلى تفاهمات تسمح بتفعيل البرلمان، بعد انضمام المزيد من الأعضاء إلى الشرعية خلال العام المنصرم، على أثر الأحداث التي شهدتها صنعاء.
ورفض البركاني، في وقتٍ سابقٍ من هذا الشهر، ترشيح الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لشخصية أخرى في منصب رئيس المجلس، قبل أن تنتهي المفاوضات إلى اختياره، إلى جانب ثلاثة نواب هم عبد العزيز جباري المحسوب على حزب "العدالة والبناء"، ومحمد الشدادي الذي يشغل منصب النائب منذ سنوات وهو من الشخصيات المحسوبة على هادي، ونائب ثالث من حزب "الإصلاح" هو البرلماني محسن باصرة.

من صقور "المؤتمر"

يعدّ سلطان سعيد عبد الله البركاني، وهو من مواليد 1956 في محافظة تعز، واحداً من أبرز القيادات الحزبية في "المؤتمر الشعبي العام"، وعضواً في البرلمان منذ أول انتخابات أعقبت إعادة توحيد البلاد عام 1993.
من 1997 إلى 2003، آخر انتخابات نيابية في اليمن، شغل البركاني منصب رئيس كتلة حزب "المؤتمر" الذي كان يمتلك أكثر من ثلثي أعضاء مجلس النواب، وعُرف بدفاعه المستميت عن سياسات حزبه وحكوماته المتعاقبة ورئيسه المخلوع علي عبد الله صالح، إلى حدٍ جعله الأكثر ارتباطاً بما يُسمى "جناح الصقور" داخل الحزب.
من أشهر تصريحات البركاني، التي عادة ما كانت تثير ردود فعل المعارضة من أحزاب "اللقاء المشترك"، تصريحه خلال عام 2010 بإمكانية "قلع العداد"، أي إجراء تعديلات دستورية تسمح بترشح صالح لفترة رئاسية جديدة، إذ كان من المقرر انتهاء فترته في عام 2013، وكان الجدل حينذاك يدور حول مساعي إقرار تعديلات دستورية تسمح بترشحه لفترة ثالثة.
وخلال الصراع بين الراحل صالح وهادي على قيادة حزب "المؤتمر" في المرحلة الانتقالية، كان البركاني من المحسوبين على جناح صالح، وانتخب أميناً عاماً مساعداً للحزب للشؤون السياسية والعلاقات الخارجية، في المؤتمر الذي انعقد في صنعاء نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، والذي أُقصي خلاله هادي من منصب الأمين العام للحزب.




عقب بدء عمليات التحالف بقيادة السعودية في مارس/ آذار 2015 ضد الحوثيين والموالين لصالح، غادر البركاني الذي يمتاز على ما يبدو بعلاقة جيدة مع السعودية إلى الرياض، وحاول لعب دور الوسيط إلا أنه فشل واعتزل المواقف السياسية بالبقاء في القاهرة، لكنه عاد إلى الأضواء عقب مقتل صالح أواخر عام 2017، على ضوء الموقف الجديد لقيادات الحزب من الحوثيين، وتزعم البركاني ما يُعرف بـ"تيار القاهرة"، في حزب "المؤتمر"، وهو التيار الذي حاول الوقوف بالمنتصف بين تيار جناح الرئيس هادي والجناح المحسوب على نجل الرئيس اليمني المخلوع، أحمد علي عبد الله صالح، الموجود في الإمارات.


وفي الشهور الأخيرة، كان البركاني أبرز قيادات المؤتمر التي تعقد اللقاءات مع السفراء والدبلوماسيين الأجانب المعتمدين لدى اليمن، كما كان أحد أبرز الشخصيات الفاعلة بجهود توحيد أجنحة حزب "المؤتمر" خارج البلاد، إلا أنها فشلت حتى اليوم، ومن غير المستبعد أن تبرز أفاق جديدة في إطارها، عقب عودة البرلمان.
ويأتي اختيار البركاني رئيساً للنواب من قبل الأعضاء المؤيدين للشرعية، ليحلّ بدلاً عن يحيى الراعي الذي يترأس المجلس منذ أكثر من عشر سنوات، ولا يزال المجلس ينعقد برئاسته في صنعاء، لكن الشرعية تقول إن حضوره هناك يأتي بسبب ما يشبه "الإقامة الجبرية" المفروضة عليه من الحوثيين.