وباستثناء ما نقلته وسائل إعلام محلية عراقية الإثنين الماضي، عن سفر رئيس البرلمان العراقي إلى الولايات المتحدة، في إطار زيارة رسمية تستمر لأيام، فإن الإعلام الرسمي وحتى مكتب رئاسة البرلمان لم يتحدثا عن الزيارة، وسط تأكيد نواب ومقربين من الحلبوسي لسفره.
وفتح الصمت الرسمي عن الزيارة باب التكهنات بشأن الدوافع من وراء ذلك، من بينها أن الزيارة تزامنت مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضم الجولان السورية المحتلة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، وآخرون أرجعوا عدم الإعلام إلى تزامنها مع حالة الحداد العراقي الرسمية عقب فاجعة عبارة الموصل، ومواصلة البحث عن الضحايا إلى غاية الآن.
وتتزامن زيارة الحلبوسي، الذي يرافقه وفد من البرلمان، مع مساعي كتل برلمانية قريبة من طهران لتقديم مشروع قانون إخراج القوات الأجنبية من العراق، وعلى رأسها الجيش الأميركي، الذي تضخم عديد قواته خلال الفترة الماضية ليبلغ أكثر من 11 ألف عسكري، نحو نصفهم مقاتلون، والآخرون بصفة مستشارين ومدربين.
وقال سلام الشمري، عضو البرلمان العراقي عن تحالف سائرون، وهو التكتل السياسي الذي يتزعمه رجل الدين مقتدى الصدر، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الزيارة تستمر لمدة خمسة أيام. وسيلتقي رئيس البرلمان بمسؤولين في البيت الأبيض وفي مجلسي الشيوخ والنواب، بالإضافة إلى حضور اجتماعات مع أبرز مراكز الأبحاث، وستتم مناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبيل تعزيزها، والدعم الأميركي في مرحلة إعادة الأعمار، بالإضافة إلى قضايا المنطقة".
ووفقا للشمري، فإن ذهاب رئيس البرلمان مع وفد رفيع المستوى إلى واشنطن كان من المفترض أن يضع يده بيد الموقف العربي، لـ"يتآزر مع دولة فلسطين العربية المحتلة، وقرار الإدارة الأميركية الأخير بشأن الجولان المحتل".
واستبق الشمري الإعلان عن نتائج تلك الزيارة بالقول إن "جميع أعضاء مجلس النواب العراقي متفقون على عدم بقاء أي قوات أجنبية داخل الحدود العراقية، مهما كانت، سواء كانت فنية أو تدريبية وما شابه ذلك، ونأمل من السيد رئيس البرلمان أن يضع حلولا لإخراج جميع القوات الأجنبية بأسرع وقت ممكن من الأراضي العراقية".
من جهته، أوضح عضو البرلمان العراقي رعد الدهلكي أن زيارة الحلبوسي جاءت بـ"دعوة من الكونغرس الأميركي"، مبينا، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أنها "زيارة مهمة جداً في هذا الوقت"، وأنها "ستناقش ملفات مهمة تتعلق بالعراق"، معتبرا أن "العراق لا يمكن له اليوم أن يكون مع طرف ضد طرف.. نحن نحتاج المجتمع الدولي في بناء البنى التحتية للعراق بعد انتهاء "داعش" ونحتاجه لعودة النازحين وللتدريب العسكري"، وذلك في إشارة إلى مطالبات إخراج الأميركيين من العراق.
وتابع: "أعتقد أن هذه الزيارة جاءت في الوقت المناسب، وستناقش ملفات كبيره ومهمة، من ضمنها وجود القوات الأميركية في العراق (..) نحن موقفنا واضح جداً من أننا مع وجود التحالف الدولي، والمناطق المحررة بحاجة إلى المجتمع الدولي لعودة النازحين وللتدريب العسكري، على ألا يكون العراق منصة للعداء مع الجوار، نحن نحترم الجوار، لكن مصلحة العراق ستكون واضحة في هذه الزيارة".
وتابع ردا على كتل تنفي علمها بالزيارة بقوله: "هذا غير صحيح. رئيس البرلمان أخبر، وبشكل واضح، جميع الكتل السياسية بذهابه إلى واشنطن، وتم النقاش حول هذا الأمر في اجتماع الرئاسات الثلاث، إذ طرح الموضوع وجرت مناقشته، وأخذ رأي الحكومة ورئيس الجمهورية، ثم إن الوفد الذي يرافقه ليس من جهة واحدة، وإنما هو وفد متكامل من كل الجهات".
مصادر برلمانية عراقية أشارت إلى أن زيارة رئيس البرلمان ستكون ممهدة لزيارة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، لمناقشة عدة ملفات مهمة، وتم تأجيلها أكثر من مرة إلى حين وصول السفير الجديد ماثيو تولر إلى بغداد، على رأسها موضوع القوات الأميركية وتواجد التحالف الدولي في العراق بشكل عام، وإعمار المدن العراقية المحررة، وهي نفسها الملفات التي ستطرح خلال زيارة رئيس البرلمان العراقي إلى واشنطن".