اتهام نتنياهو بـ"النفاق": يتحالف مع اليمين الأوروبي ويصف منتقدي الاستيطان بـ"معاداة السامية"

23 فبراير 2019
نتنياهو يبحث عن البقاء في الحكم (Getty)
+ الخط -

اتهم معلق إسرائيلي بارز رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالنفاق وازدواجية المعايير لأنه يصف كل انتقاد للاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية بأنه ضرب من ضروب "معاداة السامية"، في حين أنه توصل لصفقة مع قادة اليمين المتطرف، الذين صعدوا للحكم في أوروبا تقضي بتجاهل "دور دولهم في مساعدة النازيين والتغاضي عن مواقفهم المعادية للسامية"، مقابل بناء شراكات معهم.


وقال عكيفا إلدار في مقال نشرته اليوم النسخة العبرية لموقع "المونتور"، إن نتنياهو سبق أن توصل إلى صفقة مع قادة اليمين المتطرف الذين صعدوا للحكم في أوروبا، تقضي بأن تغض إسرائيل الطرف عن مشاركة الدول التي صعد فيها اليمين المتطرف في مساعدة النازيين على تنفيذ "المحرقة"، مقابل التزامها بمساعدة تل أبيب على فرض أجندتها السياسية داخل أروقة الاتحاد الأوروبي، التي تشارك فيه.
وأشار إلى أن نتنياهو تعهد لقادة الدول التي صعد فيها اليمين المتطرف، ولا سيما تلك التي تشارك إسرائيل في عضوية مجموعة "فيسوغراد"، وتضم كلاً من: بولندا، والتشيك، وسلوفاكيا، والمجر، بالتغاضي عن تاريخها في مساعدة النازيين وتجاهل المواقف المعادية للسامية التي تتبناها الأحزاب التي تشكل الحكومات فيها.
وأضاف أنه في إطار هذه الصفقة، فقد تسامح نتنياهو إزاء التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي، التي قال فيها: "لقد كانت هناك جرائم نفذها بولنديون، كما كانت هناك جرائم نفذها يهود وروس ولم يقتصر الأمر على الألمانيين".
ونوّه بأنه من خلال التزامه بهذه الصفقة، فقد صمت نتنياهو إزاء استخدام رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، خلفية معادية للسامية في الحملة التي شنّها خلال الانتخابات الأخيرة ضد رجل الأعمال اليهودي الأميركي من أصول مجرية جورج سورس، بسبب دعمه للمنظمات الليبرالية في المجر.
وأشار إلى أن نتنياهو لم يتردد في مواصلة التعاون مع أوربان، حتى حينما امتدح الأدميرال المجري ميكلوش هورتي، على الرغم من أنه كان من أكثر الجنرالات المجريين تعاوناً مع النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.
وأضاف أن نتنياهو من خلال تعزيز علاقته بأوربان، تجاهل ما صدر عن مؤسسة "الكارثة البطولة" التي أُسست لتحافظ على ذكرى اليهود الذين قتلوا على أيدي النازية، حين اتهمت المؤسسة رئيس الحكومة المجرية بمحاولة فعل كل ما في وسعه من أجل التغطية على دور الحكومة المجرية في مساعدة النازيين.
وشدد على أنه فيما يتعاون نتنياهو مع أكثر القادة الأوروبيين تماثلاً مع "معاداة السامية"، ويدافع عن العلاقات والشراكات معهم، لا يتردد في أن يعزو النقد الذي توجهه شخصيات أوروبية للاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، إلى "معاداة السامية".
وأشار إلى أن نتنياهو كان يستغل عضوية دول فيسوغراد في الاتحاد الأوروبي، في محاولة دفع الاتحاد لتبني مواقف تتقاطع مع إسرائيل، في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والمشروع النووي الإيراني.
وأوضح أن نتنياهو من خلال دول أوروبا الشرقية، التي تقودها بولندا في الاتحاد الأوروبي، حاول إقناع الاتحاد بتبني السردية الإسرائيلية القائلة بأن "الشعب اليهودي هو الوحيد صاحب الحق التاريخي" على الأراضي الواقعة بين نهر الأردن وحوض البحر الأبيض المتوسط.
وأضاف أن نتنياهو كان معنياً بأن يقنع الاتحاد الأوروبي، من خلال شركائه في "فيسوغراد" بأن إسرائيل الدولة النووية الوحيدة في المنطقة؛ تتعرض لخطر الإبادة في حال نجحت إيران بتطوير برنامجها النووي.
ونوّه بأن الذي أضرّ بالصفقة هو وزير الخارجية الإسرائيلي بالوكالة، يسرائيل كاتس، حينما هاجم أخيراً "البولنديين" لدورهم في مساعدة النازيين، عشية وأثناء الحرب العالمية الثانية في المسّ باليهود داخل بولندا.

وأشار إلى أن كاتس من خلال تصريحاته، وجه ضربة قاضية لمزاعم نتنياهو بأن المكانة الدولية لإسرائيل قد ازدهرت في عهده بشكل غير مسبوق، على اعتبار أن إلغاء البولنديين مشاركتهم في قمة فيسوغراد رداً على تصريحاته، أدى إلى إلغائها في النهاية.
وكان كاتس قد اقتبس أقوال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق شامير بأن "البولنديين رضعوا معاداة السامية كحليب أمهاتهم".