تونس: المرزوقي يؤكد حظوظ "الحراك" بالانتخابات المقبلة ويدافع عن الغنوشي

18 فبراير 2019
المرزوقي متشبث بـ"القطيعة مع المنظومة القديمة" (أمين الأندلسي/الأناضول)
+ الخط -

أعلن الرئيس السابق ورئيس "حراك تونس الإرادة"، المنصف المرزوقي، أمام حشد جماهيري وشعبي من أنصاره في محافظة سوسة، أمس الأحد، أن حزبه "يملك حظوظا وافرة في الانتخابات المقبلة"، منتقدا بشدة استطلاعات الرأي ووسائل الإعلام التي قال إنها "تخادع الرأي العام".

وانتقد المرزوقي استطلاعات الرأي التي تشير إلى أن حزب "حراك تونس الإرادة" ورئيسه لا يحتلان مراتب متقدمة في عمليات استطلاع الآراء، حيث وضعت مؤسسة "سيغما كونساي" أمس المرزوقي في المرتبة الرابعة بنوايا تصويت تناهز 9 بالمائة فقط، يسبقه الرئيس الحالي الباجي قايد السبسي بفارق نقطة، ويوسف الشاهد في الصدارة بأكثر من 30 بالمائة، في حين صنفت خبير القانون الدستوري قيس سعيد ثانيا بـ12.5 بالمائة.

كما صنف استطلاع الرأي نفسه "حزب الحراك" في المرتبة السادسة بـ2.3 بالمائة، مصنفا قبله الحزب الدستوري الذي تتزعمه عبير موسى، و"الجبهة الشعبية" و"التيار الديمقراطي"، فيما سيتصدر حزب "النهضة" المشهد البرلماني بـ30 بالمائة، يليه حزب "نداء تونس" بـ22 بالمائة في نوايا التصويت بالانتخابات التشريعية المقبلة.

وشكك الرئيس السابق في صحة ونزاهة هذه الاستطلاعات، وحذر التونسيين منها، بـ"اعتبارها أصبحت سلاحا سياسيا تستعمله بعض غرف العمليات وبعض وسائل "إعلام العار"، وفق تعبيره، لـ"توجيه الرأي العام وخداع المواطنين". 

 

وشدّد المرزوقي على أن الواقع والمؤشرات تؤكد أن حزب "حراك تونس الإرادة" يمتلك حظوظا وافرة لتصدر نتائج المحطات الانتخابية المقبلة، مؤكدا في السياق ذاته أن حزبه "لا تربطه في الوقت الحاضر أية علاقة مع حزب حركة "النهضة"".

وأكد المتحدث ذاته أنه سيواصل مساره المعهود في "القطيعة مع المنظومة القديمة، ورفض التوافق معها، ومعارضته لنهج ورؤية حزب "النهضة" الذي يرى ضرورة مواصلة التوافق مع المنظومة القديمة من أجل ضمان وتحقيق استقرار الحكم".

وعبّر الرئيس السابق عن اعتقاده الراسخ بأن البلاد "في حاجة في الوقت الراهن إلى منظومة حكم جديدة"، والقطع مع مرحلة حكم ما وصفها بـ"العصابات السياسية التي وصلت إلى الحكم بفضل المال الفاسد والإعلام الفاسد، والتي لا يزال بعض أفرادها يمارسون ظاهرة السياحة الحزبية والبرلمانية"، بحسب توصيفه.

وفي سياق متصل، أكدت القيادية البارزة في حزب "النهضة" وعضو مجلس الشعب، محرزية لعبيدي، أن المرزوقي أفضل الرؤساء المتعاقبين على البلاد، و"أفضل حتى من الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة"، الذي يعد مرجعا وملهما لعدد من الأحزاب الدستورية والبورقيبية، على غرار "نداء تونس" الذي أسسه الباجي قايد السبسي، وحزب "مشروع تونس" الذي تزعمه محسن مرزوق، حليف "النهضة" في الحكم، وحزب "تحيا تونس" الجديد الداعم لرئيس الحكومة يوسف الشاهد.

وقالت محرزية العبيدي إن "المرزوقي تعرض لظلم كبير"، وإنه "حاول تجسيد أفكاره ومبادئه واحترامه حقوق الإنسان".

وأثارت تصريحات العبيدي حفيظة حلفائها في الحكم، الذين استاؤوا مما اعتبروه مسا بـ"زعيم دولة الاستقلال ومحرر المرأة التونسية وباني الدولة الحديثة"، إذ طالب القيادي البارز والوزير السابق سليم بن حميدان، العبيدي بـ"الاعتذار لمقارنتها المناضل المرزوقي ببورقيبة، الذي ارتكب جرائم في حق تونس ومعارضيه"، على حد توصيفه.

وفي سياق متصل، دان المرزوقي ما حدث مع رئيس حزب النهضة راشد الغنوشي في مدينة المكنين من محافظة المنستير، معقل "النداء" و"تحيا تونس"، ومسقط رأس الرئيس الراحل بورقيبة، حيث رفع عشرات الأهالي شعار "ارحل" في وجه الغنوشي مرددين "يحيا بن علي".

ووصف المرزوقي ذلك، في تدوينة على صفحته الرسمية، بـ"غير المقبول تماما، وهو مدان من كل الجوانب الأخلاقية والسياسية، وهو أمر لا يأتيه إلا أغبياء وخبثاء"، على حد تعبيره.

وقال: "أما الأغبياء فيجهلون تبعات مثل هذه التصرفات الصبيانية في تغذية الجهويات والتعصب السياسي، والتفرقة بين التونسيين، وضرب الروح الديمقراطية التي جاءت الثورة والدستور لغرسها حتى نبني دولة للجميع ووطنا للجميع".

وأضاف: "أما الخبثاء فهم يعلمون بالضبط كل هذا، لذلك هم يمارسون هذه الأفعال لضرب الوحدة الوطنية وضرب الديمقراطية التي يكرهونها أشد الكره".

وقال: "المرة الفارطة اعترضني مثل هؤلاء الناس في المنستير، كما اعترضوا اليوم الشيخ راشد الغنوشي، وغدا ستنتصب العصابات السياسية لمنع هذا وذاك حسب الأهواء والتعليمات، وستكون بداية الانزلاق نحو مصير مظلم للجميع"، على حد تعبيره.

ودعا المرزوقي إلى وقف ما وصفه بـ"الانزلاق الخطير من خلال موقف سياسي واضح من كل رؤساء الأحزاب وتعليمات صارمة لأنصارهم بأنه لا توجد مناطق "محرمة"، أي ممنوعة على المنافس السياسي. واتخاذ موقف واضح وقوي من القضاء لعقاب مثالي لمثل هذه التصرفات، فنحن أمام قوم يخافون ولا يستحون".

وأضاف: "يجب أيضا إطلاق "حملة إعلامية للتثقيف والتوعية، حتى نطوق الظاهرة في بدايتها، واتخاذ موقف واضح وجلي من كل المثقفين وأصحاب الرأي، خاصة من الطرف الآخر حتى نعطي لمفاهيم حرية الرأي والتعبير والتعايش والتسامح معناها الحقيقي".

وقال المرزوقي: "الرجاء إعفائي من التعليقات البائخة حول "مغازلة" النهضة لرفضي الدائم للاستقطاب الثنائي، وهو لا يغير شيئا من قناعتي بأن استراتيجية الشيخ راشد في التوافق مع بقايا حزب بورقيبة وبن علي بلا أفق أضرت وستضر بالثورة وبالبلاد وبالنهضة نفسها".