وانطلقت في البصرة (أقصى جنوب العراق) تظاهرات عفوية شارك فيها آلاف رددوا هتافات رافضة لصمت السلطات العراقية عن الجرائم التي ترتكبها عصابات مسلحة بحق المتظاهرين السلميين، مطالبين بتقديم قتلة المتظاهرين في ساحة الخلاني إلى القضاء فوراً للقصاص منهم وفقاً للقانون.
وفي محافظة ذي قار جنوباً، توافد الآلاف على ساحة الحبوبي بمدينة الناصرية للانضمام إلى المعتصمين هناك، ورفض المتظاهرون محاولة العصابات والمليشيات فضّ الاحتجاجات من خلال القمع والقتل والترهيب، موضحين أن التظاهرات والاعتصامات ستتواصل في المحافظة دعماً لاحتجاجات بغداد.
كذلك أعلنت السلطات المحلية في ذي قار عن تعطيل الدوام الرسمي بالمحافظة يومي الأحد والاثنين بسبب استمرار تعطيل مؤسسات الدولة نتيجة الإضراب هناك.
وشهدت محافظات جنوبية أخرى كبابل والنجف وكربلاء والمثنى وواسط وميسان تظاهرات مؤيدة للمحتجين الذين يتعرضون للقمع في بغداد.
وقال ناشطون في تظاهرات بغداد لـ"العربي الجديد" إن ساحات التحرير والخلاني والطيران والوثبة اكتظت بالمتظاهرين الذين قرروا المبيت في ساحات الاحتجاج ليمثلوا دروعاً ضد أي جهة تريد أن تغدر بالمعتصمين خلال الليل، موضحين أن بعض المتظاهرين انتظموا ضمن فرق تطوعية لتفتيش الداخلين إلى مناطق الاحتجاج للحيلولة دون وصول عناصر قد تزجّها المليشيات المدعومة من إيران لخلق الفوضى بين صفوف المحتجين.
واعتبرت مفوضية حقوق الإنسان العراقية أن استهداف المتظاهرين في ساحة الخلاني "يصل إلى مستوى الجرائم الإرهابية"، موضحة في بيان أن المتظاهرين هناك تعرضوا إلى انتهاكات.
وطالبت المفوضية القوات العراقية بحماية ساحات التظاهر، مبينة أن الدستور "كفل حق التعبير عن الرأي، وواجب الحكومة ضمان هذا الحق وعدم التنصل عن ذلك".
من جهتها، قالت منظمة العفو الدولية إن استهداف المتظاهرين السلميين في بغداد "يمثل إحدى أكثر الهجمات دموية"، مبينة أن الهجوم أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 20 شخصاً وإصابة 130 آخرين.
وأوضحت المنظمة أنها تحققت من صور تدعم شهادات تؤكد وصول أسطول للمسلحين إلى ساحة الخلاني، مؤكدة أن ما حدث "يندرج ضمن حملة الترهيب والعنف المستمرة ضد المتظاهرين".
وفي السياق، دانت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت بأشد العبارات إطلاقَ النار على متظاهرين عزل وسط بغداد مساء الجمعة، ما أسفر عن سقوط عددٍ كبير من القتلى والجرحى بين المواطنين الأبرياء، مؤكدة في بيان أن "القتل المتعمد للمتظاهرين على يد عناصر مسلحةٍ ليس أقل من أن يوصف بالعمل الوحشي ضدّ الشعب العراقي. ويجب تحديد هوية الجناة وتقديمهم إلى العدالة دون تأخير".
ودعت القوات العراقيةَ إلى حماية المتظاهرين السلميين من العنف الذي تمارسه عناصر مسلحة تعمل خارج سيطرة الدولة.
وأضافت "إن أعمال العنف التي تحركها العصابات الناجمة عن ولاءاتٍ خارجية أو ذات دوافع سياسية أو موجهة لتسوية الحسابات تضع العراق في مسار خطير، ومن الضروري التكاتف دفاعاً عن الحقوق الأساسية مثل الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير".