وذكرت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات "الحزام الأمني" أرسلت تعزيزات كبيرة خلال الـ48 ساعة الماضية إلى أبين، بعد وصول قوات من "الحماية الرئاسية" الموالية للشرعية إلى مدينة شقرة الساحلية، التابعة للمحافظة.
ويأتي التحشيد العسكري في أبين على الرغم من جهود تهدئة تبذلها السعودية، التي تتولى قيادة التحالف في عدن، منذ أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، حيث تجري الرياض تواصلاً مع القوات الحكومية والانفصاليين لاحتواء التصعيد.
وفي أول تصريح له بشأن التصعيد، اتهم المتحدث باسم "المجلس الانتقالي" نزار هيثم، أمس الخميس، الحكومة بـ"محاولات" للخروج عن نص اتفاق الرياض، من خلال "عملية التحشيد المستمرة في الجنوب".
وأعلن المجلس أنه "يؤكد تمسكه بحقه في الدفاع عن أرضه، وعلى قدرته في التصدي وردع أي قوة تحاول تجاوز خطوط التماس الحالية، ويدعوها للانسحاب فوراً".
وكان من المقرر وفقاً لـ"اتفاق الرياض" المبرم في نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، أن تتم انسحابات على الجانبين، إلا أن التصعيد في أبين يأتي انعكاساً لطريق شبه مسدود أمام التنفيذ في ما يتعلق بالترتيبات العسكرية والأمنية التي ينص عليها الاتفاق.
يذكر أنّ أبين تمثل البوابة الشرقية لعدن، وتسيطر في أغلب مناطقها التشكيلات الموالية لـ"الانتقالي"، في مقابل سيطرة الحكومة في باقي المناطق القريبة من محافظة شبوة.
وزير يمني: على السعودية تحديد خياراتها
وعلى صعيد متصل، دعا وزير في الحكومة اليمنية، الجمعة، السعودية إلى "تحديد خياراتها" في مدينة عدن، مشيراً إلى عملية التحشيد العسكري التي يقوم بها الانفصاليون.
وقال وزير النقل اليمني صالح الجبواني، في تغريدة على حسابه بـ"تويتر"، إنّ ما وصفه بـ"مجلس المرتزقة المتمردين في عدن" يقوم بعملية تعبئة لقواته ويدفع بها إلى مدينة زنجبار، مركز محافظة أبين الواقعة إلى الشرق من عدن.
Twitter Post
|
وأضاف الجبواني أنّ المجلس "يتصرف كدولة في عدن، وهو ما لم يعمله أيام الوجود الإماراتي"، معتبراً أن ذلك "يثير أكثر من تساؤل حول دور الجيش السعودي في عدن، ولماذا أتى إن لم يكن لنصرة الشرعية".
وأضاف الجبواني أن "على السعودية تحديد خياراتها بوضوح قبل أن تغرق في رمال عدن المتحركة"، إشارة إلى مسؤولية الرياض بعد تسلمها قيادة التحالف في عدن، منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويواجه اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة والانفصاليين عقبات في طريق التنفيذ، بعد شهر على توقيعه، إذ كان من المقرر أن تجري عملية انسحابات لقوات "الانتقالي" من عدن، وتشكيل حكومة يشارك فيها المجلس، وهو ما لم يحدث حتى اليوم.