روحاني: واشنطن تطلب التفاوض سراً.. ومستعدون لاستئناف العلاقات مع السعودية

03 ديسمبر 2019
روحاني: إيران تجاوزت الظروف الصعبة (سين غالوب/Getty)
+ الخط -
قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الثلاثاء، إن بلاده تلقت "رسائل سرية" من الإدارة الأميركية عبر الوسطاء الأوروبيين حول البدء في التفاوض، معتبرا أن ذلك "يأتي على عكس الشعارات التي يطرحونها (الأميركيون) علناً"، فيما عبر عن استعداد طهران لـ"استئناف العلاقات مع السعودية، وتجاوز الماضي".

وجاءت تصريحات روحاني بشأن طلب واشنطن التفاوض قبل لقائه وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي.

حرب اليمن

وخلال لقائه بالوزير العماني، قال روحاني إن "الحرب على اليمن لم تحقق إلا الدمار وقتل الناس وخلق العداء والحقد بين شعبي الدولتين (السعودية واليمن) وتهديد سلامة الأراضي اليمنية"، مشيرا إلى أن "أوروبا وأميركا على الرغم من تصريحاتهما العلنية لا ترغبان في استتباب السلام في اليمن، لأنهما من خلال هذه الحرب باعتا أسلحة كثيرة".

ودعا إلى "بذل الجميع جهودا لإنهاء الحرب على اليمن سريعا، وإيجاد الاستقرار والأمن فيه من خلال مفاوضات سلام يمنية يمنية".

العلاقات مع السعودية

وعلى صعيد متصل، أكد الرئيس الإيراني على استعداد بلاده لاستئناف العلاقات مع السعودية، داعيا دول المنطقة إلى "تجاوز الماضي والنظر إلى المستقبل والتعاون لحل مشاكل المنطقة"، معتبرا أن "لا سبيل إلا الصداقة والأخوة بين دول وشعوب المنطقة".


واستدرك روحاني بقوله إن "سياسات الحكومة السعودية في سورية والعراق ولبنان لم تحقق مكسبا لها"، معبرا عن أمله أن "يغير المسؤولون السعوديون مسار هذه السياسات".

ودعا الرئيس الإيراني إلى "ضرورة مشاركة فعالة لدول المنطقة في تأمين أمنها"، مشيرا إلى أن بلاده طرحت مبادرة "السلام في هرمز في هذا الاتجاه"، داعيا إلى توسيع التعاون لتأمين أمن الخليج ومضيق هرمز "بعيدا عن التدخلات الأجنبية"، مؤكدا على أهمية علاقات بلاده مع سلطنة عمان.

بن علوي: مؤشرات تبعث على الأمل

من جانبه، كشف بن علوي، خلال لقائه بالرئيس الإيراني، عن أن هناك "مؤشرات تبعث على الأمل لحل الأزمة اليمنية". 

وأضاف وزير خارجية سلطنة عمان أن بلاده وإيران "بإمكانهما، من خلال توسيع التعاون، إيجاد حلول مناسبة للقضايا والمعضلات الإقليمية، خاصة الموضوع اليمني"، قائلا إنه "لحسن الحظ اليوم ظهرت مؤشرات تبعث على الأمل حول حل الأزمة اليمنية".

وقال وزير خارجية سلطنة عمان إن بلاده "تولي اهتماما خاصا بتوسيع العلاقات والتعاون مع جمهورية إيران الإسلامية"، مشيرا إلى عقد اللجنة المشتركة للتعاون بين إيران وعمان اجتماعها الثامن عشر بحضور نشطاء اقتصاديين ومندوبي القطاع الخاص، داعيا إلى توسيع العلاقات والتعاون بين البلدين.


روحاني: تجاوزنا الظروف الصعبة

وعودة إلى تصريحات روحاني قبيل لقاء بن علوي، والتي أدلى بها في لقاء مع عدد من ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة، وأوردها موقع الرئاسة الإيرانية، أكد أن بلاده تعرضت "لعقوبات وضغوط اقتصادية غير مسبوقة" بعد الانسحاب الأميركي "غير الشرعي" من الاتفاق النووي، مشيرا إلى أنه على الرغم من هذه الضغوط تجاوزت طهران الظروف الصعبة.

وأكد روحاني أن "الشعب الإيراني بمقاومته وصموده لن يسمح أن يحقق العدو أهدافه"، ليقول إن "هذه المقاومة خلقت ظروفا دفعت الأميركيين إلى أن يطلبوا بأنفسهم الحوار والتفاوض".

وقد كشف الرئيس الإيراني "أنهم (الأميركيين) يرسلون رسائل وطلبات عبر قنوات خاصة للتفاوض على عكس الشعارات التي يطرحونها في العلن، والأوروبيون الذين يلعبون دور الوسيط يعلمون ذلك".

وتأتي تصريحات روحاني فيما تروج تكهنات بأن وزير خارجية عمان قد يحمل رسائل من الجانب الأميركي لإيران، كون زيارته تأتي بعد زيارة أخرى له الأسبوع الماضي إلى واشنطن، التقى فيها مع وزير الخارجية مايك بومبيو.

إلا أن تصريحات بن علوي والمسؤولين الإيرانيين الذين أجرى معهم أمس الإثنين مباحثات، تظهر أن عناوين أخرى حاضرة بقوة على أجندة زيارته، وهي ترتبط بالأزمة اليمنية والأمن في الخليج والعلاقات الإيرانية السعودية المتوترة، لكن كون التوترات والأزمات في المنطقة أصبحت متشابكة ومتداخلة بشكل عميق مع الصراع الإيراني الأميركي، يستبعد مراقبون أن تحصل انفراجة كبيرة في التوترات بالمنطقة بين إيران وقوى إقليمية، في مقدمتها السعودية، ما لم يسبق ذلك اختراق ما في الصراع الإيراني الأميركي، الذي وصل إلى مستويات خطيرة، لكنها في إطار منضبط، منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في الثامن من مايو/ أيار 2018، وما تبعه من عقوبات قاسية على طهران.


لكن هذا الاختراق يربطه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بموافقة إيران على إطلاق مفاوضات مباشرة، وهو لم يعد يؤمن كأسلافه من الرؤساء الأميركيين بالخطوط الخلفية للتفاوض، إلا أن طهران من جهتها تربط أي تفاوض مباشر مع واشنطن بإلغاء الأخيرة عقوباتها، والتخلي عن سياسة الضغوط، وهو ما يعتبره ترامب أدوات ضغط لا يمكن التخلي عنها قبل الحصول على تنازلات كبيرة من إيران، في مقدمتها قبولها بالتفاوض.

واليوم الثلاثاء، وعلى ضوء الموقفين المتباعدين كليا، تلعب أطراف أوروبية وآسيوية وشرق أوسطية عدة، في مقدمتها فرنسا وعمان، دور الوساطة بين الجانبين الإيراني والأميركي لإيجاد ثغرة وحل يقنع إيران بالجلوس على طاولة التفاوض مرة أخرى مع الإدارة الأميركية. ​