حكومة الوفاق الليبية تنفي حدوث تقدم جديد لمليشيا حفتر

28 ديسمبر 2019
إحباط محاولة تسلل لمليشيا حفتر إلى طريق المطار(فرانس برس)
+ الخط -
نفى المتحدث الرسمي باسم مكتب الإعلام لعملية بركان الغضب التابعة للجيش بقيادة حكومة الوفاق، عبد المالك المدني، أنباء سيطرة مليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر على أجزاء جديدة من أحياء جنوبي طرابلس وتقدمها أكثر باتجاه قلب العاصمة.

وكانت وسائل الإعلام التابعة لحفتر قد عجت ، خلال الساعات الماضية، بتصريحات وبيانات تؤكد وصول مليشياته إلى مراكز قريبة من قلب العاصمة، تخللها بيان لرئيس الحكومة المؤقتة، المنبثقة عن مجلس النواب والموالية لحفتر، طالب فيه أهالي العاصمة بـ"الترحيب بدخول مليشيات حفتر".

وقال المدني في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن"وحدات الجيش لا تزال تسيطر على كامل طريق المطار وجسر الفروسية وخزانات البريقة ومعسكر النقلية"، نافياً إدعاءات قادة مليشيا حفتر.
وأضاف المدني "على العكس، شنت قواتنا هجوماً كاسحاً على محوري اليرموك والسويحلي وسيطرنا فيهما على مواقع جديدة".

وأوضح المدني أن قوات حفتر حاولت التسلل إلى طريق المطار، وتحديدا في معسكر النقلية ومجمع خزانات النفط الواقعين في طريق المطار، إلا أن المحاولة أُحبطت تماما، مؤكدا أن مليشيا حفتر خسرت في محاولة تسللها مدرعتين تم تدميرهما، إضافة لأسر 13 عنصرا من المرتزقة الذين يقاتلون معها.

ونشرت عملية بركان الغضب، على صفحتها الرسمية، اليوم السبت، فيديو جديدا يظهر بشكل واضح مقاتلين أجانب، قالت إنهم من مرتزقة الفاغنر الذين استعانت مليشيا حفتر بهم في محاور جنوبي طرابلس.


وجاءت حملة حفتر الإعلامية الجديدة، فيما يبدو، لإحداث ربكة خلال ظهور إعلامي ليلي للمتحدث الرسمي باسم قيادة قوات حفتر، أحمد المسماري، في ثلاث فضائيات في أقل من ساعتين، بينما صرح خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه بقوات حفتر، لأكثر من وسيلة إعلامية محلية، مؤكداً السيطرة على كامل طريق المطار، الطريق الاستراتيجي المؤدي إلى قلب العاصمة، بالإضافة إلى عدة أحياء جديدة، منها حي الزهور في منطقة صلاح الدين.

وبينما كان المحجوب يؤكد أن قوات حفتر لا يفصلها عن قلب العاصمة سوى 6 كيلومترات فقط، قال المسماري إن "المسافة التي تفصلنا عن الأحياء السكنية وسط طرابلس لا تتجاوز الـ300 متر".

ونشر مكتب الإعلام الحربي لعملية بركان الغضب، بعد تصريحات المسماري بشأن السيطرة على مطار طرابلس، فيديو يظهر استمرار سيطرة قوات الحكومة على المنطقة.

وبعد بيان عاجل لمركز الإعلام لعملية "الكرامة" التابع لحفتر، روج خلاله لـ"هروب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج إلى لندن على متن طائرة خاصة"، نشر مكتب إعلام رئيس الحكومة المؤقتة، عبد الله الثني، بيانا رحب فيها بما سماه "التقدمات الجديدة" التي أحرزتها مليشيا حفتر، مطالبا أهالي العاصمة بالترحيب بها.

وقال البيان إن الثني أصدر أوامره لوزارة داخليته بتوفير "كافة الخدمات لسكان طرابلس فور دخول القوات المسلحة"، بالإضافة إلى "تأمين الممتلكات الخاصة والعامة".

ويعلق الناشط السياسي الليبي، عقيلة الأطرش، إن سياسة التضليل الإعلامي ليست جديدة، فكلما فشل حفتر في تحقيق انتصار عوضه بتركيز القصف الجوي على مناطق بعيدة عن طرابلس، لتحويل الاهتمام إليها مثل سرت، أو مصراته او الزاوية مؤخرا.

ويضيف الأطرش في حديثه لـ"العربي الجديد" إن إعلانات حفتر وقادة مليشياته موجهة بالأساس لداعميه المحليين، في محاولة لإيهامهم باستمرار سيطرته وقدرته على المناورة والتقدم.
وأكد الأطرش أن"حفتر لم تعد لديه مصداقية لدى الرأي العام منذ ساعة الصفر التي أرعب بها الآف المدنيين قبل أسبوعين، من دون أن يتمكن سوى من إطلاق القذائف العشوائية".

المساهمون