وقتل 27 شخصاً خلال أسبوعين من التظاهرات التي تخللتها أعمال عنف أحياناً، بعدما سهّلت حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تجنيس غير المسلمين من ثلاث دول.
Twitter Post
|
وأثارت الخطوة، التي ترافقت مع عملية تسجيل للمواطنين مثيرة للجدل، المخاوف، بما في ذلك في واشنطن ومكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، حيال ما اعتُبر تهميشاً للمسلمين الذين يشكّلون 14 بالمئة من سكان الهند البالغ عددهم 1,3 مليار.
والأحد الماضي، قال مودي، الذي يواجه أكبر تحدٍ منذ وصل إلى السلطة سنة 2014، إنه لا يوجد أي داعٍ ليخاف المسلمون الذين يعد "أجدادهم أبناء الوطن الأم الهند".
وأضاف أن قانون المواطنة خطوة إنسانية ويوفر ملاذاً للأقليات الدينية المضطهدة من باكستان وبنغلادش وأفغانستان، حيث يشكّل المسلمون غالبية السكان.
لكن القانون أشعل موجة احتجاجات في أنحاء البلاد شارك فيها غير المسلمين كذلك، بينما أكدت حكومات ولايات عدّة أنها سترفض تطبيقه.
وقال مسؤولون في ولاية أوتار براديش، حيث يشكّل المسلمون 20 بالمئة من السكان، إنهم علّقوا خدمتي الإنترنت عبر الهواتف المحمولة والرسائل النصية (إس إم إس) في 21 من مناطق الولاية الـ75 بما في ذلك عاصمتها لكناو.
وعادت خدمات الإنترنت عبر الهواتف المحمولة في مناطق عدة، الثلاثاء الماضي، بعد أسبوع من قطعها، في بلد يشير ناشطون إلى أنه الرائد عالمياً في استخدام الإنترنت.
وشهدت الولاية، حيث موقع تاج محل الشهير، مواجهات واسعة النطاق، بعد صلاة الجمعة الأسبوع الماضي، بين متظاهرين معظمهم مسلمون وعناصر الشرطة.
وقتل 19 شخصاً حينها، معظمهم بالرصاص، بينما لقي طفل في الثامنة من العمر حتفه في تدافع بمدينة فارانسي المقدّسة، دائرة مودي الانتخابية.
اعتقال الآلاف
وغذت الأساليب العنيفة لقمع الاحتجاجات الغضب، إذ اتّهم كثيرون السلطات باستخدام القوة بشكل تعسفي ضد المعارضين.
وانتشر، الجمعة، آلاف العناصر من الشرطة المسلحة في أحياء يهيمن عليها المسلمون في مناطق عدّة قبيل صلاة الجمعة.
وكانت التظاهرات، التي خرجت في الولاية التي يتولى رئاسة حكومتها راهب هندوسي من حزب مودي اليميني "بهاراتيا جاناتا"، بين الأكبر التي تشهدها المنطقة منذ عقود.
واعتقلت شرطة الولاية أكثر من ألف شخص ووضعت أكثر من 5000 آخرين قيد الحجز الاحتياطي، بعضهم بعمر 16 عاماً، بحسب تقارير إعلامية.
وأُمر نحو مئتي شخص بدفع تعويض عن الأضرار التي لحقت بالأملاك العامة خلال التظاهرات، بينما تم تهديدهم بمصادرة أملاكهم في حال امتنعوا عن ذلك.
وسجّلت السلطات هويات أكثر من مئة شخص على خلفية منشورات في وسائل التواصل الاجتماعي اعتبرتها مرفوضة أو مضللة، في وقت تم الإبلاغ عن عشرات آلاف المنشورات على "تويتر" و"فيسبوك" وغيرها من المنصات.
وعلى صعيد متصل، أفادت سائحة نروجية، اليوم الجمعة، بأن السلطات الهندية أمرتها بمغادرة البلاد بعدما شاركت في الاحتجاجات في ولاية كيرلا.
وقالت يان-ميت يوهانسن (71 عاماً) لوكالة "فرانس برس"، إن الشرطة أكدت لها "شفهياً" أنه بإمكانها المشاركة في التظاهرات السلمية.
لكنها أضافت أن "مسؤولي دائرة الهجرة الهندية قدموا إلى فندقي بالأمس للتحقيق معي وتم تعذيبي نفسياً. واليوم قدموا مرة جديدة إلى فندقي ليطلبوا مني مغادرة البلاد وإلا سيتّخذون إجراءات قانونية بحقي وسيقومون بترحيلي".
وأكدت أنها ستتوجه إلى دبي، اليوم الجمعة، ومن ثم إلى السويد.
وذكرت تقارير إعلامية أن السلطات طلبت من طالب ألماني كذلك، يدعى جاكوب ليندتهال، مغادرة البلاد بعدما شارك بتظاهرة في مدينة شيناي.
وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي ما ذكرت أنه الطالب الألماني وهو يحمل لافتة كتب عليها "1933-1945 مرّ ذلك علينا"، في إشارة إلى تاريخ بلاده النازي.
Twitter Post
|
(فارنس برس)