حالات اختناق بتظاهرات ليلية في بغداد وكربلاء... والعشائر تذكر الحكومة بـ"ثورة العشرين"
وحاول عناصر الأمن تفريق المتظاهرين، في ساحة الوثبة وقرب جسر الأحرار، وأطلقت النار في الهواء، بعدما جاب المتظاهرون الساحة مرددين شعارات ترفض ترشيح محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الحكومة، كما أطلق الأمن قنابل الغاز التي تسببت بتسجيل عدد من حالات الاختناق.
ووفقاً لمصدر طبي في مستشفى قريب من الساحة، تحدث مع "العربي الجديد"، فإن "المستشفى تلقى ليل أمس 6 حالات اختناق من المتظاهرين"، مبيناً أن "حالتين منها تماثلتا للشفاء، وغادرتا المستشفى، بينما ما تزال 4 منها في المستشفى بسبب شدة الحالات".
وانضّم شيوخ عشائر، إلى ساحة التحرير وسط بغداد، وشاركوا، ليل أمس، بتظاهرات حاشدة ورددوا شعارات تطالب الحكومة بالكشف عن الجهات التي تقف خلف حالات الخطف والاغتيال التي يواجهها المتظاهرون. وقال الناشط المدني، سامي الخفاجي، لـ"العربي الجديد"، إن "شيوخ العشائر شاركونا تظاهراتنا الليلية، وحملوا شعارات منددة بمواقف الحكومة، المخجلة إزاء الاعتداءات أو العنف الذي يتعرض له المتظاهرون".
وأكد أنّ "الشيوخ رفعوا أعلام عشائرهم، والبنادق التقليدية، ورددوا هتافات تذكر الحكومة بثورة العشرين، وحذرتها من استمرار محاولات حرف مسار التظاهرات".
في غضون ذلك، شهدت محافظة كربلاء، مواجهات بين المتظاهرين وعناصر الأمن، خلال تظاهرة حاشدة أمام مبنى المحافظة وسط المدينة، وقد واجه الأمن المتظاهرين بقنابل الغاز، ما أوقع 4 حالات اختناق في صفوفهم.
وشهدت محافظة ذي قار، ومركزها مدينة الناصرية، تظاهرات حاشدة، بعد توافد المئات من مناطق المحافظة وبلداتها نحو ساحة الحبوبي وسط المدينة، وردد المتظاهرون شعارات ترفض ترشيح أي شخصية من المجربين سابقاً لرئاسة الحكومة، وسط انتشار مكثف لعناصر الأمن.
كما عمَّت ساحة تظاهر البحرية في البصرة، هتافات وشعارات، تندد بترشيح محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الحكومة، وجاب المتظاهرون الساحة، وهم يهتفون "كلا كلا للسوداني" و"كلا كلا للترهيب".
ولم تختلف شعارات وهتافات، تظاهرة مدينة السماوة (مركز محافظة المثنى) عنها في البصرة، وكذا شعارات معتصمي مدينة الكوت (مركز محافظة واسط).
يأتي ذلك في وقت يجري الحديث فيه عن شبه توافق سياسي لترشيح السوداني لمنصب رئيس الحكومة المؤقتة، ودعمه من قبل رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وزعيم تحالف الفتح هادي العامري، وقد أصدر متظاهرو التحرير بياناً، أعلنوا فيه موقفا رافضاً لترشيح السوداني للمنصب، وشددوا على أن رئيس الحكومة المقبلة يجب أن يكون "مستقلاً لا مستقيلاً".
وحملت منظمة العفو الدولية، الحكومة مسؤولية توفير الحماية للمتظاهرين، وأن استقالتها لا تعني إخلاء مسؤوليتها من الحماية.
وقالت المنظمة، في تقرير لها، "على السلطات العراقية أن تضاعف مسؤوليتها وتتخذ إجراءات فورية وفعالة لوضع حد لحملة قاتلة ومتنامية من المضايقات والتخويف والاختطاف والقتل المتعمد للنشطاء والمتظاهرين ببغداد والمدن الأخرى"، معتبرة أن "تقاعس الحكومة يشير، على الأقل، الى الرضا وفي بعض الحالات إلى التواطؤ في حالات الإخفاء القسري والتعذيب والقتل غيبر القانوني للمتظاهرين المطالبين بحقوقهم".
كما عبر مجلس الأمن في بيان سابق، عن "القلق البالغ، إزاء الخسائر بأرواح المتظاهرين وتشويههم واعتقالاتهم التعسفية"، داعياً السلطات العراقية، إلى "إجراء تحقيقات عاجلة بأعمال العنف ضد المتظاهرين".