إسرائيل تصادق على "القطار الهوائي" فوق القدس القديمة: مرحلة تهويدية جديدة

05 نوفمبر 2019
حكومة الاحتلال تسعى لطمس المشهد الحضاري للقدس (فرانس برس)
+ الخط -
يخشى الفلسطينيون من أن تكون مصادقة حكومة الاحتلال الإسرائيلي، خلال اجتماعها أمس الاثنين، على مخطط "القطار الهوائي" الذي يربط جبل الزيتون، إلى الشرق من البلدة القديمة من القدس المحتلة، بحائط البراق، مقدمة لمرحلة تهويدية جديدة لتغيير المشهد الحضاري والتاريخي للمدينة.

ويبدأ مشروع "القطار الهوائي"، الذي يجابه بمعارضة فلسطينية شديدة، بين "حديقة الجرس" المحاذية لحي الطالبية غربي المدينة المقدسة، ومنطقة وادي الربابة في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى، حيث تخطط جمعية "ألعاد" الاستيطانية لبناء مركز كبير للزوار هناك.


ويتهم الفلسطينيون حكومة الاحتلال وأذرعها التنفيذية الأخرى، خاصة جمعية "ألعاد الاستيطانية"، بالسعي إلى تغيير المشهد الحضاري والتاريخي للقدس، في إطار المساعي المحمومة من قبل الاحتلال لتهويد المدينة المقدسة بالكامل، على ما صرح بذلك لـ"العربي الجديد"، القيادي في حركة "فتح" الفلسطينية حاتم عبد القادر.

ويرى عبد القادر في المشروع أيضاً "تهديداً خطيراً للمقدسات الإسلامية، خاصة المسجد الأقصى، حيث سيمر القطار الهوائي هذا بمحاذاة المسجد الأقصى وفوق أسوار البلدة القديمة".

ويؤكد عبد القادر أنّ جمعية "ألعاد" الاستيطانية "أصبحت صاحبة القول الفصل في كل ما يجري بمحيط البلدة القديمة، خاصة محيط المسجد الأقصى، فهذه الجمعية تدير العدد الأكبر من البؤر الاستيطانية جنوبي المسجد الأقصى وفي محيطه، إضافة إلى إدارتها عشرات البؤر في بلدة سلوان، وعددا لا يحصى من المشاريع الاستيطانية في المنطقة، أبرزها مركز الزوار في سلوان، بالإضافة إلى المبنى الضخم، الجاري بناؤه على مدخل وادي حلوة من أراضي سلوان".

ويقول مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية التابعة لـ"بيت الشرق" والخبير المختص بشؤون القدس والاستيطان خليل تفكجي، في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، إنّ "هذا المشروع بجميع أبعاده السياسية والأمنية والاقتصادية، سيُمكن سلطات الاحتلال من تعزيز وتعظيم نفوذ الجمعيات الاستيطانية العاملة على تهويد المدينة المقدسة، بالإضافة إلى ما سيُلحقه هذا المشروع من أضرار بيئية ومس بالمشهد الحضاري للمدينة المقدسة".

وكان "المركز العربي للتخطيط البديل"، قد قدم، الأحد، "اعتراضاً قانونياً مهنياً شاملاً لوزارة القضاء الإسرائيلية، ضد إقرار مخطط القطار الهوائي (التلفريك) في القدس الشرقية، في ظل وجود حكومة انتقالية، لا تملك كامل الصلاحيات وتعتبر حكومة مؤقتة، بالإضافة إلى المعارضة الأساسية التي يتبناها المركز كون هذا المخطط سياسيًا بامتياز، ولا يأتي بأي فائدة".


كما أعلن المركز عن مساهمته في تخفيف أزمات السير في محيط البلدة القديمة من القدس، وعرض مسوغاته أمام معدي المخطط، إلا أن القرار السياسي المحرك لعملية التخطيط، وخصوصًا في القدس، رفض كافة الاعتراضات التي قدمت ضد هذا المخطط في حينه، وتم إقراره في مطلع يونيو/ حزيران الماضي، استمراراً لسياسة التهويد وتعزيز سيطرة المستوطنين في القدس الشرقية.

وأكد المركز، في كتابه لوزارة القضاء ووزير المالية الإسرائيلي موشيه كحلون، ورئيس دائرة الإسكان، أن هذا القرار "هو قرار سياسي، تم اتخاذه من خلال تجاهل الاعتراضات المهنية وعدم النظر إلى الأبعاد الخطيرة التي سيجلبها على الطابع والمميزات العمرانية للقدس، خصوصاً في المنطقة المعرّفة بإرثها العمراني الإنساني العالمي من قبل مؤسسة اليونسكو الدولية، التي سبق وأن أصدرت قرارين ضد إقامة هذا المشروع في هذه المنطقة التاريخية".

ووفقاً لهذا المخطط، فإنّ "القطار الهوائي" هذا، سيكون قادراً على نقل نحو ثلاثة آلاف مسافر في الساعة في كل اتجاه، ويستغرق السفر نحو أربعة دقائق ونصف الدقيقة في عربات قادرة على استيعاب 10 مسافرين، وستتم إقامته على 15 عموداً من الإسمنت على ارتفاع 25 متراً.

وتشمل المرحلة الأولى من المشروع الذي بادرت إليه وزارة السياحة الإسرائيلية، بكلفة تصل إلى نحو 200 مليون شيقل (نحو 60 مليون دولار)، بناء 3 محطات؛ الأولى بالقرب من مجمع المحطة القديمة بالقرب من مسرح الخان، والمحطة الثانية بالقرب من موقف للسيارات قرب جبل الخليل، والثالثة على سطح مركز كيدم الاستيطاني المقام على أراضي سلوان.

ويُتوقع الانتهاء من بناء هذا القطار، في غضون عامين، وسيكون جزءاً من نظام النقل العام في القدس، بحيث سيربط أحياء القدس بالبلدة القديمة، فيما نقل عن وزير المالية الإسرائيلي كحلون قوله بعد المصادقة على هذا المشروع: "لقد انتظرنا ألفي عام للوصول إلى حائط المبكى، ومن غير الممكن، بسبب الازدحامات في حركة السير، ألا يتمكن عشرات الآلاف من الوصول إليه للصلاة والتنزه والمشاركة في الاحتفالات العسكرية والقومية".

واعتبر وزير حماية البيئة الإسرائيلي زئيف إلكين، المشروع "استراتيجياً لتشجيع السياحة في البلدة القديمة من القدس، وتقريب الطريق إلى حائط البراق" الذي يشكل الامتداد الطبيعي للمسجد الأقصى وجزءاً من ساحاته.

المساهمون