الصفدي يعتذر عن تشكيل الحكومة المقبلة في لبنان

17 نوفمبر 2019
طلب الصفدي سحب اسمه من التداول كمرشح لتشكيل الحكومة(تويتر)
+ الخط -
سحب وزير المال اللبناني السابق محمد الصفدي، السبت، اسمه كأحد المرشحين لرئاسة الحكومة اللبنانية، قائلاً، في بيان، إنّه "من الصعب تشكيل حكومة متجانسة ومدعومة من جميع الأفرقاء السياسيين".

وتابع الصفدي، في بيان أصدره مكتبه، "بعد أيام قليلة على إبداء رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري رغبته بتكليفي لتشكيل الحكومة العتيدة، مؤكداً دعمه الكامل والمطلق وواضعاً فريق عمله في تصرفي، كان لا بد مني وكرجل مسؤول ومدرك لخطورة هذه المرحلة أن أقوم بسلسلة مشاورات ولقاءات مع الأطراف السياسيين، وكان آخرها الليلة مع الرئيس الحريري لبحث كيفية تشكيل حكومة منسجمة تستجيب لمطالب الشارع المحقة، خصوصاً أنّ لبنان يمرّ بمرحلة مفصلية من تاريخه تتطلب الوعي والحكمة".

وتابع: "يأتي بياني اليوم رداً على الرغبة التي أبداها مختلف الأطراف بطرح اسمي للتكليف وعلى رأسهم الرئيس الحريري، للقول إنّ بعد ثلاثين يوماً على وجود الناس في الشارع للمطالبة بأبسط حقوقهم المهدورة أنّ الوضع لم يعد يحتمل الانتظار ولا المراوغة ولا المشاورات الإضافية".

وأوضح الصفدي أنّه "من الصعب تشكيل حكومة متجانسة ومدعومة من جميع الفرقاء السياسيين تمكّنها من اتخاذ إجراءات إنقاذية فورية تضع حداً للتدهور الاقتصادي والمالي وتستجيب لتطلعات الناس في الشارع"، وفق البيان.

وطلب الصفدي سحب اسمه من التداول كأحد الأسماء المطروحة لتشكيل الحكومة، آملاً أن يتم تكليف الرئيس سعد الحريري من جديد.

واستقال الحريري من رئاسة الوزراء، في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وسط احتجاجات شعبية غير مسبوقة دخلت السبت، شهرها الثاني.


وكان اسم الصفدي قد قفز إلى الواجهة، الجمعة، مع تداول اسمه مرشحاً محتملاً لرئاسة حكومة تكنوسياسية، ضمن سلة توافق رباعية ضمّت "تيار المستقبل" برئاسة الحريري، و"التيار الوطني الحرّ" برئاسة جبران باسيل، و"حركة أمل" بقيادة نبيه بري، و"حزب الله" بزعامة حسن نصر الله.

واندلعت الانتفاضة اللبنانية، ضدّ الفساد والنهب والمحسوبية والطائفية، التي تنهش في البلد منذ عقود، وجاء اسم رجل الأعمال الصفدي ليستفزّ المنتفضين، الذين يصفونه ضمن "كلن يعني كلن" (جميعهم يعني جميعهم)، خصوصاً أنهم يرابطون في واحد من أبرز المواقع التي تمثل وجهًا من وجوه الفساد في لبنان: "زيتونة باي" في العاصمة بيروت، حيث يعدّ الصفدي أحد أبرز المستثمرين فيه، ويتم تصنيفه من "الأملاك البحرية المنهوبة"، رغم إصدار إدارة الشركة بياناً توضيحياً لتبرير استثمارها في الأملاك العامة.

ولا يُعتبر الصفدي من خارج النظام اللبناني أو الطبقة الحاكمة، لكنه أكثر هدوءاً من غيره، إذ لا يشبه رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، تحديداً لناحية اندفاعه في الملفات السياسية وبقائه تحت دائرة الضوء.

ومعروف عن الصفدي صداقته مع مختلف الشخصيات الأساسية في لبنان، فهو قريب من الحريري، وصديق لرئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري. كما أنّ زوجة الصفدي فيوليت خير الله، كانت وزيرة الدولة لشؤون التمكين الاقتصادي للنساء والشباب في حكومة الحريري المستقيلة.

والصفدي ليس غريباً في الساحة السياسية، بل أحد الوجوه البارزة في مدينة طرابلس الشمالية الفقيرة، وهو من أثرياء لبنان.


ورغم مرور شهر على الانتفاضة اللبنانية، إلا أنها لا تزال تواصل نشاطها وتظاهراتها، حيث انطلقت، صباح السبت، "عهدير البوسطة" (حافلة الثورة) من منطقة العبدة في محافظة عكار شمالي البلاد، التي ابتكرها عدد من الناشطين في عكار، في إطار جولة من الشمال إلى الجنوب، في وقت عبّرت مناطق عن رفض استقبالها بسبب شبهات بارتباطها بأحزاب سياسيّة وبالسفارة الأميركية، والتي نفت أي علاقة لها بتمويلها.

ونشرت السفارة الأميركية رداً على اتهامها بالوقوف وراء التحرّك، عبر صفحتها على "تويتر" تغريدة أكدت فيها أنها لا تموّل "بوسطة الثورة"، مؤكدة أن الولايات المتحدة تؤيّد الشعب اللبناني في تظاهراته السلميّة وتعبيره عن الوحدة الوطنية.