ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر عسكري قوله: "قامت طائرات حربية إسرائيلية من فوق الجليل المحتل (فلسطين) بإطلاق ثلاثة صواريخ باتجاه مدينة دمشق"، موضحاً أنّ صاروخين أصابا منزل القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية أكرم العجوري، في حي المزة الغربية، ما أسفر عن مقتل ابنه معاذ، إضافة إلى إصابته وعدد من أفراد أسرته إلى جانب عشرة مدنيين.
وتسبب القصف بوقوع دمار كبير في المبنى المستهدف والأبنية السكنية المجاورة، وتحطم نوافذها، بينها منزل السفير الباكستاني في دمشق، وإلحاق أضرار كبيرة بعدد من السيارات.
أما العجوري، القيادي المستهدف في القصف الإسرائيلي، فيسكن في المبنى الملاصق للسفارة اللبنانية في دمشق. ويُعتبر العجوري، عضو المكتب السياسي في "الجهاد الإسلامي"، من الشخصيات البارزة داخل الحركة، وله صلات ونفوذ على مستوى قيادات الحركة في قطاع غزة، وتعتبره إسرائيل مسؤول الارتباط بين حركة "الجهاد الإسلامي" وإيران التي تتهمها إسرائيل بدعم وتمويل الحركة في قطاع غزة.
وتزامنت محاولة اغتيال العجوري في دمشق، مع اغتيال قيادي آخر من الحركة في قطاع غزة هو بهاء أبو العطا، الذي استشهد مع زوجته إثر استهداف إسرائيلي لمنزله في شرقي غزة، فيما ردّت الحركة بإطلاق وابل من الصواريخ على القدس وتل أبيب وبلدات سيديروت وأسدود والخضيرة، أدت إلى إصابة عدد من الإسرائيليين.
وكانت آخر غارة إسرائيلية على سورية، في 25 أغسطس/آب الماضي، قد استهدفت محيط العاصمة دمشق، وأسفرت عن مقتل خمسة أشخاص، بينهم اثنان من "حزب الله" اللبناني، كما استهدفت غارات إسرائيلية، قبل ذلك بأيام، مواقع في مدينة مصياف، غرب حماة.
وفي ما يخص استهداف إسرائيل لأهداف فلسطينية في سورية، فهو أمر لم يحدث من قبل خلال الثورة السورية التي بدأت عام 2011، لكن طائرات إسرائيلية قصفت موقعاً فلسطينياً في بلدة قوسايا على الحدود السورية اللبنانية، في أغسطس/آب الماضي، تابعاً لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة".
أما في سورية نفسها، فقد كان آخر استهداف إسرائيلي في 26 سبتمبر/أيلول 2004، حينما قُتل القيادي في حركة "حماس" الفلسطينية عز الدين الشيخ خليل، بانفجار سيارة مفخخة في حي الزاهرة، جنوبي دمشق، فيما استهدفت طائرات إسرائيلية، في أكتوبر/ تشرين الأول 2003، موقع تدريب فلسطينياً في منطقة عين الصاحب قرب دمشق، كما حلقت طائرات إسرائيلية، في يونيو/حزيران 2006، فوق قصر الرئاسة السوري عقب أسر حركة "حماس" للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في قطاع غزة.
وخلال الثورة السورية بعد عام 2011، نفّذت إسرائيل عمليات اغتيال لشخصيات قيادية من "حزب الله" اللبناني، مثل مقتل القيادي في الحزب سمير القنطار في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في بلدة جرمانا، جنوبي دمشق، عام 2015، كما استهدفت أيضاً القيادي في الحزب جهاد مغنية، نجل القائد العسكري السابق في "حزب الله" عماد مغنية، في العام نفسه، جراء غارة إسرائيلية في مدينة القنيطرة السورية قُتل فيها أيضاً ستة قياديين من "حزب الله".
ويتساءل مراقبون حول مغزى تصعيد إسرائيل لغاراتها في سورية مجدداً، بعد الحديث عن تفاهمات تم التوصل إليها مع روسيا، تقضي بتقليص هذه الغارات، مراعاة للجهود الروسية الرامية لتثبيت حكم بشار الأسد، وعما إذا كانت غارة الثلاثاء، تدخل في إطار "المسموحات" الروسية باعتبار "الجهاد الإسلامي" مصنفة إسرائيلياً كـ"ذراع لإيران"، على غرار "حزب الله" اللبناني.