المتحدث العسكري باسم عبدالمهدي لـ"العربي الجديد": ساحة التحرير المكان الوحيد المتاح للتظاهر
ويواجه المتحدث باسم عبد المهدي انتقادات حادة بسبب ما اعتبر إصراره على نفي القمع والانتهاكات، وسرد روايات ومعلومات بعيدة عن الواقع فيما يتعلق بالمتظاهرين، ومنها أن خسائر العراق من التظاهرات في ميناء أم قصر فقط لثلاثة أيام كانت 6 مليارات دولار، وكذا امتلاك المتظاهرين أسلحة مثل المنجنيق، ومهاجمتهم قوات الأمن بـ"الدعبل" (كرات زجاجية للعب الأطفال)، وكذلك امتلاكهم المولوتوف، وهو ما لم يثبت حتى الآن سواء بالصور أو مقاطع الفيديو وتقارير الصحافيين والمنظمات المحلية والدولية العاملة في العراق.
وقال اللواء خلف، إن "القوات العراقية تخشى من المندسين المسلحين في التظاهرات، واليوم أصدر أمر بمنع الاقتراب من المنشآت الحكومية، وحالياً المكان المسموح به للتظاهر هو ساحة التحرير فقط"، في إشارة إلى ساحة التحرير مركز التظاهرات وسط بغداد.
ورغم نفي إدارة البنك المركزي العراقي ومسؤولين بالأمن في وقت سابق أي تعرض لمبنى البنك المركزي في شارع الرشيد ببغداد، إلا أن خلف قال إن "متظاهرين مراهقين حاولوا خلال الأيام الماضية اقتحام البنك المركزي العراقي، ولكن قواتنا ردت بالرصاص الحي، لأن البنك يعتبر من الأبنية الحكومية التي تمثل خطاً أحمر. واللصوص هم مجموعة تتألف من 60 مراهقاً، وبعد أن اعتقلنا بعضهم تبيَّن أنهم كانوا فاقدي الوعي وقد تناولوا المسكرات قبل محاولة اقتحامهم البنك المركزي، بعد ذلك أفرجنا عنهم، وهم طبعاً لا يمثلون المتظاهرين السلميين"، وفقا لزعمه.
وأوضح خلف أن "وجود جهات استغلت حاجة المتظاهرين المطالبين بأن يكون العراق أفضل، وتحسين الواقع المعيشي وتحسين العمل السياسي ومحاسبة المقصرين، وهي جهات تمتلك مصالح في العراق، بعضها داخلية وأخرى خارجية، وقد تم تسجيلها ومعرفتها وغاياتها، وهي تدعم التخريب في العراق والعنف ضد القوات المسلحة".
وبحسب المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، فإن هذه الجهات الخارجية "كانت خطتها ليس فقط تأسيس علاقة سيئة بين الحكومة والمتظاهرين، إنما بين القوات الأمنية والمحتجين، عبر جيوش إلكترونية من عشرات الآلاف من الصفحات الوهمية في مواقع التواصل الاجتماعي تعمل على نشر الكراهية، كما أننا رصدنا التحويلات المالية الخارجية التي وصلت إلى بغداد من أربعة بلدان لتمويل الخطة، وهي 17 ألف تحويل مالي في شهر واحد. ولكننا مع كل ذلك أفشلنا مخططاتهم".
واعتبر الناشط المدني العراقي علي عواد الساعدي، بحديثه لـ"العربي الجديد"، أن تصريحات المتحدث باسم عبد المهدي بكون التظاهر مسموحاً به فقط في ساحة التحرير يعني أن هناك نية لمهاجمة المتظاهرين قرب جسر الجمهورية وبناية المطعم التركي (حيث يرابط مئات المتظاهرين منذ أسابيع)، على غرار ما حصل في جسري السنك والشهداء يوم أمس، وكذلك ساحتي الخلاني والطيران".
وأضاف أن تصريحات اللواء خلف "عبارة عن نفي بلا دلائل، وتلفيق روايات ضد المتظاهرين وتتعدى اليوم إلى التحريض على التظاهرات أيضاً".