التظاهرات تعمّ لبنان من شماله إلى جنوبه... ورصاص مرافقي نائب يصيب محتجين
وتطور الموقف بعد اعتراض المحتجين الذين كانوا يتجمّعون في ساحة النور في طرابلس على محاولة الأحدب إلقاء كلمة وسط المحتجين، وذلك رفضاً منهم لمحاولة أي سياسي استغلال التظاهرات التي تعم لبنان احتجاجاً على السياسات الحكومية الاقتصادية.
وبحسب ما كانت تنقله القنوات التلفزيونية على الهواء مباشرة، فإنه عقب محاولة الأحدب إلقاء كلمة، أجبره المحتجون على النزول من المنصة وعمدوا إلى رمي عبوات فارغة باتجاهه ومطاردته حتى سيارته.
وعقب ذلك، لجأ مرافقوه إلى إطلاق النار وسط الشارع على المحتجين، ما أدى إلى وقوع إصابات جراء الرصاص والتدافع، ولم يعرف عددها النهائي بعد.
وفي السياق، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام (رسمية) أن "الرصاص أطلق على المحتجين في طرابلس لتفرقتهم بعدما طردوا النائب السابق مصباح الأحدب".
وقال شهود عيان لوكالة "رويترز"، إن قوات الأمن اللبنانية وشرطة مكافحة الشغب طاردت متظاهرين في وسط بيروت، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، واعتقلت بعض المحتجين.
وحطّم بعض المتظاهرين واجهات متاجر في الحي التجاري وأضرموا النيران في إطارات سيارات في الشارع.
وقال أحد المتظاهرين، لـ"العربي الجديد": "نحن نتظاهر اليوم لاستعادة الأموال المنهوبة، وإسقاط الحكومة ومجلس النواب، كلهم بلا استثناء... هم من صنعوا الحرب الأهلية، ثم عادوا وحكمونا، ويهددونا دائماً بحرب جديدة بين بعضنا البعض؛ لا حرب جديدة ولا طائفية، فليعيدوا كل الأموال التي سرقوها".
وقالت متظاهرة أخرى: "نحن هنا اليوم لنقول إن البلد فيها أموال، لكن السياسيين هم من ينهبوننا، ويسرقون أموالنا، ويجوعوننا، لا تنقصنا الضرائب ولا سرقات... نريد محاسبتهم جميعاً اليوم بلا استثناء".
وجاب متظاهرون الشوارع، وقطعوا الطرقات، في عدّة مدن على امتداد لبنان، شمالاً وجنوباً، إذ أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" بأن الطريق الدولية في البقاع الشمالي، ما زالت مقطوعة من بلدة اللبوة إلى بلدات النبي عثمان والعين والفاكهة، في حين اعتصم أهالي رأس بعلبك على الطريق الدولية عند مفرق البلدة، وتحدث عدد منهم مؤكدين أنهم شريحة من الشعب اللبناني الذي "يعارض النظام الطائفي المبني على المحاصصة، والذي أوصلنا إلى هذا الوضع الاقتصادي المتردي"، وفق المصدر ذاته.
وفي عكار، شمالاً، أفادت الوكالة الوطنية بأن "عدداً من الشبان قطعوا لبعض الوقت طريق بينو الرئيسي في منطقة الجومة، في منطقة التلة السوداء، وأشعلوا الإطارات"، بينما قطع محتجون آخرون الطريق بالإطارات المشتعلة عند مفرق بلدة تلعباس الغربي - أوتوستراد حلبا القبيات، شمال البلاد.
وفي صيدا، جنوب البلاد، قالت الوكالة الوطنية إن عدداً من الدراجات النارية تجمعت عند تقاطع إشارة ايليا، حيث ينفذ الاعتصام المفتوح، وسط هتافات "ثورة يا شعبي"، ورفعوا الأعلام اللبنانية دون سواها، في وقت يتواصل قطع عدد من طرقات المدينة بالإطارات المشتعلة حيث يعيد الجيش فتحها. وأشارت الوكالة إلى "قطع طريق القناية والطريق عند مستديرة مرجان وعند الطريق البحري بالقرب من خان الإفرنج والبوليفار البحري، بالإطارات المشتعلة".
وإلى الجنوب أيضاً، وتحديداً في النبطية، أقفل شبان غاضبون، عصر اليوم، الطريق العام التي تربط النبطية بالدوير عند مفرق القلعة، بالإطارات المحترقة والردميات الترابية، احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية، ورددوا هتافات ضد الحكومة والضرائب. كذلك، أقدم شبان على إقفال طريق عام الدوير بالعوائق الحديدية، بحسب الوكالة الوطنية أيضاً.
وفي مرجعيون القريبة، ذكرت الوكالة الوطنية أن محتجين قطعوا كلياً الطريق العام التي تربط مرجعيون بالنبطية بالاتجاهين، عند مثلث ديرميماس - الخردلي - القليعة، بالإطارات المشتعلة والحجارة، مطالبين بإسقاط الحكومة ورئيس الجمهورية والمجلس النيابي.
وفي جبل لبنان، تحديداً بلدة جونية، أفادت الوكالة الوطنية بأن "رقعة الاحتجاجات الشعبية اتسعت بعد ظهر اليوم، إذ نزل المزيد من المحتجين إلى الشوارع في المناطق الكسروانية، حيث تجمع أبناء عجلتون على مدخل البلدة أمام النصب التذكاري لشهدائها، وقطعوا الطريق بالاتجاهين".
إلى ذلك شارك عدد من طلاب المدارس والمعاهد الفنية في الاحتجاجات الشعبية حاملين الأعلام اللبنانية، بحسب الوكالة الوطنية، واستمروا على مدى ساعة ينشدون النشيد الوطني، يتقدمهم عدد من المعلمات والمعلمين، الذين أشاروا إلى أن النشيد الوطني يعزز الروح الوطنية في النفوس، لا سيما بعد إلغاء مادة التربية الوطنية من مناهجنا التربوية.
وعلى صعيد المواقف السياسية، جدّد زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان، وليد جنبلاط، دعوة أنصاره من المتظاهرين إلى رفع العلم اللبناني إلى جانب أعلام الحزب.Twitter Post
|
واستدرك جنبلاط على دعوته الأولى ليخاطب مناصريه بالقول: "أتوجه إليكم مجدداً لأقول أن نبتعد عن أي فئوية حزبية، وليكن العلم اللبناني هو العلم الأوحد الذي نحمله. تذكروا الرابع عشر من آذار".
Twitter Post
|
(شارك في التغطية حسين بيضون)