الإعلان عن ميلاد حزب جديد في تونس يقوده رئيس الحكومة يوسف الشاهد

27 يناير 2019
الشاهد يسعى لضمان حظوظه الانتخابية (Getty)
+ الخط -
أعلن مدير الديوان الرئاسي السابق في تونس، سليم العزابي، اليوم الأحد، عن ميلاد حزب "تحيا تونس"، بزعامة رئيس الحكومة يوسف الشاهد، داعيا الأحزاب والقوى الوسطية والتقدمية إلى التجمع حول المشروع السياسي الجديد.


وشدد العزابي على دعم الحزب، بحضور كوادره الجهوية التي فاقت 5 آلاف، بحسب قول للشاهد، داعيا إياه إلى مواصلة العمل بنفس الجهد ومكافحة الفساد وإنجاز الإصلاحات.
وأضاف العزابي، الذي يعد الرجل الثاني في الحزب بعد الشاهد في مهمة منسق عام، أن مرجعية الحزب ستكون دستورية تقدمية مستمدة جذورها من الحركة الإصلاحية، معتبرا أن الحزب سيعيد الاعتبار للدستوريين، وفي مقدمتهم الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة ورفاقه في الحركة الوطنية.
وشدد العزابي على أن "هدف الحزب الجديد هو توحيد العائلة الوسطية التقدمية، وتوحيد الدستوريين الذين يمثلون نسبة كبرى من العائلة الوسطية، وبذلك يمكن خوض الانتخابات وحيازة أغلبية كافية لتغيير الواقع وإنجاز الإصلاحات التي لم يستطع رئيس الحكومة القيام بها اليوم، لأنه ليس لديه حزام سياسي قوي"، على حد تعبيره.
واختارت قيادة حزب "تحيا تونس" الجديد الإعلان رسميا عن ميلاد المشروع السياسي من محافظة المنستير، معقل بورقيبة وأنصاره من الدستوريين، والتي مثلت كذلك أرض ميلاد حزب "نداء تونس" في 2012 ومنطلق الحملة الرئاسية لرئيس البلاد، الباجي قايد السبسي، حينما كان العزابي والشاهد في إدارة حملته الانتخابية.
وتمثل محافظة المنستير خزانا انتخابيا للقوى الدستورية، حيث حصد فيها "نداء تونس" أغلبية ساحقة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، وكذلك بـ5 مقاعد في التشريعية، غير أن نوابها انسلخوا جميعهم من "النداء" وانضموا إلى حزب الشاهد الجديد.
واختار الكوادر الحاضرون إطلاق اسم "تحيا تونس" على الحزب الجديد بالتصويت الإلكتروني الذي فاق 64 بالمائة، على حساب تسميتي "نداء الوطن" و"الائتلاف الوطني"، فيما تحمل تسمية الحزب دلالة رمزية واعتبارية، حيث مثلت شعارا للحملة الانتخابية لحزب "نداء تونس" وكلمة طالما اختتم بها الرئيس التونسي خطاباته.
ويعد اجتماع محافظة المنستير اختتاما لسلسلة من الاجتماعات الاستشارية التي جابت محافظات البلاد جميعها، حيث تم الالتحام بالقواعد والكوادر المحلية والمستشارين البلديين، بحسب ما أكده مصطفى بن حمد، رئيس كتلة "الائتلاف الوطني"، لـ"العربي الجديد"، والتي من المزمع تغيير اسم الكتلة البرلمانية للحزب باسم كتلة "تحيا تونس" البرلمانية.
وأضاف بن حمد أن الحزب يضم كوادر دستورية من حزب "نداء تونس" ومن "آفاق تونس" ومن "المبادرة" ومن شخصيات وطنية وتقدمية ساهمت في الحلقات الاستشارية للحزب الجديد.
ولفت إلى أن لقاءات تشاورية مع حزب "مشروع تونس" وأحزاب وسطية تقدمية لتجميع وحشد القوى قبل خوض المحطات السياسية المقبلة لتفادي تشتيت الجهود.
وحضر اجتماع المنستير التأسيسي وزراء في حكومة الشاهد ونواب كتلة "الائتلاف الوطني" التي تمثل القوة البرلمانية الثانية بـ44 نائبا، بعد حزب "النهضة" بـ68 نائبا، إلى جانب كوادر منسلخة عن حزبي "نداء تونس" و"آفاق تونس".
ويرى مراقبون أن الحزب الجديد يستمد قوته ونفوذه من تركة حزب "نداء تونس" ومن خزانه القاعدي والجماهيري الغاضب من إدارة نجل الرئيس، حافظ قايد السبسي. كما انبنى تحيا تونس على موروث الحزب ومرجعيته السياسية وأثره الشعبي، ممعنا في استنساخ البرامج والأفكار، ومتغذيا من انسلاخ الأنصار والقيادات.
من جانب آخر، انتقد الأمين العام لـ"حركة الشعب"، زهير المغزاوي، ما اعتبره "استعمال رئيس الحكومة إمكانيات الدولة المادية والرمزية لتشكيل حزب سياسي للتنافس في انتخابات 2019، مما يعد تحايلا على الأحزاب السياسية وعلى المواطنين"، معتبرا أنه كان على رئيس الحكومة الاستقالة للتفرغ لتكوين حزبه السياسي، على حد تعبيره.




وفي سياق متصل، قال الأمين العام لحركة "مشروع تونس"، محسن مرزوق، خلال اجتماع انتظم، اليوم الأحد، ببورصة الشغل في تونس، إن قيادات حزب المشروع ستجتمع، الأسبوع المقبل، مع قيادات الحزب السياسي الجديد ليوسف الشاهد، للتنسيق والتحاور حول الصيغ التنظيمية المثلى المتعلقة بانتخابات 2019.

ودعا مرزوق كل الأحزاب الوطنية إلى الالتحاق والالتفاف حول المشروع الجديد، لأنه "سيؤدي إلى خلق التوازن في الساحة السياسية التي هي اليوم محتاجة إلى إرساء حوار حول الأفكار والبرامج بالأساس"، على حد قوله.