أردوغان: لن نقف موقف المتفرج إزاء عمليات قتل تعزز أجندة النظام السوري

08 سبتمبر 2018
بروز خلافات تركية روسية إيرانية بقمة طهران (ميخاييل ميتزيل/Getty)
+ الخط -

قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الجمعة، إن تركيا "لن تقف موقف المتفرج، ولن تشارك في مثل هذه اللعبة إذا غض العالم الطرف عن قتل عشرات الآلاف لدعم أجندة النظام السوري".

وأضاف أردوغان، في سلسلة من التغريدات على "تويتر"، باللغات التركية والعربية والفارسية والروسية والإنكليزية، عقب اجتماع قمة ثلاثي مع رئيسي روسيا وإيران في طهران، أن "اللجوء إلى أساليب تستخف بحياة المدنيين سيخدم أهداف الإرهابيين"، مضيفا: "إذا غضّ العالم الطرف عن قتل عشرات الآلاف من الأبرياء لتعزيز مصالح النظام لن نقف موقف المتفرج، ولن نشارك في مثل هذه اللعبة"، وفق "رويترز". 

وشدد أردوغان، على ضرورة حل مسألة "إدلب" السورية، مع الالتزام بروح أستانة، موضحا: "ينبغي حل مسألة إدلب من دون مآس وتوترات ومشاكل جديدة، ومع الالتزام بروح أستانة".

وتابع أن "المحافظة على المبادئ التي اتفقنا عليها في أستانة تعد مهمة أيضا من ناحية إيجاد حل سياسي دائم للأزمة السورية".

وأعرب الرئيس التركي عن رفضه فرض الأمر الواقع، قائلا: "من الضروري عدم فرض الأمر الواقع في الساحة تحت ستار مكافحة الإرهاب ومعارضة الأجندات الانفصالية، التي تهدف إلى إضعاف وحدة الأراضي السورية والأمن القومي للدول المجاورة"، مشيرا إلى أن "تركيا سعت جاهدة منذ البداية لوقف إراقة الدماء في سورية، وقامت بحماية الأشقاء السوريين بدون أي تمييز".

وتابع: "اليوم أيضا كما كان في السابق لا نريد أن يصاب أي أحد من إخواننا السوريين".

وبخصوص القمة الثلاثية في طهران، قال الرئيس التركي، "صرحنا في قمة طهران (الجمعة) وبكل وضوح بأن الأساليب التي تتجاهل سلامة أرواح المدنيين السوريين لن تكون لها أي فائدة سوى أنها تخدم الإرهابيين".

واختتم بالقول: "سنواصل كبلد يستضيف أكثر من 3.5 ملايين سوري، العمل من أجل تأمين رجوع اللاجئين بطريقة طوعية وآمنة، وإيجاد حل دائم للنزاع السوري في إطار قاعدة مشتركة لكافة الأطراف"، بحسب "الأناضول".

واختتمت، الجمعة، القمة الثلاثية التي جمعت الرؤساء التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني، وسط اختلاف "معلن" على معركة إدلب. 

وانتهت القمة بعد حصول سجال علني ولافت بين الأطراف الثلاثة، نقل استمرار وجود خلاف حول العملية العسكرية المرتقبة في إدلب، إذ أصرّ الجانب التركي على مسألة الهدنة ووقف إطلاق النار، وإضافة ذلك إلى البيان الختامي، بينما رفض الجانب الروسي ذلك باعتبار أن إدلب جزء من سورية، ويجب أن تعود تحت راية سيادة النظام في دمشق، لتنتهي القمة إلى بيان ختامي يشير إلى الفصل بين "التنظيمات الإرهابية والمعارضة المسلّحة، والحدّ من خسائر المدنيين".

وأكد البيان الختامي استمرار التعاون الثلاثي للقضاء على الإرهاب، ودعا إلى تجهيز أرضيات عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بإشراف أممي، وإرسال المساعدات الإنسانية والتجهيز لمرحلة إعادة الإعمار.

وأوضح البيان أن الاجتماع المقبل سيكون في روسيا لاستمرار المشاورات، داعياً إلى الوقوف بوجه أي محاولات انفصالية تستهدف وحدة سورية.

وكان لافتاً ألا يُشير البيان الختامي الصادر عن القمة في نقاطه الاثنتي عشرة إلى مصير إدلب المستقبلي بوضوح، ونقل في المقابل أن هذه الأطراف بحثت الوضع الميداني الراهن، وستستمر بالتعاون وفقاً لمقررات سابقة صدرت عن قمة أنقرة في إبريل/ نيسان الماضي، التي تصنّف إدلب ضمن مناطق خفض التصعيد، فاتفق هؤلاء على تحقيق مقررات بيان قمة طهران بما يتناسب ومسار أستانة.

 

وأفاد بأن الأطراف الثلاثة تؤكد أهمية السيادة السورية، وعدم انتهاك التعهدات الدولية من قبل أي طرف كان، إلى جانب تأكيدها على مسألة رفض المحاولات الانفصالية التي قد تؤدي إلى تقسيم سورية، أو محاولات بعض الأطراف التي تتدخل على الأرض بذريعة محاربة الإرهاب.

وتعتبر القمة الاجتماع الثالث على هذا المستوى بين رؤساء الدول الثلاث الضامنة لـ"مسار أستانة"، بعد قمتين عُقدتا في سوتشي، جنوبي روسيا، والعاصمة التركية أنقرة.  

وقبيل القمة الثلاثية، عقد أردوغان وروحاني اجتماعاً ثنائياً، في مقر انعقاد القمة بالعاصمة الإيرانية، بشكل مغلق عن الإعلام، واجتماعاً مماثلاً مع بوتين.


(العربي الجديد)