اشتباكات في حلب تستبق هجوم النظام على إدلب

11 اغسطس 2018
قصف عنيف على محافظات الشمال (عمار سطيفي/ الأناضول)
+ الخط -
فيما تدور اشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة في محيط مدينة حلب (شمالاً)، اليوم، تواصل قوات النظام إرسال تعزيزات إلى الشمال في إطار التحضير لمعركة مرتقبة بعد يوم دام قتل خلاله عشرات المدنيين بسبب الغارات الجوية على محافظات حلب وإدلب وحماة.

وقالت مصادر المعارضة في الشمال إنّ "اشتباكات اندلعت بعد التصعيد العسكري الذي نفذه النظام في حلب، خصوصا في بلدة أورم الكبرى"، مشيرة إلى "قصف متبادل باستخدام المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، تركز في مناطق الراموسة وجمعية الزهراء والكاستيلو وبلدتي نبل والزهراء الخاضعتين لسيطرة النظام". وأكّدت المصادر وقوع خسائر بشرية لدى قوات النظام من جراء قصف فصائل المعارضة.

كذلك استهدفت الفصائل المقاتلة موقعاً عسكرياً لقوات النظام في ريف اللاذقية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين عناصره. وقالت مصادر محلية إنّ "القصف استهدف نقطة عسكرية لتلك القوات، مساء الجمعة، على محور عين العشرة في جبل التركمان بصاروخ موجه، ما أدى إلى مقتل عنصرين اثنين، وجرح 4 آخرين".

إلى ذلك، أعلن مستشفى مدينة معرة النعمان، جنوب مدينة إدلب، عن تعليق استقبال الحالات المرضية عدا الإسعافية، إثر تعرضه لقصف من طائرات النظام الحربية، يوم أمس.

وقالت إدارة المستشفى إنه "تم إيقاف استقبال الحالات المرضية لمدة ثلاثة أيام، خوفاً من استمرار حملة النظام العسكرية بعد تعرض حديقة المستشفى لقصف برشاشات الطائرات الحربية ما أدى إلى نشوب حريق".

وبالتزامن، نشرت مواقع تابعة للنظام السوري مشاهد مصورة قالت إنها تعزيزات جديدة لقوات النظام وصلت إلى ريف حماة الشمالي.

وحسب تعليقات تلك المواقع، فإنّ القوات التي ظهرت في الفيديو، والتي تعتبر الأضخم بين قوات النظام، في طريقها إلى ريف حماة الشمالي ضمن التحضيرات العسكرية للهجوم على محافظة إدلب.

وضمت التعزيزات مدافع ميدان وعربات عسكرية وآليات تحمل عناصر مشاة وذخيرة متوسطة.

وتعرضت محافظتا إدلب وحلب، أمس الجمعة، لسلسلة ضرباتٍ جوية، أدت إلى مقتل نحو عشرين مدنياً، في بلدة أورم الكبرى غربي حلب، وخمسة مدنيين في قرى وبلدات جنوبي إدلب، بالإضافة إلى ضرباتٍ جوية ومدفعية أخرى استهدفت ريف حماة الشمالي.

كذلك تسبب القصف الجوي الذي تعرضت له محافظتا إدلب وحماة، أمس، في نزوح عشرات العائلات إلى المناطق الأكثر أمناً. وقال الناشط عمر الإدلبي لـ"العربي الجديد" إن حركة النزوح تركزت في قرى الريف الجنوبي لإدلب، خاصة مدينتي خان شيخون والتمانعة، بالإضافة إلى بعض بلدات ريف حماة الشمالي مثل كفرزيتا.

وقال "منسقو الاستجابة في الشمال"، في بيان، إنّ "عائلات بلدة التح بريف إدلب نزحت بالكامل إلى المناطق المحيطة، وهي في الأصل تضم نازحين من التمانعة وريف حماة الشرقي".

كما نزحت عشرات العائلات من بلدة التمانعة، التي لم يبق فيها سوى 5 إلى 10 في المائة من قاطنيها، بحسب البيان.

ويقطن في محافظة إدلب أكثر من 4 ملايين من المدنيين، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، التي حذرت من عواقب نزوح مئات الآلاف في حال وقوع هجوم على إدلب.

كذلك حذّر "الائتلاف الوطني السوري" من "النتائج الخطيرة التي ستترتب على ترك يد النظام وروسيا والمليشيات الإيرانية منفلتة ضد المدنيين في إدلب وحماة وحلب، وخطورة التلاعب بدماء المدنيين وحياتهم وبمصير الحل السياسي كله"، مُعتبراً أن "التطورات الأخيرة تتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً يضع حداً لهذا الهجوم الغادر ويوقف الجرائم المستمرة والانتهاكات المتتالية للقرارات الدولية والاتفاقات المتعلقة بوقف إطلاق النار وخفض التصعيد، خصوصاً أن مصير مئات آلاف المدنيين بات في خطر جسيم، وأن نتائج هذا الهجوم الإرهابي على المنطقة لن تكون قابلة للقياس بأي حالة سابقة".

المساهمون