السعودية تعتقل رابع مواطن قطري... وناشطون يحذرون من السفر للحج

04 يوليو 2018
القطريون يخشون السفر للحج بسبب الاعتقالات (نيكولا بريكيت/Getty)
+ الخط -

حذر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في قطر، من السفر إلى السعودية لأداء مناسك الحج أو العمرة، خشية من اعتقالهم من قبل السلطات هناك، وتوجيه تهم "الإرهاب" إليهم، بعدما كشفت مصادر سعودية عن وجود مواطنين قطريين جديدين رهن الاعتقال.

وغرّد أحمد بن سعيد الكواري، وهو أحد الناشطين، على حسابه في "تويتر"، محذراً من الذهاب إلى الحج بدون ضمانات أو وجود بعثة قطرية أو تمثيل قطري هناك، وقال "ممكن أهلك يتصلون يلقون جوالك مسكر، عقبها بأسبوع نلقى اسمك في القوائم، وتدري لا محاكمة ولا محامين، تكون في عداد المفقودين يعني".

وأيّد عدد من المغردين القطريين هذه التحذيرات، لافتين إلى "مخاطرة كبيرة" في السفر للحج والعمرة، ومشيرين إلى أنّ "السلطات السعودية تعتقل مواطنين قطريين لأسباب واهية"، بينما ذكّر بعضهم بتهديدات المستشار في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني، الذي سبق وتوعّد باعتقال أي مغرد قطري تتم إضافته إلى "القوائم السوداء" لدى الرياض.


وكان الكواري يعلّق على خبر أوردته صحيفة "الوطن" السعودية، اليوم الأربعاء، وذكرت فيه أنّ "نافذة (تواصل) التابعة لوزارة الداخلية السعودية، كشفت دخول متهم قطري جديد إلى قوائم المتهمين بقضايا الإرهاب وأمن الدولة، آخر أيام شهر رمضان، ليكون ثاني الموقوفين من الجنسية ذاتها".

ووفق الصحيفة، فإنّه "جرت محاكمة مواطن قطري ثانٍ، تمّت إدانته بما نُسب إليه ويقضي الحكم بحقه، فيما لا يزال المتهم الجديد رهن التحقيقات"، ولم تكشف وزارة الداخلية السعودية، أو صحيفة "الوطن"، هوية المواطنين القطريين المعتقلين.


وبالإعلان عن اعتقال المواطنين القطريين اللذين لم يُكشف عن هويتهما، اليوم الأربعاء، تكون السلطات السعودية قد أقدمت على اعتقال أربعة مواطنين قطريين منذ نشوب الأزمة الخليجية في 5 يونيو/حزيران 2017، الناجمة عن إعلان السعودية والإمارات والبحرين بالإضافة إلى مصر، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وفرض حصار بري وجوي وبحري على الدوحة.


وكانت قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، قد اعتقلت، في إبريل/نيسان الماضي، المواطن القطري محسن صالح سعدون الكربي، في المنفذ الحدودي الواقع بين اليمن وسلطنة عمان، دون توجيه أي تهم قانونية معلومة إليه.

وقالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، في بيان، إنّ "المواطن الكربي كان في طريقه لزيارة أسرته وأقاربه في الجمهورية اليمنية حين تم اعتقاله. لم تتوفر حتى اليوم أية معلومات جديدة عن الكربي الذي يعاني من بعض المشاكل الصحية المزمنة، والتي تتطلب الرعاية الصحية المستمرة، رغم جهود واتصالات اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر"، بحسب البيان.

وزعمت قناة "العربية" السعودية، حينها، أنّ الكربي "ضابط استخبارات قطري"، وهو ما نفته عائلته، مؤكدة لـ"العربي الجديد"، أنّ الكربي البالغ من العمر 63 عاماً، "لا علاقة له بأي جهة رسمية قطرية".

كما أعلنت "اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان" في قطر، في مايو/أيار الماضي، أنّ السلطات السعودية قامت باعتقال المواطن القطري نواف طلال الرشيد، تعسفياً، من دون توجيه أي اتهام إليه، ومن دون وجود مبرر قانوني لاعتقاله، مشيرة إلى أنّها تلقّت شكوى من عائلة المواطن تفيد بأنّ آخر تواصل للعائلة مع ابنها قد جرى في دولة الكويت.

وقالت وزارة الداخلية الكويتية على حسابها في "تويتر"، منتصف مايو/أيار الماضي، إنّه "تم ترحيل المواطن نواف الرشيد إلى السعودية، يوم السبت 12 مايو/أيار 2018"، مضيفة أنّ "تسليم الرشيد يأتي في إطار الترتيبات الأمنية المتبادلة بين البلدين، وذلك لورود طلب من السلطات المختصة بالمملكة بترحيل مواطنها المذكور إليها".

وأكد رئيس "اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر" علي بن صميخ المري، أنّ الرشيد دخل إلى الكويت بجواز سفر قطري، وقال إنّ السلطات السعودية باتت مطالبة قانونياً بالإفصاح عن مكان اعتقاله، والتهمة الموجهة إليه، وتمكينه من توكيل محام له، والاتصال بعائلته، بعد إعلان الكويت تسليمه للرياض، وهو ما لم يتم حتى الآن.