العراق: تحالف "الفتح" يستعين بشركات إيرانية في حملته الانتخابية

04 مايو 2018
استهداف المعارضين في شبكات التواصل الاجتماعي (مرتضى سوداني/الأناضول)
+ الخط -
استعانت تحالفات انتخابية عراقية متنفذة بشركات إعلامية مختصة عربية وأجنبية لتأمين حملاتها الدعائية للانتخابات البرلمانية وضمان سرية الحملات التي تتضمن مخالفات قانونية لا تتناسب مع قانون الانتخابات العراقي.

وقال مصدر يعمل ضمن الفريق الإعلامي لتحالف "الفتح"، الممثل لمليشيات "الحشد الشعبي"، لـ"العربي الجديد"، إنّ "تحالف الفتح سخّر أموالا كبيرة من المخصصة لـ(الحشد) من أجل خدمة حملته الإعلامية في الانتخابات، حيث تحولت مديرية الإعلام في منطقة الكرادة، وسط العاصمة بغداد، إلى مركز إعلامي لفريق عمل إيراني، جاء خصيصاً لغرض تأمين الصفحات الإلكترونية في مواقع (فيسبوك) و(تويتر)، الداعمة للتحالف".

وأوضح أنّ "الفريق الإيراني يعمل منذ انطلاق الحملة الانتخابية، وله اختصاصات عدة، من ضمنها إغلاق الصفحات التي تفضح التحالف وشخصياته، لا سيما المتورطين في عمليات إرهابية أو قضايا تتعلق بالفساد الإداري والمالي"، مضيفا أنّ "الشركات الإيرانية المختصة بالإعلام الانتخابي تمتاز بالحرفية، بالإضافة إلى عامل السرية، وحين تعاقدت الشركة مع التحالف اتفق الجانبان على التأكيد على السرية".

وأكد المصدر أنّ "الشركة الإيرانية تضم سبعة مستشارين وعشرات الفنيين، وكلهم إيرانيون، أمّا الأذرع التي تتلقى التعليمات وتعمل على تطبيق ما يُملى عليها دون اعتراض فهم عناصر من الحشد الشعبي، تم تفريغهم من فصائلهم الأصلية لهذا الغرض".

وأشار إلى أنّ "تحالف الفتح ليس التحالف الوحيد في العراق الذي استعان بشركة إعلامية من الخارج"، مبينا أنّ "الحزب المدني، الذي يُعد من الأحزاب الحديثة، يستعين هو الآخر بشركة لبنانية تعمل داخل مقر الحزب بمنطقة الجادرية ببغداد، وهي مختصة برصد من ينتقد الحزب ودعايته، فضلاً عن إغلاق الصفحات الإلكترونية التي تفضح الحزب ومصادر تمويله، وحدث ذلك مع السياسي العراقي عزة الشابندر، الذي انتقد بشكل ساخر الأمين العام للحزب المدني، حمد الموسوي، فقامت الشركة بتعطيل صفحة الشابندر".



من جهته، أكد مصدر مقرب من رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "رفض العبادي زيادة رواتب مقاتلي الحشد الشعبي جاء لأنه يدرك تماماً بأنّ صرف الزيادة سيمنح تحالف الفتح فرصة استغلال المبالغ بحملته الدعائية"، مبيناً أنّ "تأجيل صرف مبالغ الزيادة إلى ما بعد الانتخابات هو لإبعاد أيادي قادة (الحشد) الذين يسعون إلى توسيع حملاتهم الانتخابية خلال الأيام الأخيرة قبل الانتخابات".

ويحاول تحالف "الفتح" التعتيم على استعانته بالشركات الإيرانية، معتبرا الحديث عنها "استهدافا سياسيا".

وقال النائب في البرلمان، القيادي في التحالف إسكندر وتوت، لـ"العربي الجديد"، إنّ "تحالف الفتح مستهدف لأنه تحالف يضم قادة بارزين ومؤثرين في الشارع العراقي، وكان لهم دور مهم في عمليات تحرير العراق من (داعش)، فهو اليوم من أكثر التحالفات السياسية استهدافاً من جهات معادية، تروّج عنه أخباراً كاذبة".

وأضاف أنّ "المرشحين ضمن تحالف الفتح يعتمدون على جماهيرهم فقط، ولا توجد أي تدخلات خارجية، سواء كانت شركات إعلامية أم غير ذلك".

ويتنافس في الانتخابات البرلمانية، المقرر إجراؤها في العراق في 12 من مايو/ أيار الجاري، أكثر من سبعة آلاف مرشح، للفوز بـ329 مقعداً في البرلمان، 71 منها مخصّصة للعاصمة بغداد، وبنحو 250 حزبا وكيانا سياسيا، و70 ائتلافا انتخابياً كبيراً، بينهم 2014 مرشحة تسعى لاستيفاء كوتا النساء، نسبتها 25 بالمائة من مقاعد البرلمان.