مخاوف من أزمة إنسانية في الحديدة اليمنية

31 مايو 2018
حصار الحديدة يضاعف معاناة المدنيين (محمد حويس/ فرانس برس)
+ الخط -
ترتفع الأصوات المحذرة من أزمة إنسانية مرتقبة مع اقتراب موعد معركة السيطرة على مدينة الحديدة اليمنية، في ظل توقعات بنزوح مئات الآلاف عن المدينة التي تشكل عصب البلاد الاقتصادي والمنفذ الرئيس للمساعدات الإنسانية.

فبعد أن نجحت قوات التحالف الذي تقوده السعودية في التقدم السريع على مسار الساحل اليمني، يقترب موعد معركة مفصلية قد تفتح طريقاً أمام قوات التحالف للوصول إلى العاصمة اليمنية صنعاء.

إلا أن معركة السيطرة على الميناء اليمني قد تؤدي إلى نزوح نحو 200 ألف شخص، إضافة إلى قطع الإمدادات الإنسانية المتجهة نحو الداخل اليمني.

وقال المتحدث باسم قوات المقاومة الشعبية، العقيد الركن صادق الدويد، إن الهدف هو السيطرة على المدينة من دون قتال، وإخضاعها بعد وضعها تحت الحصار: "أولاً سنقوم بقطع خطوط الإمداد، وخاصة بين صنعاء والحديدة. ثم سنضع الحديدة تحت الحصار ونجبرهم على الاستسلام، وربما من دون قتال".

وكان التحالف، الذي تشارك فيه دولة الإمارات، قد تعرض لانتقادات شديدة من دول ومؤسسات حقوقية وقانونية غربية بسبب انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها هذه القوات نتيجة لاستخدام القوة المفرطة في اليمن.

وأدى هذا الضغط الغربي على التحالف إلى أن يعدل الأخير عن قصف الحديدة، آخذا بعين الاعتبار أن تدمير البنية التحتية للميناء سيؤدي لانتشار المجاعة في اليمن، كون 80 في المائة من المساعدات الإنسانية القادمة إلى اليمن تمر عبره. كما أن المعارك المحيطة بالمدينة قد أدت إلى نزوح 100 ألف شخص وينتظر نزوح ضعف هذا الرقم في حال انتقال المعارك إلى قلب المدينة.

وكانت الحديدة، والتي تعد خط حياة اليمن، قد سقطت بيد الحوثيين عام 2015. وحققت قوات التحالف تقدماً سريعاً في الشهرين الماضيين في هذه الجبهة.

وقال المبعوث الأممي الخاص باليمن، مارتن غريفيث، إن معركة الحديدة "سترفع خيار السلام عن الطاولة". فالسيطرة على الميناء ستضع خطوط المعونات القادمة إلى اليمن تحت سيطرة التحالف، كما أنها ستؤثر على رغبة الإيرانيين في الدخول في مفاوضات جدية حول مستقبل السلام في البلاد.

وفرضت قوات التحالف حصاراً بحرياً على المدينة منذ عام 2015، إلا أن الإغلاق التام للميناء في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، رداً على الصواريخ الحوثية على العاصمة السعودية، أدى إلى تجويع نحو 3.2 ملايين شخص، وفقاً لبرنامج الأغذية الدولي.

وقال بانو باتانغار، من منظمة أنقذوا الأطفال، أنه "يتوقع أن يطول القتال وستستخدم الأسلحة المتفجرة في مناطق ذات كثافة سكانية عالية، وهو ما سيمتلك تأثيراً غير متناسب على المدنيين".

وأضاف: "كما أن الإغلاق التام للميناء سيؤدي إلى قطع كارثي للواردات الإنسانية والتجارية في الوقت الذي تحتاجها البلاد بشدة. لقد وصلت واردات البلاد من الغذاء أدنى مستوياتها منذ بدء النزاع وقد ارتفعت أسعار المواد الأساسية بنحو الثلث".

من جانبها، قالت إيران على لسان نائب وزير الخارجية، عباس عراقجي، هذا الأسبوع، إنها مستعدة للتباحث مع الأطراف الأوروبية حول اليمن، ولكن فقط حول الأوضاع الإنسانية. وتعد هذه المرة الأولى التي توافق فيها إيران على التباحث مع الغرب حول تورطها في نزاع إقليمي.

فقد رفضت سابقاً الدخول في أي نقاش حول تدخلها العسكري في دول المنطقة، وخاصة في سورية. إلا أن انسحاب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي الإيراني دفع الأوروبيين للضغط على إيران للتجاوب مع المفاوضات حول أنشطتها الإقليمية وبرنامجها الصاروخي.



وقال عراقجي في مقابلة: "لقد دخلنا في نقاشات مع أربع دول أوروبية هي فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا على أرضية إنسانية، وبسبب الأوضاع المأساوية التي يمر بها سكان اليمن".

وكان قائد الحرس الثوري الإيراني، قد أقر في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بأن إيران تساعد الحوثيين، ولكن فقط من خلال المستشارين.