حملات المعارضة التركية: اتهام الحكومة بـ"الإسراف" ووعود بهدم مشاريع تنموية

26 مايو 2018
تصريحات محرم إنجه أثارت الجدل (فرانس برس)
+ الخط -
بعد مرور نحو أسبوعين على بدء حملات مرشحي انتخابات الرئاسة التركية، المقررة في 24 يونيو/حزيران المقبل، لم تكن بعض "الوعود" والبيانات الانتخابية لدى حملات المعارضة  سوى "طرائف" للتندّر بين أوساط الشعب التركي، من ضمنها التعهّد للناخبين، مثلًا، بإلغاء وهدم مشاريع حكومية كبيرة، أو الاتهام الذي وجّهه أحد المرشحين الإسلاميين للحكومة بـ"الإسراف".

وبين هذا وذاك، لم تغب قضية اللاجئين السوريين، التي شكّلت ميدانًا للتنافس والاستثمار السياسي، بين من توعّد النظام السوري، وبين آخر بشّر بعلاقات معه. كما شكّلت قضية القدس وفلسطين، أيضًا، ميدانًا للنزال السياسي، ومن خلالها شنّ مرشحو المعارضة هجومهم على خصمهم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، الذي قدّم 146 مشروعًا جديدًا في بيانه الانتخابي.

محرم إنجه، مرشح حزب "الشعب الجمهوري"، أبرز أحزاب المعارضة، تعرض لموقف محرج جدًا، وذلك في تجمع انتخابي له أمس، اذ اتهم القناة الرسمية (TRT) بأنها لا تبث خطاباته وتجمعاته الانتخابية، وأنه يعتزم تنظيم تظاهرة أمام مبنى القناة في أنقرة، ولكنه كان في تلك اللحظة على الهواء مباشرة على القناة التي يتهمها، مما أثار تهكم بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام.


موقف محرج آخر تعرض له إنجه، حين قال في مقابلة تلفزيونية إن سفراء الاتحاد الأوروبي يسألونه إن كان سيحاكم أردوغان لاحقًا؛ أي بعد الفوز في الانتخابات، ولكن في اليوم التالي نفى ما قاله، كما نشر السفراء على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي نفيا لتصريح إنجه.

ومن بين الوعود التي أطلقها إنجه، أيضًا، إيقاف مشروع إنتاج السيارة الوطنية التركية الأولى، وقناة إسطنبول المائية التي ستدر على تركيا أرباحًا كثيرة وتنقلها لمصاف الدول المتقدمة.

أما المرشحة البارزة الأخرى عن المعارضة، ميرال أكشنار، مرشحة حزب "الجيد"، فسارت على الخطى نفسها، وأطلقت وعودًا تستهدف فيها أيضًا مشاريع الحكومة، مقللة من أهميتها. وعدت بإيقاف مشروع قناة إسطنبول المائية، معتبرة أن المشروع الذي يفترض أن يربط البحر الأسود ببحر مرمرة بموازاة مضيق البوسفور لتنظيم عبور السفن التجارية؛ "مشروع خيالي فقط".

أكشنار أيضًا هاجمت مشافي المدن، التي جرى إنشاؤها لإيجاد حل جذري لمشكلة الصحة في البلاد، فضلًا عن مهاجمتها لمشروع جسر عثمان غازي، الذي أنشئ على خليج إزميت في بحر مرمرة، وقصّر من المسافة بين ضفتي البحر.

أما مرشح "حزب السعادة" الإسلامي، تمل كاراموللا أوغلو، فقد هاجم مشاريع الحكومة على طريقته إذ اتهمها بـ"الإسراف"، ووعد في حال وصوله للرئاسة بإيقاف كل من مشروع جسر مضيق الدردنيل (تشاناق قلعة)، وقناة إسطنبول المائية، والاستثمارات المرافقة، وهو ما دفع وسائل الإعلام للتهكم عليه.

كما أن السجال الذي أثاره مرشح حزب السعادة لم ينته هنا، إذ اعتبر أن مشروع القطار السريع لولاية سيواس التركية، وسط البلاد، سيجلب "السعادة" للناس، مع أن هذا المشروع قد يساهم في تسريع وتيرة النزوح من تلك المناطق.