"خيمة العودة" في قلب العاصمة التونسية: من خطط فسيواجه شعباً جباراً

17 مايو 2018
تنديد تونسي بالمجازر الإسرائيلية ونقل السفارة(ياسين قايدي/Getty)
+ الخط -
تتواصل التحركات المساندة للشعب الفلسطيني في تونس. وبعد المسيرات والتظاهرات التي أقيمت في أكثر من مدينة خلال اليومين الماضيين، انتصبت "خيمة العودة" في قلب العاصمة التونسية، في شارع الحبيب بورقيبة، وشهدت توافد العديد من النواب والسياسيين والمنظمات الوطنية، نصرةً للشعب الفلسطيني وتنديداً بالمجازر التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي، والتي أدت إلى سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى، وكذلك تنديداً بالقرار الأميركي القاضي بنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة.

وقام المشاركون بإحراق العلم الإسرائيلي احتجاجاً على الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، داعين الشعوب العربية إلى مؤازرة الشعب الفلسطيني ومناصرة القضية الفلسطينية، والتنديد بجرائم الاحتلال، كما تمّ بالتوازي إحراق العلم الأميركي بالقرب من مقر السفارة الأميركية.  

وقال المدير التنفيذي لجمعية "أنصار فلسطين"، بشير الخضري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن الرسالة الأولى من وراء هذا النشاط موجهة لمن خطط ونقل السفارة الأميركية إلى القدس ظناً منه أنه بهذه العملية سيحتل القدس، مؤكداً أن هؤلاء "سيواجهون شعباً جباراً لن يرهبه السلاح ولا القوة ولا التهديدات". أما الرسالة الثانية، فموجهة إلى الشعب الفلسطيني، ليواصل صموده، وللتأكيد له أنه ليس وحيداً في معركته.

وأضاف الخضري متوجهاً للشعب الفلسطيني: "نحن لا تفصلنا عنكم سوى تلك الحدود التي وضعها المستعمر، ولولاها، ولولا بعض الحكام الخونة، لكانت الشعوب العربية معكم في الميدان وفي تحرير القدس، ولكن فلسطين ستحرر وسيتم اللقاء في المسجد الأقصى".


بدوره، قال القيادي في "حركة النهضة"، نجيب مراد، لـ"العربي الجديد"، إن "أبطال فلسطين كانوا في مستوى اللحظة التاريخية، فقد قدموا نحو 61 شهيداً، والدماء لا تزال تسيل، والكفاح متواصل، لإفشال كل المؤامرات التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني"، لافتاً إلى أن تونس تحيي ذكرى النكبة ومرور 70 سنة على اغتصاب الأرض "ولكن إرادة الشعوب لا تقهر، خاصة عندما تتمسك بحقوقها، فهي ستنجح وستحقق أهدافها مثلما حصل في الثورات العربية التي انتصرت على أنظمة مستبدة".

وشدد مراد على أن قرار ترامب القاضي بنقل السفارة الأميركية إلى القدس "لن يغير شيئاً في الميدان، باعتبار أن إسرائيل تتعامل مع القدس وكأنها مستوطنة من المستوطنات التي تحتلها، ولكن تحريرها سيكون قريباً بفضل عزيمة الفلسطينيين وبسالتهم وشجاعتهم في مواجهة عدو مسلح وهم عزل، سلاحهم الوحيد الشجاعة والإيمان بعدالة قضيتهم".

وأشار مراد إلى أن "ردود الفعل الحاصلة، وسحب تركيا سفيرها، والمسيرات التي تشهدها دول عدة في العالم، خير دليل على اليقظة الحاصلة، في وجه الخروقات التي تحصل للقانون الدولي والانتهاكات الفظيعة التي ترتكب، وللتصدي للمشاريع الظالمة والقرارات غير الشرعية".

من جهتها، أكدت رئيسة جمعية "نساء من أجل فلسطين"، فائزة شكندالي، على ضرورة التمييز بين موقف الشعوب العربية الحاضنة للقضية الفلسطينية والمستعدة لدفع دمائها من أجل فلسطين، وبعض الأنظمة الحاكمة وموقفها المخيب للآمال، لافتة إلى أن "ولكن لا يهم الشعوب كثيراً ولا المنظمات ولا المجتمع المدني العربي، لأنه يواصل الوقوف مع القضية الفسطينية مؤمناً بأنها قضيته الأولى".

وفي المواقف الشعبية، أكدت التونسية آمال (60 عاماً) مساندتها الفلسطينيين، قائلةً إنها "لا تتخلف عن أي تحرك لدعم القضية الفلسطينية إيماناً منها بأن فلسطين في القلب، ويجب أن تبقى في وجدان كل عربي"، ومؤكدةً أن الفلسطينيين "ليسوا وحدهم فالشعوب العربية والتونسيون معهم".

ورأت آمال أن الاعتداءات الأخيرة على غزة وعلى الشعب الفلسطيني غير مقبولة، وأن "الظرف صعب وعلى الشعوب العربية التحرك بنجاعة أكثر، وتقديم كل ما يمكن تقديمه من مساعدات لإخوانهم في فلسطين".

وقال المواطن التونسي صالح، القادم إلى بلاده من فرنسا لقضاء إجازة، إنه اختار القدوم إلى شارع الحبيب بورقيبة للمشاركة في هذه التحركات، مؤكداً أن القضية الفلسطينية في وجدانه، ومشدداً على أن "الكيان الصهيوني الغاصب فتك بالأرض واعتدى على الشباب وقتل بدم بارد، ولا بد من مساندة الفلسطينيين في مقاومتهم".

وقال صالح إن المسيرات التي أعلنها الشعب الفلسطيني رغم سقوط شهداء من الشباب ورغم سلاحهم البسيط، أي الحجارة، أبهرت العالم، وأرعبت العدو، مشيراً إلى تعبير الوقفة والخيمة التونسية عن المساندة المطلقة وغير المشروطة للشعب الفلسطيني، على أمل تكثيف الدول العربية من تحركاتها السلمية.