عريقات: السفارة الأميركية في القدس بؤرة استيطانية إلى زوال

14 مايو 2018
عريقات: واشنطن لم تعد شريكاً بعملية السلام (عباس مومني/Getty)
+ الخط -

أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، أن السفارة الأميركية في القدس المحتلة، التي جرى افتتاحها اليوم الإثنين، "بؤرة استيطانية جديدة وهي إلى زوال".

وافتتحت الولايات المتحدة، اليوم الإثنين، رسمياً سفارتها لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة، في ظل احتجاجات فلسطينية واسعة على الخطوة، في حين استُشهد 43 فلسطينياً على الأقل وأصيب المئات برصاص قوات الاحتلال، خلال قمعها "مليونية العودة"، شرق قطاع غزة.

وفي حديث لتلفزيون فلسطين الرسمي، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن "الاحتفال بنقل السفارة الأميركية غير الشرعي إلى مدينة القدس المحتلة هو احتفال بدفن عملية السلام وخيار الدولتين"، مؤكدا أن "إدارة ترامب تدفع المنطقة شعوباً وحدوداً إلى العنف والفوضى وإراقة الدماء، ووصلت إلى مرحلة الانحطاط السياسي، لدرجة تعيين السفير الأميركي ديفيد فريدمان في إسرائيل، وهو من كان يمول منظمات إرهابية محظورة، وموضوعة أساسا على قائمة الإرهاب الأميركي نفسها".

وأوضح عريقات أن "ما يسمى بصفقة القرن" يتم تنفيذها أساساً، والدليل هو تصريح ترامب بأن القدس هي خارج طاولة المفاوضات، وأيضا ما جرى فعله من قطع المساعدات عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، في محاولة لإسقاط ملف اللاجئين من طاولة المفاوضات، ومناقشة الكنيست الإسرائيلي مشاريع قوانين لفرض أو لبسط النظام الإسرائيلي على المستوطنات الاستعمارية، كذلك الاحتفاظ بغور الأردن، فهذا يدل على أن الصفقة تنفذ في هذه الأثناء".

وتابع: "اليوم نشاهد أبناء الشعب الفلسطيني يقفون هذا الموقف، وبهذه العزة والتضحيات، وعلى نتنياهو أن يدرك تماما أنه لن يكون له سلام على الإطلاق.. السلام لا يتأتى بالسيف ولا بالقوة ولا بجرائم الحرب، السلام يبنى على أسس العدل، وهؤلاء في هذا الاحتفال إنما يغيبون العدل ويغيبون قواعد السلام ويؤسسون لمرحلة مقبلة عنوانها المزيد من العنف والتطرف".

أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في تصريحات أخرى لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية، الإثنين، أنه "لن يجلس مع الإدارة الأميركية الحالية أي فلسطيني، كونها أصبحت مركزا لقيادة الاحتلال والتطرف والعنف في المنطقة، ولم تعد شريكا أو وسيطا لأي عملية سلام".

واعتبر أن "افتتاح السفارة الأميركية، اليوم، هو بمثابة دفن لعملية السلام، ومبدأ الدولتين على أساس حدود عام 1967، وهو ما يعني دفع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى مواجهة مفتوحة وأبدية، عبر ضرب الإدارة الأميركية بالقوانين والشرائع الدولية عرض الحائط".

وأكد أن "السلام حاجة للجميع، وليس منّة من أحد، ولن يكون هناك سلام إلا بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران(يونيو) عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية"، مشددا على أن "القدس ستبقى عاصمة فلسطين الأبدية، ولا يمكن تقرير مصيرها وتغيير وجهها ولونها ولسانها بمجرد أن قرر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نقل سفارة بلاده إليها، فهذا النقل لن يخلق حقا ولن ينشئ التزاما".

وأشار إلى أن "الرئيس الأميركي يحاول أن يقوم بتشريع ممارسات الاحتلال على الأرض، من جرائم واعتقالات وهدم البيوت واستيطان".

وأبرز أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أن "الاحتلال الإسرائيلي هو الخطر الحقيقي على المنطقة، فهو منبع الشر ومنبت الفساد السياسي، فإذا ما أراد العالم السلام والأمن فعليه أن يقوم بتجفيف منبت الإرهاب وهو الاحتلال الإسرائيلي".

إلى ذلك، يترأس الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مساء اليوم، اجتماعا موسعا للقيادة الفلسطينية يضم أعضاء اللجنتين التنفيذية والمركزية، لبحث التحديات الراهنة، ومنها نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة.

وفي السياق، قال عريقات إن "الاجتماع سيد نفسه، وستجري خلاله مناقشة قرارات المجلس الوطني التي تم بالفعل البدء بتنفيذها، ردا على الخطوة الأميركية بنقل السفارة إلى القدس المحتلة".





من جهته، قال وزير الشؤون الخارجية والمغتربين الفلسطيني، رياض المالكي، الإثنين، إن "حكومة الاحتلال الإسرائيلي تحاول تصوير مراسم نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس كأنه حدث تاريخي من خلال المبالغة بالإعلان عن قائمة الحضور".

وقلل المالكي، في تصريحات لإذاعة "صوت فلسطين"، من أهمية ما تروّج له وسائل الإعلام الإسرائيلية عن نية الرئيس الأميركي طرح ما يسمى "صفقة القرن" خلال خطابه في مراسم افتتاح نقل السفارة.

وأوضح أن "ترامب لن يطرح أي شيء، ولن تكون في خطابه أية مفاجآت مقلقة للقيادة الفلسطينية"، مشيرا إلى أن "الإدارة الأميركية ليست معنية بطرح هذه الصفقة، وأنها تعطي الأولوية حاليا لقدرات كوريا النووية والملف الإيراني والوضع في سورية، ولم تعد قضية فلسطين أولى أولويات الإدارة الأميركية".

وقال وزير الخارجية الفلسطيني إن "ما تروج له إسرائيل عن قائمة كبيرة من السفراء والدبلوماسيين المعتمدين لديها سيحضرون افتتاح حفل السفارة الأميركية ليس صحيحا، وهو أقل بكثير مما أعلن عنه"، مؤكدا أن "القائمة التي وزعتها الخارجية الإسرائيلية تختلف تماما عن طبيعة الحضور".

وبيّن أن "هناك اتصالات تجري مع الدول التي تنوي حضور مراسم نقل السفارة الأميركية لتقليص عددها، لإثبات أن ما تروج له إسرائيل والإدارة الأميركية حول حضور دولي كبير غير صحيح"، مضيفا أن "التحرك ضد خطوة الإدارة الأميركية بنقل سفارة بلادها إلى القدس سيكون على أكثر من مسار، وأن الذي سيحدد ذلك هو ما ستخرج به اجتماعات القيادة، مساء اليوم".

وأشار المالكي إلى أن طلب عقد اجتماع عاجل للجامعة العربية ستلحقه عدة خطوات على كافة المستويات، منها منظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان ومجلس الأمن.

وأكد وزير الخارجية الفلسطيني أن "القيادة الفلسطينية ستتوجه إلى الجنائية الدولية، وتعمل للتحضير على تقديم ملفات خاصة بالجرائم التي ارتكبتها إسرائيل".

وحول تراجع دول في الاتحاد الأوروبي، وهي التشيك وهنغاريا ورومانيا، عن موقف دول الاتحاد رفض نقل سفاراتها إلى القدس، قال المالكي إن "القيادة الفلسطينية في اجتماعها اليوم ستتخذ قرارا بشأن كيفية التعامل والتعاطي مع هذه الدول".

وأشار إلى أنه "تم تقديم احتجاج لوزارات خارجية هذه الدول، وستكون لهذا الموضوع ردود فعل على المستوى العربي والإسلامي، وليس الفلسطيني فقط، ولن يكون هناك أي نقل لسفارات دول في الاتحاد الأوروبي، وأن هذه الدول كانت قد اتخذت هذه الخطوات فقط لحفظ ماء وجه بعض المدافعين عن الموقف الإسرائيلي".