هذه الأهداف المحتملة للضربة الأميركية المتوقعة على سورية

11 ابريل 2018
لا يعرف حجم الضربة الأميركية المتوقعة (Getty)
+ الخط -
فيما يترقب العالم توجيه الولايات المتحدة الأميركية ضربة عسكرية إلى النظام السوري، وذلك رداً على استخدامه للغازات السامة في هجوم على مدينة دوما، ما تسبب بسقوط العشرات بين قتيل ومصاب، تنتشر الكثير من السيناريوهات للضربة المتوقعة بين شاملة أو محدودة.


وتتفاوت خارطة الاستهداف، بدءاً بالمراكز التي يشك أنها تصنع الأسلحة الكيميائية والمطارات، التي تستخدم لانطلاق الطائرات الحاملة للقنابل الكيميائية إلى مقرات النظام السياسية والأمنية والعسكرية.

مراكز إنتاج الأسلحة الكيميائية
وأول هذه الأهداف التي قد يستهدفها القصف الأميركي، هو مراكز البحوث العلمية في سورية، وهي مراكز سريّة تابعة لـ"وزارة الدفاع لدى النظام"، يقال إنها تختص بإنتاج الأسلحة والمقذوفات بكافة أنواعها التقليدية والكيميائية، فضلاً عن القيام بأعمال أخرى.

ووفق ما قاله مسؤول أمني منشق عن النظام في مدينة حمص، لـ"العربي الجديد"، فإن بعض تلك المراكز تقوم بإنتاج السلاح الكيميائي بالتعاون مع "هيئة الطاقة الذرية" والتي يقع مركزها على طريق مدينة قطّينة بريف حمص الجنوبي.

وأضاف المسؤول أن مركز "هيئة الطاقة الذرية" يقوم بإنتاج المادة الكيميائية مستفيداً من وجود "معامل الأسمدة الكيميائية ومصفاة حمص النفطية ومعامل تكرير الكبريت، وأقيم المركز في تلك المنطقة لحاجته إلى التخلص من النفايات السائلة عبر طرحها في بحيرة قطّينة على نهر العاصي، ثم تنقل تلك المواد إلى مراكز البحوث التابعة لوزارة الدفاع في منطقة تل قرقر بحماة وجمرايا في جبل قاسيون".

وأوضح المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن مركزي تل قرقر وجمرايا، هما مركزان مسؤولان عن صناعة السلاح في سورية بشكل رئيسي، وباقي مراكز البحوث العلمية لها اختصاصات متنوعة مثل البحوث الزراعية والأرصاد الجوية والبحوث الجغرافية والعلوم الطبيعية.

و"مركز بحوث جمرايا"، يقع في منطقة جمرايا خلف جبل قاسيون شمال غربي دمشق، تأسس في عام 1980 بشراكة بين النظام السوري وروسيا السوفييتية وتعرض للقصف في عام 2013 من قبل طيران يعتقد أنه إسرائيلي. بينما يقع "مركز تل قرقر" المعروف بالقطاع الرابع في جبل تقسيس الواقع بين محافظتي حماة وحمص ويشرف عليه مهندسون من كوريا الشمالية، ولا توجد معلومات دقيقة عن زمان إنشائه.

كما تفيد تقارير صحافيّة أن المراكز المختصة بتطوير وصناعة الأسلحة الكيميائية في دمشق وريفها هي: المعهد ألف، المعهد ألفين، المعهد ثلاثة آلاف، جمرايا، الفرع أربعمائة وخمسين. وفي حلب: المعهد أربعة آلاف في منطقة السفيرة، ونقل عمله إلى الفرع ثلاثمئة وأربعين في مصياف بريف حماة.



المطارات
يفيد متابعون بأن انخفاض القدرات الجوية للقوات النظامية لا يصل إلى حد انعدام تأثيرها، إذ لا يزال يمتلك عشرات الطائرات التي تنطلق من عدة مطارات أغلبها يتمركز في مناطق وسط سورية.

ومن تلك المطارات مطار الشعيرات الذي عرف خلال السنوات الأخيرة بـ"مطار الموت"، وسبق أن تعرض لقصف أميركي في مثل هذا الشهر من العام الماضي، ردا على اتهامات تفيد بأنه استخدم في تنفيذ هجوم بالأسلحة الكيميائية في 4 إبريل/ نيسان في خان شيخون، أسفر عن مقتل وجرح المئات من السوريين الأبرياء، بمن فيهم النساء والأطفال.

وبين العقيد الطيار مصطفى بكور، وهو منشق عن القوات النظامية، أن هنالك خمسة مطارات تابعة للقوى الجوية في جيش النظام "تعتبر الأكثر شراسة في القتل والتدمير"، وهي: مطار الشعيرات، ومطار حماة، ومطار التيفور، ومطار الضمير، ومطار السين.

وأشار في حديث مع "العربي الجديد" إلى أنه في المطارات المذكورة تتركز الطائرات "ذات القدرة على تنفيذ هجمات مدمرة أكثر من غيرها من حيث كمية الحمولة، وإمكانيات الطائرة القتالية". وتقع المطارات الخمسة في وسط سورية، ما بين العاصمة دمشق وحماة، وشرقاً في البادية السورية التي يوجد فيها مطار الشعيرات والسين. ويقع مطار الضمير على أطراف بلدة تحمل نفس الاسم وتقع إلى الشرق من دمشق على أطراف البادية، فيما يقع مطار حماة إلى الغرب من مدينة حماة مركز محافظة تحمل نفس الاسم.

وقال بكور إنه يوجد مطارات في الجنوب السوري وفي الساحل، مضيفاً أن قاعدة حميميم الساحلية تضم مطاراً، وباتت قاعدة عسكرية روسية.

ويوضح أن مطارات الجنوب السوري تحتوي حوامات ومقاتلات حربية من طراز "ميغ 21"، مشيراً إلى أن طائرات "سوخوي" بكافة طرازاتها "هي القوة الضاربة الرئيسية في القوى الجوية التابعة لجيش النظام"، بحسب تعبيره. ويذكر أن بعض الطائرات عادت إلى مطار رسم العبود (كويرس) شرقي حلب.

ويذكر بكور أن هناك 12 مطاراً عاملاً في سورية من بين 25 مطاراً كانت لدى جيش النظام قبل عام 2011، العام الذي شهد انطلاق الثورة السورية على النظام. ويكشف أن جيش النظام كان يمتلك قبل الثورة، 250 طائرة حربية عاملة، من مختلف الطرازات، مشيراً إلى أن العدد تقلص كثيراً بعد الثورة. ولم يعد لدى النظام سوى 50 طائرة حربية قتالية من مختلف الطرازات، إضافةً إلى حوالي 25 طائرة "لام 39" التدريبية التي يستخدمها لمهام قتالية ليلية، وعدد من الحوامات أيضاً، وفق بكور.



وإلى الغرب من مدينة دمشق بنحو كيلومترين، يقع المطار الأشهر في تاريخ سورية، وهو مطار المزة العسكري الذي تحوّل منذ بدء الثورة إلى معتقل كبير. ويعد هذا المطار مقراً لما يُسمّى بـ"الاستخبارات الجوية".

وتؤكد مصادر مطلعة أن هناك طريقاً يربط بين المطار وبين قصر الشعب الواقع على تلة المزة، والذي يقيم فيه رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إذ يحتفظ في المطار بطائرة مدنية ليتم التنقل بها عند الحاجة.

مقرات القيادة
وتتركز مقرات قيادة النظام المعروفة في العاصمة دمشق، بدءاً بقصر الشعب الموجود على سفح جبل قاسيون المطل على دمشق، والقصر الجمهوري في حي المهاجرين، إلى قيادة الأركان وقيادة سلاح الجو المطلين على ساحة الأمويين، إلى شعبة المخابرات العامة في حي المجتهد، إلى مربع الأفرع في منطقة كفرسوسة حيث يوجد العديد من الأفرع الأمنية، العسكري والجوي والسياسي وفرع أمن الضباط، وفرع الدوريات وفرع فلسطين في شرق المتحلق الجنوبي مقابل حي القزاز.

وتوجد هناك أيضا قيادة الفرقة الرابعة في منطقة السومرية، إضافة إلى العديد من الأفرع المنتشرة في مختلف مناطق دمشق في حي المهاجرين والمزة وساحة التحرير بحي باب توما، وبالقرب من ساحة العباسيين، ما يعني أن كثيرا من أحياء دمشق قد تتعرض للقصف في حال كانت هذه الأفرع إحدى الأهداف الأميركية.

(العربي الجديد)
المساهمون