النظام السوري يقصف دوما ويحشد لاقتحامها... وضغط روسي مستمر

01 ابريل 2018
بدء تهجير أهالي دوما (محمد النجار/غيتي)
+ الخط -

قُتل مدنيّان وأصيب آخرون، ليل السبت، جراء قصف مدفعي لقوات النظام السوري على مدينة دوما في الغوطة الشرقية، في وقت تتواصل المفاوضات بين "جيش الإسلام" وروسيا حول مصير أكثر من 60 ألفاً من المقاتلين وعوائلهم ومدنيين آخرين من الراغبين بالخروج من المدينة.

وقال الدفاع المدني السوري، إنّ شخصين على الأقل قُتلا جراء قصف مدفعي ليلي على الأحياء السكنية في مدينة دوما، بينما تواصل قوات النظام إرسال التعزيزات إلى محيط المدينة بغية زيادة الضغط على أهلها، وعلى "جيش الإسلام" فيها من أجل تسليمها.

وكانت قوات النظام أعلنت السيطرة على كامل الغوطة الشرقية باستثناء مدينة دوما وذلك بعد خروج الدفعة الثامنة والأخيرة من القطاع الأوسط بالغوطة.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إنّ القافلة الثامنة والأخيرة من مهجري القطاع الأوسط بالغوطة، وتضمّ 65 حافلة تقل 2935 شخصاً؛ وصلت إلى قلعة المضيق في ريف حماة وسط أنباء عن تعرضها إلى إطلاق نار في المناطق الموالية للنظام ما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص، بينهم أطفال ونساء من ركاب إحدى الحافلات.


وتوفي خمسة مدنيين وجرح آخرون إثر ما قيل إنّه "حادث مروري تعرضت له القافلة، أثناء مرورها في منطقة النهر البارد الخاضعة لسيطرة النظام السوري".

في غضون ذلك، توصلت اللجنة التفاوضية التي تضم كلاً من "القيادات المدنية" وممثلي "جيش الإسلام" إلى اتفاق مع الجانب الروسي على إجلاء المصابين من مدينة دوما إلى الشمال السوري، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية خروج نحو 154 ألف شخص من الغوطة الشرقية منذ بدء الهدن الإنسانية.

وقال مركز المصالحة الروسي في سورية، إنّ "أكثر من 100 مدني خرجوا اليوم عبر الممر الإنساني في منطقة مخيم الوافدين في الغوطة الشرقية".

وكان جيش النظام قال إنّ الحملة العسكرية، التي شنها ضد الغوطة منذ 18 فبراير/شباط الماضي وتسببت في مقتل أكثر من 1600 مدني، "حققت الأمن للعاصمة وأمّنت الطرق السريعة من دمشق للمناطق الأخرى في البلاد".

من جانبه، أعلن عضو الاتحاد الروسي والمسؤول في وزارة الدفاع نيكولا تيبلوف، أنّ "إتمام عملية القضاء على الإرهاب بالكامل في الغوطة الشرقية أصبح أمراً لازماً ولا يحتمل المساومة، وقواتنا الجوية الفضائية في تمام الجاهزية لإنهاء هذا الوضع غير المستقر".

وأضاف: "نعتقد أنّ المهلة التي تم إعطاؤها للمجموعات المسلحة غير الشرعية في منطقة دوما كانت كافية لتحديد خياراتهم في الخروج أو البقاء تحت سيطرة القوات الحكومية السورية".

من جهته، اعتبر "المركز الروسي للمصالحة" في سورية أنّ الاستكمال الناجح لعمليات إجلاء المسلحين عن معظم مناطق الغوطة الشرقية، يمكن أن يساعد في إقناع "جيش الإسلام" بوقف القتال ونزع سلاحه.

وقال رئيس مركز المصالحة، يوري يفتوشينكو للصحافيين: "النجاح في ترتيب انسحاب مسلحي "أحرار الشام" و"فيلق الرحمن" من الغوطة الشرقية، أظهر جدوى الجهود المبذولة، وإمكانية إقناع تنظيم "جيش الإسلام" الذي يبقي عناصره في المنطقة، بضرورة وقف القتال وترك سلاحه".

وأكد يفتوشينكو انتهاء عملية إجلاء مسلحي "فيلق الرحمن" من الغوطة، مشيراً إلى أن أكثر من 41 ألف من مقاتلي التنظيم وعوائلهم غادروا جوبر وزملكا وعين ترما وعربين خلال الأيام الـ8 الأخيرة.

وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة "الوطن"، الموالية للنظام، اليوم الأحد، نقلاً عن عمّا وصفته بمصادر دبلوماسية غربية في دمشق، أن الاتفاق مع "جيش الإسلام"، تم، وقد يبدأ تنفيذه اعتباراً من اليوم، من ناحية تسليم السلاح الثقيل والاستعداد لمغادرة المدينة نحو مناطق في شمال سورية تقع تحت السيطرة التركية.

ونقلت "الوطن" عن مصدر عسكري من النظام، أنّ النظام السوري "أعطى منذ أمس الأول مسلحي جيش الإسلام 48 ساعة للموافقة على شروط الانسحاب والخروج من دوما، وإلا فإن الجيش سيدخل المدينة".

وأشارت الصحيفة إلى بيان لقوات النظام بشأن استمرار العمليات القتالية في محيط دوما، تزامناً مع الأنباء عن انتشار حشود عسكرية كبيرة في محيط المدينة.


وكان "جيش الإسلام" أكّد أنّ المفاوضات حول الوضع في دوما "تسير في الاتجاه الصحيح"، إلا أنه جدد رفضه "التهجير القسري" لأبناء المدينة.