جونسون يشبه بوتين بهتلر وروسيا تستنكر

22 مارس 2018
تواصل التصعيد الروسي البريطاني (جاك تايلور/Getty)
+ الخط -
دان السفير الروسي في بريطانيا، ألكساندر ياكوفينكو، اليوم الخميس، التصريحات الصادرة عن وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، التي قارن فيها بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم النازي أدلوف هتلر.

وقال السفير الروسي، في مؤتمر صحافي عقد في السفارة الروسية في لندن: "لا يحق لأحد إهانة الشعب الروسي"، مذكّراً بنحو 25 مليون ضحية سقطوا من الجانب السوفياتي خلال الحرب العالمية الثانية، التي خاضها الاتحاد السوفياتي ضد ألمانيا النازية بعد عام 1942.

وأضاف ياكوفينكو أن "بريطانيا تمتلك تاريخاً من خرق القانون الدولي، ولا يمكن الوثوق بها في التحقيق في الاعتداء على حياة الجاسوس الروسي السابق".

كذلك كان مسؤولون روس قد ردوا على تصريحات جونسون بوصفه "مسموماً بالكراهية".

وقال جونسون، في جلسة برلمانية أمس، إن بوتين سيستغل كأس العالم لكرة القدم المقامة في روسيا هذا الصيف لـ"التفاخر، كما كان حال هتلر والألعاب الأولمبية عام 1936"، التي أقيمت حينها في برلين، محذراً روسيا بأنها "مسؤولة عن سلامة المشجعين البريطانيين المتجهين إليها لحضور المنافسات". 

وكان هتلر قد استغل استضافة ألمانيا للألعاب الأولمبية الصيفية عام 1936 لنشر الدعاية الخاصة بنظامه النازي، وقد جرت المنافسات حينها على الرغم من دعوات المقاطعة ضده.

وكان النائب عن حزب العمال، إيان أوستن، قد قال في مجلس العموم أمس: "إن فكرة أن يقوم بوتين بتسليم كأس العالم لقائد الفريق المنتصر، وفكرة أن يستغل تلك اللحظة لنشر دعايته حول نظامه الفاسد والقمعي، الذي يتحمل مسؤوليته أولاً، إن ذلك يثير فيّ الرعب"، ليرد جونسون: "أظن أن تشخيصك لما سيجري في موسكو، وكأس العالم، في كافة الصالات؛ نعم أظن أن مقارنتك بعام 1936 محقة". 

ويرى وزير الخارجية البريطاني أن أعداد المشجعين الإنكليز المتجهين إلى روسيا هي ربع العدد الذي اتجه إلى البرازيل عام 2014، بناء على مبيعات التذاكر، إلا أنه نفى في الوقت ذاته انسحاب المنتحب الإنكليزي من المنافسات. 

وكان جونسون قد اتهم بوتين بـ"استخدام غاز الأعصاب السام لإرسال رسالة إلى معارضيه بألا أحد يستطيع الهرب من الانتقام الروسي، وذلك ليحصل بوتين على الشعبية التي يحتاج إليها في الانتخابات الرئاسية الروسية". 

وردّت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الخارجية الروسية، على تصريحات جونسون بقولها: "إنه مصاب بسم الكراهية، وعدم الاحترافية"، واتهمته بـ"البحث عن أسباب سخيفة لمقاطعة كأس العالم".

واعتد جونسون بالدعم الدولي الذي تناله بريطانيا من قبل حلفائها، متجاهلاً الاتصال الذي تم بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبوتين، الذي هنأه فيه بنجاحه في الانتخابات الرئاسية.

 

ومن ناحية أخرى، أعرب مسؤولون في الاستخبارات البريطانية عن قلقهم من احتمال أن يسرب الكرملين أسماء وهويات عناصر المخابرات الخارجية البريطانيين المعروفين لديهم، في خضم التصعيد الحاصل حالياً بين الطرفين، وفقاً لما نقلته صحيفة "الإندبندنت". 

وتتمحور المخاوف حول إمكانية الكشف عن العناصر المخابراتية بين الـ23 دبلوماسياً بريطانياً الذين طردتهم روسيا في ردها على خطوة بريطانية مماثلة، غير أن مثل هذه الخطوة ستكسر عرفاً دبلوماسياً يحمي عناصر المخابرات من جميع الأطراف، إذ إن الكشف عنهم سيعرض حياتهم للخطر. 

والتزمت الأطراف الدولية بهذا العرف منذ نهاية الحرب الباردة، ولم تقم بريطانيا بنشر أسماء الدبلوماسيين الروس المطرودين من لندن، إلا أن أعضاء رفيعين في إدارة بوتين يدفعون باتجاه هذه الخطوة في حق الدبلوماسيين البريطانيين. 

إلى ذلك، قالت رئيسة الوزراء البريطانية إنها ستبلغ القادة في الاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، بأن روسيا تشكّل تهديداً للتكتل بأكمله وليس بريطانيا فحسب، في أعقاب هجوم نفذ باستخدام غاز أعصاب في إنكلترا.

وأضافت ماي للصحافيين، لدى وصولها إلى مكان انعقاد قمة الاتحاد الأوروبي: "نفذت روسيا هجوماً وقحاً ومتهوراً ضد المملكة المتحدة... من الواضح أن التهديد الروسي لا يحترم الحدود، وأن ما حدث (في مدينة) سالزبري كان في إطار نمط من الاعتداء الروسي على أوروبا وجيرانها".

في المقابل، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن الكرملين، اليوم الخميس، أن بوتين بحث مع مجلس الأمن الروسي سياسة بريطانيا "غير الودية والاستفزازية" تجاه روسيا.