شرطا محامي ترامب لعقد صفقة مع مولر بإطار التحقيقات الروسية... هل يوافق؟

10 مارس 2018
يمكن لمولر استدعاء ترامب أمام محلفين (وين ماكنامي/Getty)
+ الخط -


بينما يسعى محامو الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لعقد صفقة مع روبرت مولر المحقق الخاص بملف التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية، ذكر موقع "بزنس إنسايدر"، اليوم السبت، في تقرير، أنّ محامي ترامب قدّموا شرطين، مقابل موافقة الرئيس على مقابلة مولر.

وينظر الفريق القانوني لترامب، في اقتراحه عقد صفقة مع مولر، تسمح له بإجراء مقابلة مع موكله، مقابل موافقته على ختم الخيوط المرتبطة بترامب في التحقيق الروسي، حسبما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الجمعة.

وأجرى محامو ترامب، محادثات مع فريق مولر، حول مقابلة محتملة، خلال الأشهر القليلة الماضية، لكنهم يتحايلون إلى حد كبير، من أجل تجنّب مقابلة وجهاً لوجه، بين المحقق الخاص والرئيس.

ويبدو أنّ محامي ترامب، باتوا أكثر انفتاحاً الآن، للسماح لمولر باستجواب الرئيس، في حال تعهّد بأن أجزاء التحقيق الروسي المرتبطة بترامب، ستنتهي في غضون 60 يوماً، وهو شرطهم الأول.

وأما شرط المحامين الثاني، من أجل الموافقة على مقابلة مولر لترامب، فهو أن يوافق المدعون العامون على الالتزام بنطاق محدود من الاستجواب.

وعلى وجه التحديد، يقوم المستشار الخاص بالتحقيق، فيما إذا كان ترامب سعى إلى عرقلة العدالة، عندما أقال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" جيمس كومي، في مايو/أيار الماضي.

وقال البيت الأبيض في البداية، إنّ كومي تمّ فصله، بسبب الطريقة التي عالج بها التحقيق في استخدام هيلاري كلينتون لخادم خاص للإنترنت عندما كانت وزيرة للخارجية. لكن ترامب قال، بمقابلة مع قناة "إن بي سي"، إنّ "هذا الشيء الروسي" كان عاملاً في قراره.

وركّز مولر، في الأسابيع الأخيرة، على الاختراق الروسي للجنة الوطنية بالحزب الديمقراطي، ونشرها لاحقاً لرسائل البريد الإلكتروني المسروقة، وما إذا كان ترامب قد علم بالاختراق مسبقاً.

علاوة على ذلك، ينظر مولر أيضاً، في دور ترامب بصياغة بيان مضلل أصدره في البداية، ابنه دونالد ترامب جونيور، رداً على تقارير تفيد بأنّه، هو وعضوا من كبار أعضاء حملة ترامب التقيا مع اثنين من جماعات الضغط الروس، عرضا تشويه سمعة كلينتون، في ذروة الانتخابات.

وقال محامو ترامب إنّه ليس لديه علم بهذا الاجتماع، لكن كلاً من مستشار الحملة السابق لترامب سام نانبرغ، والخبير الاستراتيجي السابق للبيت الأبيض ستيف بانون، أشار إلى أنّ ترامب كان يعلم أكثر مما كشف.

وتمت مقابلة بانون مع فريق مولر، العام الماضي، بينما شهد نانبرغ أمام هيئة محلفين كبرى، يوم الجمعة.


هل يوافق مولر؟

ومن غير المرجح، أن يوافق مولر على أي من الشروط التي يُقال إنّ محامي ترامب يدرسون تقديمها، وفق ما ذكر خبراء قانونيون لـ"بزنس إنسايدر".

وقال أليكس وايتينغ، الأستاذ بكلية الحقوق بجامعة هارفارد والمدعي الفيدرالي السابق، للموقع، إنّ "مولر قد يوافق على إبلاغ فريق ترامب بما ستكون عليه مجالات الاستجواب، ولكن هذا كل شيء".

وتابع أنّ "فرضية هذا النهج من قبل محامي ترامب، تبدو وكأنّهم يمتلكون النفوذ للمساومة، لأنّ مولر يريد شهادة ترامب. ولكن الأمر يبدو من قبلهم وكأنّه بالعكس، ومولر يعرف ذلك".

ويوافق المدعي الفيدرالي السابق جيفري كريمر، على هذا الرأي، قائلاً لـ"بزنس إنسايدر"، "لا أستطيع أن أتخيّل أي شخص يوافق على وقت محدد لإنهاء التحقيق. ماذا سيحدث إذا تجاوزوا الحد الزمني. لم أسمع أبداً عن هذا الأمر من قبل، لن تكون هناك أي فرصة على أن يوافق مولر على هذا الشرط".

كما يشير الخبراء، إلى أنّه قد لا يكون أمام محامي ترامب سوى خيارات قليلة، عندما يتعلّق الأمر بتجنب أو تضييق نطاق المقابلة مع مولر، لأنّ المدعين العامين بحاجة إلى إثبات ما إذا كان لدى ترامب "نية فاسدة" عندما أقال كومي.

وقال جينس ديفيد أوهلين، نائب عميد كلية كورنيل للحقوق، والخبير في القانون الجنائي، لـ"بزنس إنسايدر"، إنّ "الشخص الوحيد المخول الشهادة على دوافع دونالد ترامب هو دونالد ترامب".

ومن جهته، قال كريمر إنّه "في نهاية المطاف، إذا كان مولر مستعداً للذهاب إلى الحاشية، فسيكون من المعقول أن يتطلب الأمر مقابلة مع ترامب دون قيود، فيما يتعلّق بنطاق الاستجواب"، مشيراً إلى أنّه "من الصعب التحجج بأنّ ترامب مشغول جداً، لتخصيص جزء من وقته للمقابلة".

وبحسب الخبراء، إذا استمر محامو ترامب، في الطعن بطلبات مقابلة المحقق الخاص، يمكن لمولر أن يستدعي ترامب للإدلاء بشهادته أمام هيئة محلفين كبرى.

وفي هذا الإطار، ختم وايتينغ بالقول إنّ "ترامب يعلم أنّه قد يواجه تكاليف سياسية باهظة إذا رفض الشهادة... لا أعتقد أنّ مولر سيخضع لمطالب محامي ترامب".