إيقاد "شعلة الثورة" في تعز... وتوكل كرمان: التحالف العربي تحول إلى محتل

10 فبراير 2018
يخلد اليمنيون الذكرى السابعة لثورتهم (عبد الناصر الصادق/الأناضول)
+ الخط -
شهدت محافظة تعز، جنوبي اليمن، حفل إيقاد "شعلة الثورة"، في الذكرى السابعة لثورة 11 فبراير 2011، فيما قالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل، توكل كرمان، إن الأخطار التي تحيط باليمن، تزداد بسبب ما وصفتها بـ"الجرائم" و"المؤامرات" التي يرتكبها التحالف، بقيادة السعودية والإمارات.

وشاركت حشود من اليمنيين في حفل إيقاد "شعلة الثورة"، الذي أقيم في شارع جمال عبدالناصر، بمدينة تعز، وردد المشاركون هتافات ثورية، كما رفعوا الرايات الوطنية ولافتات تمجد الثورة، وتؤكد أهمية التمسك بأهدافها.


وجاء الحفل، عشية الذكرى السابعة لانطلاق الثورة اليمنية، حيث من المقرر أن تقام العديد من الفعاليات الجماهيرية بالمناسبة في أكثر من مدينة.

وألقت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل، توكل كرمان، كلمة بمناسبة الذكرى السابعة للثورة، وقالت، إن الذكرى السابعة للثوة تأتي "واليمن ما يزال يكافح من أجل بقائه بلداً حراً سيداً كريماً في وجه الأعداء الظاهرين، والأعداء المتخفين".

وأضافت أن "ثورة 11 فبراير فتحت أبواب الأمل أمام اليمنيين ليغيروا واقعهم البائس الذي صنعه المخلوع حتى يتم السيطرة عليهم وسرقة ثرواتهم ومستقبلهم".

وتابعت كرمان، أن الثورة جسدت "تطلعات الإنسان اليمني للانعتاق والتحرر من الهيمنة التاريخية على السلطة والثروة والدولة والمجتمع والتي تجسدت في استئثار سلطوي عائلي وجهوي، سلب الشعب موارده وقواه وثرواته وقوته، مثله حكم علي عبدالله صالح بهوسه للسيطرة والانفراد بالسلطة واحتكاره لها في عصبيته وعائلته".



ومضت قائلة: "لقد عمد علي عبدالله صالح إلى تخريب وإضعاف مؤسسات الدولة، فلم يبقِ لنا إدارة واعية تدير موارد البلد بنزاهة وتخطط للمستقبل، ولا قضاء نحتكم إليه في الخلافات، ولا جيشاً يدافع عن البلاد في الشدائد".

وقالت كرمان، التي كانت من أبرز المشاركين بالاحتجاجات منذ الأيام الأولى لانطلاق الثورة، إن الأخطار التي تحيط باليمن تزداد اليوم، "نتيجة الجرائم والمؤامرات التي يرتكبها ما يسمى بالتحالف العربي، بقيادة السعودية والإمارات في اليمن".

ولفتت إلى أن "كثيراً من اليمنيين لم يكن لديهم مشكلة في البداية مع التحالف العربي الذي أعلن أنه سوف يساعد السلطة الشرعية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي في إسقاط الانقلاب ومساعدته في إنجاز ما تبقى من استحقاقات العملية الانتقالية على ضوء المرجعيات الثلاث، مخرجات الحوار الوطني، قرارات مجلس الأمن، واتفاقية نقل السلطة".

وتابعت: "لكن مع مرور الأيام، اتضح أن التحالف يكذب ويمارس الخداع ويعمل على تنفيذ أجندة خاصة به لا علاقة لها بمساعدة اليمنيين، ولا دعم الشرعية، ولا بقرارات مجلس الأمن، بل تتعارض معها، وإنها أجندة غير مشروعه، تتمثل في إضعاف السلطة الشرعية وابتزازها، وفي منع الرئيس الشرعي وكبار مسؤوليه وقادة الأحزاب السياسية للبلاد من العودة إلى العاصمة المؤقتة وغيرها من المحافظات المحررة، ورفض تسليم الموانئ والمطارات والجزر في الأراضي المحررة والتي تشمل حوالى 70 في المائة من الأراضي اليمنية".

وخاطبت التحالف قائلة: "استغللتم انقلاب مليشيا الحوثي المدعومة من إيران على الشرعية في صنعاء، لتمارسوا احتلالاً بشعاً ونفوذاً أبشع على اليمن العظيم.. لقد انحرف تحالفكم بأجندته من مساند للشرعية إلى مقوض لها ومنقلب عليها.. ومحتل للبلاد، ومدمر لوحدته الوطنية وخطراً بالغاً على سلامة أراضيه".

ورأت أن "الأمور واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار كل منطقة يتم تحريرها ولا يتم تسليمها للسلطة الشرعية هي منطقة محتلة، يتعين على كل يمني ويمنية أن يعمل من أجل تحريرها كواجب وطني مقدس لا يعلو عليه شيء ولا يسبقه شيء"، على حد قولها.



إلى ذلك، دعت كرمان، الرئيس هادي، إلى العودة للبلاد، لـ"مواجهة التحديات وجهاً لوجه"، وقالت إن "إنهاء الانقلاب والاحتلال معاً وبسط سلطة الدولة على جميع التراب الوطني من سقطرى حتى صعدة، ثم الاستفتاء على مسودة الدستور والتوافق عليها وصياغتها وفق مخرجات الحوار الوطني، ثم الذهاب الى الانتخابات المختلفة لإقامة اليمن الديمقراطي الاتحادي متعدد الأقاليم، هو الطريق الأوحد لبناء السلام المستدام في اليمن".

وعن الربيع العربي، اعتبرت كرمان أن "المعركة لم تنته بعد، صحيح أن الثورات المضادة ومحاورها الإقليمية حولت بلداننا إلى بحيرات من الدم، وسجون كبيرة، لكن هذا الجنون ليس قدراً محتوماً، سوف تنتصر شعوبنا في النهاية، فالحرية أقوى من الاستبداد في نهاية المطاف"، حسب تعبيرها.

ونبهت إلى أن "البديل عن مسار الربيع العربي هو المليشيات الطائفية والدينية والانفصالية وجماعات العنف والإرهاب".

ويحتفل اليمنيون في الـ11 من فبراير/شباط، بذكرى الثورة، التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بعد 33 عاماً من الحكم، واعتمدت الحكومة اليمنية 11 فبراير عطلة رسمية، بوصفها يوماً وطنياً.