بلجيكا: حكومة جديدة بعد انسحاب حزب الفلاماني بسبب ميثاق الهجرة

09 ديسمبر 2018
ميشيل بصدد إعادة تنظيم الحكومة(Getty)
+ الخط -

بعد أن غادر وزراء حزب التحالف الفلاماني البلجيكي، أمس السبت، اجتماعاً استثنائياً للوزراء خصص لملف ميثاق الأمم المتحدة من أجل الهجرة، أعلن الحزب رسمياً، صباح اليوم الأحد، انسحابه من الحكومة، وتقديم وزرائه استقالتهم، وهو ما يفرض على رئيس الوزراء، شارل ميشيل، تشكيل حكومة جديدة تتألف من الليبراليين، الفرنكفونيين والفلامانيين، والديمقراطيين المسيحيين الفلامانيين. وبالتالي حكومة بشكل جديد في بلجيكا، تضم أقلية من الأحزاب، لتسيير البلاد حتى الانتخابات التشريعية في مايو/أيار المقبل.

ووفقاً لمعلومات نقلتها وسائل الإعلام البلجيكية، فانه تفادياً لسقوط الحكومة يستعد رئيس الوزراء لتقديم تعديل لحكومته إلى ملك بلجيكا، فيليب، اليوم، لتبدأ عملها قبل مغادرته إلى مراكش، إذ ستخلف وزيرة الصحة الحالية، ماجي دو بلوك، من حزب الليبراليين الفلامانيين، ثيو فرانكين، وزير الدولة لشؤون اللجوء والهجرة. بينما يصبح، بيتر دي كريم، من حزب الدمقراطيين المسيحيين الفلامانيين، وزيراً للداخلية بدلاً من جان جامبون.



وبحسب وسائل الإعلام، سيحل، ألكسندر دي كرو، من حزب الليبراليين الفلامانيين، محل يوهان فان أوفيرتفيلد، في المالية. أما دينيس دوكارم، من حزب الليبراليين الفرنكفونيين، فسيتولى وزارة الدفاع محل، ساندرز لونز. وسيكون فيليب دي باكير، من حزب الليبراليين الفلامانيين، وزيراً للاتصالات والتبسيط الإداري، مكان ألكسندر دي كرو. بينما ستترك زحل ديمير، مكانها كوزيرة للمساواة في الفرص لكريس بيترز، من حزب الدمقراطيين المسيحيين الفلامانيين.

وتتمتع هذه التعيينات بميزة "الحفاظ على التوازن الفلاماني-الفرنكوفوني داخل الحكومة، وعدم المطالبة بأداء قسم جديد، فالوزراء الجدد يشكلون جزءا من الحكومة الحالية، للسماح بقدر أكبر من التماسك السياسي"، بحسب الخبير في الشؤون البلجيكية، فانسون جيوريس، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أن "عدم وجود أغلبية مستقرة لمدة ستة أشهر، حتى الانتخابات التشريعية في مايو/أيار المقبل، يهدد الحكومة في أي لحظة".



ملف شائك


وكانت الحكومة البلجيكية تعيش أزمة تهدد استمرارها منذ أيام. وذلك منذ رفض حزب التحالف الفلاماني، القومي اليميني المتشدد، قبول توقيع الحكومة البلجيكية على ميثاق الأمم المتحدة من أجل الهجرة.

وكان رئيس الوزراء، شارل ميشيل، قد حصل في مجلس النواب، في اجتماع استثنائي عقد يوم الخميس الماضي، عن طريق أغلبية بديلة، على التصديق على الاتفاقية.

وقال رئيس الوزراء "هذا هو السبب في أنني سأدافع عن بلجيكا في مؤتمر الأمم المتحدة الدولي في مراكش"، ليلة السبت، بعد مجلس وزراء قصير غادره وزراء حزب التحالف الفلاماني بعد نصف ساعة من انطلاقه؛ مشيراً إلى أنه سيسافر "كرئيس حكومة مسؤول عن اللون البرتقالي والأزرق".

وبعبارة أخرى، لم تعد هذه الحكومة تضم اللون الأصفر رمز الحزب الفلاماني، بل فقط الديمقراطيين المسيحيين، اللون البرتقالي، والليبراليين، اللون الأزرق.

ويرى جيوريس أنه "ومنذ بداية الأزمة حول ميثاق الهجرة، تردد كثيراً حزب التحالف الفلاماني بين خيارين. الأول هو البقاء في الحكومة لتفادي فقدان صورته كمسير جيد للشؤون الحكومية. وقد أيد هذا الموقف أيضاً حقيقة أنه في بلجيكا، من يسقط الحكومة عادة ما يدفع ثمناً باهظا في الانتخابات. أما الخيار الآخر فهو الانسحاب من الحكومة حول موضوع الهجرة، وذلك لأسباب انتخابية محضة. وهو ما اختاره الحزب، مع رهان واضح. ما سيخسره بعد سقوط الحكومة، سيحاول استعادته من خلال تركيز حملته على هذا الملف الشائك".

وينتظر الآن أن يلتقي، رئيس الوزراء، شارل ميشيل، الملك فيليب، للإعلان عن إعادة تنظيم الحكومة بعد اختيار وزراء حزب التحالف الفلاماني مغادرة الحكومة، قبل عقد مجلس وزراء، هو الأول من دون وزراء الحزب المنسحب.

دلالات
المساهمون