يتواصل التصعيد في محافظة كركوك (شمال العراق)، بسبب الخلاف على إدارتها بين العرب والأكراد والتركمان، في وقت أضاف الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان السابق مسعود البارزاني، شرطا جديدا زاد من تعقيد الأزمة الحالية، وهو رفع العلم الكردي قبل عودة الحزب للعمل فيها.
ووفقا لمسؤول محلي في المحافظة، فإن الأوضاع بمدينة كركوك "تشهد احتقانا ملحوظا بين القوى السياسية التي يدعي كلٌّ منها حقه في السيطرة على منصب المحافظ، وهو ما يثير مخاوف من انتقال هذا الاحتقان إلى الشارع".
وأشار، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى وجود رفض كردي قاطع للمحافظ الحالي لكركوك راكان الجبوري، وهو من القومية العربية، إذ إنهم(الأكراد) يتهمونه بـ"العمل على إبعادهم من المؤسسات المهمة في المدينة، وخاصة الأمنية".
وأضاف: "في المقابل، يرفض العرب والتركمان عودة الأكراد لحكم كركوك لأي سبب كان"، لافتا إلى فشل جميع الوساطات التي حاولت تقريب وجهات النظر، وإقناع الأحزاب الكردية بالعودة إلى العمل السياسي في كركوك ضمن إدارة مشتركة، قد يكون رئيسها عربيا أو تركمانيا أو كرديا.
وفي السياق، عقدت الأحزاب الكردية اجتماعا موسعا لها في محافظة أربيل (عاصمة إقليم كردستان)، من أجل أزمة كركوك المتفاقمة.
وقال مسؤول الحزب الديمقراطي الكردستاني في كركوك كمال كركوكي، إن حزبه يضع شرطين لعودته إلى كركوك، مبينا، خلال مؤتمر صحافي عقده عقب الاجتماع، أن الشرط الأول يتمثل في إعادة رفع العلم الكردي في المحافظة.
وأشار إلى أن الشرط الآخر يتمثل في ضرورة انسحاب قوات "الحشد الشعبي" من المحافظة، واصفا كركوك بـ"المحتلة".
وشدد على ضرورة نشر قوات محلية في كركوك، مبينا أن مسؤولي إقليم كردستان "في حوار دائم مع السلطات الاتحادية في بغداد من أجل حل أوضاع كركوك". ولفت إلى اتخاذ خطوات مهمة بهذا الصدد، مؤكدا أن المحافظة تحولت إلى "معسكر كبير".
إلى ذلك، حذر عضو تجمع عرب كركوك حميد الجبوري من خطورة زج المحافظة في الحوارات السياسية، المتعلقة بإكمال حكومة بغداد، أو تلك التي تجري لتشكيل حكومة كردستان الجديدة، مبينا في حديث لـ"العربي الجديد" أن "مكونات المحافظة لا يمكن أن تقبل بعد اليوم بإدارة كردية منفردة، كتلك التي حدثت في السابق".
وأشار إلى وجود "رأي مشترك بين قوى عربية وتركمانية لديها دعم شعبي يدعم ضرورة تطبيع الأوضاع في كركوك بشكل يرضي جميع الأطراف"، موضحا أن "هذه القوى لن تسمح بالعودة إلى ما قبل تشرين الأول (أكتوبر) 2017".
ودخلت القوات العراقية إلى كركوك، ومناطق متنازع عليها أخرى، في أكتوبر/ تشرين الأول 2017، وأنهت الحكم الكردي في المحافظة التي كانت خاضعة لسيطرة الأحزاب الكردية أمنيا وإداريا منذ الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003.