"حرييت": ترامب فاجأ أردوغان بالانسحاب من سورية

21 ديسمبر 2018
رحّبت أنقرة اليوم بقرار واشنطن (Getty)
+ الخط -
سرّبت صحيفة "حرييت" التركية، اليوم الجمعة، ما قالت إنه مضمون المكالمة الهاتفية التي جرت بين الرئيسين التركي والأميركي، رجب طيب أردوغان ودونالد ترامب، قبل أيام من إعلان الأخير قرار الانسحاب من سورية

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها مديرة مكتب الصحيفة في أنقرة هاندي فرات، وهي صحافية مقربة من أردوغان، كانت قد أجرت معه مكالمة الفيديو الشهيرة عبر الهاتف ليلة المحاولة الانقلابية الفاشلة، فقد سأل ترامب الرئيس التركي خلال المكالمة "هل أنتم مستعدون للقضاء على داعش؟"، فرد أردوغان بالإيجاب، ليعطي ترامب أوامر أثناء المكالمة لمستشاره في الأمن القومي جون بولتون بالبدء بالانسحاب، والاتفاق على تنسيق الموضوع بين الأخير والمتحدث باسم أردوغان إبراهيم كالن.

وأجرى كل من أردوغان وترامب يوم الجمعة الماضي مكالمة هاتفية، أوضحت الصحيفة أن الرئيسين مع مساعديهما والمترجمين التفوا حولهما، ليسأل ترامب أردوغان "في حال انسحابنا من سورية، هل يمكنكم تنظيف بقايا عناصر تنظيم داعش؟"، فرد أردوغان: "خلال عملية درع الفرات جرى القضاء على أربعة آلاف عنصر من داعش، ولهزيمة التنظيم لا حاجة لتنظيمات من مثل "وحدات حماية الشعب"، وكنا أكدنا سابقاً إمكانية قيامنا بالعملية، والأمر ذاته نقوله الآن".

وأضافت الصحيفة أن المحادثة استمرت وتواصلت بشكل مثير، حيث قال ترامب "جيد. إذاً أنتم قوموا بالمهمة"، وبعدها مباشرة قال "بولتون هل أنت هنا؟"، ليجيب الأخير بأنه موجود، فيقول له الرئيس الأميركي "ابدأوا بفعل اللازم"، مصدراً تعليماته لمستشاره، ليتم التوصل إلى قرار تنسيق هذه المرحلة ما بين بولتون وكالن.

وواصلت الصحيفة تسريب معلوماتها بالقول إن بولتون وكالن أجريا مكالمة هاتفية في 17 من شهر كانون الأول/ديسمبر الحالي، ليبلغ المسؤول الأميركي نظيره التركي ببدء عمليات التحضير للانسحاب، في وقت أبلغت فيه واشنطن أنقرة، بأن الإدارة الأميركية بدأت بإبلاغ الأمر لأعضاء الكونغرس والحلفاء، وكان التقويم الأولي للانسحاب يصل لشهرين، ولكن جرى الحديث لاحقا عن مائة يوم.

كما أوضحت الصحيفة أن عسكريي البلدين توصلوا لتوافق مهم أيضاً في اجتماع مشترك، وهو عقد اجتماع آخر لبحث مصير الأسلحة التي جرى تسليمها للوحدات الكردية بحجة قتال "داعش" الإرهابي.


ورغم كل المعلومات التي قدمتها الصحيفة، إلا أنها تساءلت عما إذا كانت الإدارة الأميركية توافقت بالفعل على موضوع الانسحاب، وهل يمكن أن يغير ترامب رأيه في اللحظة الأخيرة، خاصة أن إسرائيل وشركاء "التحالف الدولي" يعارضون الانسحاب. كما تساءلت عن كون الانسحاب تاماً، أو محدوداً، ولمن ستترك الأماكن التي سيخليها الأميركيون، لافتةً إلى أن "أنقرة تعمل بناء على هذه الاحتمالات من خلال وضع الخطط اللازمة".

وفي الإطار ذاته، بينت الصحيفة أن أنقرة تعتقد وفق المعلومات التي تملكها أن هناك نحو ألفي عنصر من "داعش" بمنطقة البوكمال شرق سورية، فيما يتواجد لدى "قوات سورية الديمقراطية" نحو 60 ألف مقاتل. ومع إعلان العشائر العربية عدم رفعها السلاح بوجه تركيا، وهؤلاء تقدر أعدادهم بما بين 500 وخمسة آلاف، فإن تركيا باتت تخطط لطريقة التعامل مع هذه القوات، خاصة أن الاستعدادات كانت تجري لعمل عسكري شرقي الفرات، ولكن مع قرار الانسحاب، فإن على تركيا مراجعة خططها مجدداً.

وكان مسؤول أميركي رفيع المستوى قد نفى لوكالة "رويترز" يوم الأربعاء الماضي أن يكون ترامب ناقش مسبقاً قراره سحب القوات الأميركية من سورية مع نظيره التركي طيب أردوغان.

وأضاف المسؤول الذي تحدث للصحافيين مشترطاً عدم الكشف عن اسمه أن "الرئيس اتخذ قراره بنفسه. لم يناقش الأمر مع الرئيس أردوغان. وقد أبلغ الرئيس أردوغان بقراره". لكنه ذكر أن واشنطن تعتقد أن القوات الأميركية وشركاءها قادرون على القضاء على الجيوب المتبقية لتنظيم "داعش" في سورية.

واليوم الجمعة، رحّب وزير خارجية تركيا مولود جاووش أوغلو، بقرار واشنطن سحب قواتها من سورية. وقال، في تصريح للصحافيين في مالطا، حيث يقوم بزيارة رسمية، إنّ واشنطن يحب أن تنسق الانسحاب مع أنقرة.