الأمم المتحدة تحذر من "الأنشطة الاستفزازية" على الحدود اللبنانية

19 ديسمبر 2018
جلسة طارئة لمجلس الأمن لمناقشة أنفاق "حزب الله"(Getty)
+ الخط -
حذرت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، من "الأنشطة الاستفزازية" على الحدود اللبنانية، مشيرة إلى أنها "تزيد من مخاطر الاحتكاك"، وفيما دعت واشنطن المجتمع الدولي إلى "إدانة الأنفاق العابرة للحدود"، شددت الكويت على أن لدى لبنان "حقا مشروعا في استعادة أراضيه وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي".

وجاء تحذير الأمم المتحدة على لسان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام جان بيير لاكروا، خلال جلسة طارئة يعقدها مجلس الأمن لمناقشة الأنفاق الأربعة التي كشفت عنها قوة الأمم المتحدة في لبنان "يونيفيل" أخيرًا، بالقرب من الخط الأزرق (الحدود) بين لبنان وإسرائيل.

من جانبه، ذكر المندوب الأميركي في مجلس الأمن أنه "يتعين على المجتمع الدولي إدانة الأنفاق العابرة للحدود، وندعو اليونيفيل إلى ضمان خلو مناطق عملياتها جنوب لبنان من أي تهديدات وانتهاكات".

أما مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة، منصور العتيبي، فقال إن لدى لبنان حقا مشروعا في استعادة أراضيه وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف العتيبي حسب "روسيا اليوم"، أن لبنان "يعيش على مدار عقود من الزمن، الاستفزازات الإسرائيلية المستمرة". وفيما يتعلق بحادثة الأنفاق الأخيرة، أشار الدبلوماسي الكويتي إلى إن إسرائيل تسعى لـ"تضخيمها أمنيا وسياسيا وحتى عسكريا".

وقال مندوب الاحتلال الإسرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير داني دانون، أمس، في رسالة وزعها على الصحافيين بالأمم المتحدة، إن انعقاد الجلسة يأتي بناء على طلب تقدمت به بلاده والولايات المتحدة الأميركية.

وأضاف: "ستركز مناقشة المجلس على انتهاك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي تم تبنيه في نهاية حرب لبنان الثانية عام 2006. ويتضمن القرار قيوداً على تسليح حزب الله".


وصعد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي يشغل أيضا منصب وزير الأمن، في وقت سابق اليوم، من لهجة دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد كل من "حزب الله" والجيش اللبناني، في بيان خاص وجّه لوسائل الإعلام الأجنبية في إسرائيل، قبل انعقاد جلسة مجلس الأمن.

وزعم رئيس حكومة الاحتلال في بيانه المذكور، أن "الهدف من الأنفاق الهجومية كان التسلل إلى داخل إسرائيل لخطف إسرائيليين، بمن فيهم مدنيون أيضا، وقتل مواطنين واحتلال القسم الشمالي من أراضي الجليل. هذه ليست خطوة هجومية فقط، بل هي خطوة حربية، وجزء من خطة حرب".

واتهم نتنياهو إيران بدعم حزب الله اقتصاديا، وأن حزب الله، بحسب زعمه، "يرتكب جريمة حرب مزدوجة، فهم يستهدفون المدنيين الإسرائيليين وهم يستترون وراء المدنيين اللبنانيين".

لبنان يعرب عن قلقه من بيان "يونيفيل"
من جانبها، أعربت الخارجية اللبنانية، اليوم عن قلقها من بيان قوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) بشأن وجود أنفاق جنوبي لبنان، وطالبت مجلس الأمن الدولي بوقف الخروقات الإسرائيلية اليومية للقرار رقم 1701.

وشددت الخارجية اللبنانية، في بيان على "موقف لبنان الواضح لجهة الالتزام الكامل بالقرار 1701 ورفضه جميع الخروقات له من أي نوع كانت".

وقالت إن الحكومة طلبت من الجيش "القيام بكل الإجراءات اللازمة للسهر على حسن تطبيقه (القرار الدولي)، بالتنسيق مع قوات اليونيفيل، خصوصًا في ظل التوتر الذي ساد الحدود في الأيام الماضية".

وشددت حسب "الأناضول"، على وجوب تكثيف نشاط الجيش، ومتابعة الوضع، لمنع تفاقم الأمور على الحدود الجنوبية.

وطالبت الخارجية اللبنانية مجلس الأمن بـ"إلزام إسرائيل وقف جميع خروقاتها للسيادة اللبنانية، والتي تزيد على 1800 خرق سنويا جوا وبحرا وبرا، أي بمعدل خمسة خروقات يوميا".

وتابعت: "فيما لم يكتشف لبنان والأمم المتحدة، منذ صدور القرار 1701، أي أعمال هندسية تجرى على الجانب اللبناني، يسجل كل يوم خروقات خطيرة جدا على أمن اللبنانيين المدنيين وعلى سيادة الدولة اللبنانية".

وأوضحت أن الخروقات اليومية تتمثل في "تحليق الطيران الحربي الإسرائيلي مدججا بأطنان من الصواريخ التقليدية وغير التقليدية والذخائر الحربية، على ارتفاعات منخفضة أحيانا تحدث حالات رعب وبلبلة بين السكان الآمنين، وتؤدي إلى أضرار في الممتلكات وخسائر في الاقتصاد اللبناني".

 كما نددت بـ"زرع إسرائيل لأجهزة تجسس داخل لبنان ومن ثم تفجيرها عن بعد عند اكتشافها، وكذلك خرق نظام الاتصالات وحرمة اللبنانيين والدخول على هواتفهم الخاصة برسائل تهديدية".

وشددت الخارجية على أن "لبنان يؤكد حرصه وعمله على استتباب الأمن والاستقرار على حدوده الجنوبية، وسعيه الدائم مع المجتمع الدولي واليونيفيل للحفاظ على هذا الوضع، دون أي مس بسيادة أراضيه".