مصر: إطلاق سراح الداعية محمد جبريل بعد احتجازه 18 ساعة

31 أكتوبر 2018
لا يعرف أحد مصير جبريل (تويتر)
+ الخط -

أطلق الأمن المصري، بعد ظهر اليوم الأربعاء، سراح الداعية محمد جبريل، الإمام السابق لمسجد عمرو بن العاص، بعد احتجازه لمدة 18 ساعة كاملة في مطار القاهرة، عقب عودته من بريطانيا، مساء أمس الثلاثاء، على متن الرحلة رقم 778 القادمة من لندن إلى القاهرة، والتي وصلت في الساعة التاسعة إلا ربعاً مساءً بالتوقيت المحلي.

وقالت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، إن جهات الأمن في المطار صادرت جواز السفر الخاص بجبريل، مطالبة إياه بالتوجه إلى مقر جهاز الأمن الوطني لاستلامه بعد ثلاثة أيام، وذلك بعدما نفت مصادر أمنية في وقت سابق اعتقاله أو وصوله أصلاً إلى مطار القاهرة، علماً أن هاتف جبريل ظل مفتوحاً من دون أن يرد على الاتصالات منذ توقيفه.

وغادر جبريل أوائل أكتوبر/تشرين الأول الحالي، إلى الكويت، ثم منها إلى لندن، وكان آخر ظهور له حين أمَّ المصلين في صلاة يوم الجمعة الماضي، في المركز الإسلامي في منطقة ماي فير، وسط العاصمة البريطانية.

وأطلقت منظمة العفو الدولية، في 20 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، حملة للمطالبة بالإفراج عن الناشطين والمعتقلين السياسيين في مصر، والمشاركة في عريضة موجهة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي لإطلاق سراحهم، وإنهاء حملة القمع لحرية التعبير، متهمة السلطات المصرية بسجن العديد من الفنانين، والناشطين، والصحافيين، وعشاق كرة القدم، لمجرد نشر آرائهم الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

ووصفت المنظمة، في بيان، حملة الاعتقالات في مصر بأنها "أسوأ حملة قمع ضد حرية التعبير في العقود الأخيرة".


دعاء جبريل على "الظالمين"

وفي 15 يوليو/تموز 2015، أصدر وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، قراراً بمنع جبريل من أي عمل داخل المساجد، سواء الإمامة أو إلقاء دروس خاصة، بعد دعائه على "الظالمين" في ليلة السابع والعشرين من رمضان، بمسجد عمرو بن العاص، أحد أكبر مساجد مصر، والكائن بمنطقة مصر القديمة، جنوبي القاهرة، ويرتاده عشرات الآلاف من المصلين.

وصرّح جمعة، حينها، بأنّ "أي شخص سيساعد جبريل في الإمامة أو إلقاء خطب أو دروس بالمساجد سيتم اتخاذ إجراءات حاسمة ضده".

ودعا جبريل على "الظالمين" وبعض الإعلاميين الذين سماهم "سحرة فرعون"، وكذلك دعا للشباب المأسورين في السجون من المظلومين، وهو ما أثار نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي وأذرعه الإعلامية آنذاك، الذين شنوا حملة منظمة ضد جبريل، بهدف النيل من سمعته، واتهامه بالانتماء إلى "جماعة الإخوان المسلمين".


وأقام جبريل دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري في مصر، في 25 يوليو/تموز 2015، طالب فيها بإلغاء قرار منعه من السفر، والذي فوجئ به أثناء مغادرته البلاد متوجهاً إلى العاصمة البريطانية لندن، بما يعد مخالفاً للدستور المصري، الذي يمنع الاعتداء على الحرية الشخصية في التنقل.

واختصم جبريل، في دعواه، كلاً من رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء، والنائب العام، ووزير الداخلية، ووزير الأوقاف، بصفاتهم الوظيفية، موضحاً أنّه اعتاد التنقل خلال شهر رمضان بين العواصم الإسلامية والغربية لإمامة الناس في الصلاة بالمساجد الكبرى والمراكز الإسلامية في أوروبا وأميركا، والعودة إلى مصر ﻹمامة المصلين في صلاة القيام الأخيرة في رمضان.

واستطاع جبريل، لاحقاً، الخروج من مصر، وفي مطلع يوليو/تموز 2016، دعا مجدداً على الظالمين، ولكن هذه المرة من أحد مساجد مدينة ليفربول الإنكليزية، عقب منعه من الصلاة والدعاء في مصر ليلة القدر في رمضان، ما دفعه لتوجيه رسالة، على صفحته الرسمية على "فيسبوك"، قائلاً "أحبائي الكرام، لم أتأخر عنكم لأكثر من 25 عاماً متطوعاً، إلا هذه المرة، وأخرى سابقة، وذلك رغماً عني".