خيارات دبلوماسية قاسية لمعاقبة كوريا الشمالية... وواشنطن تلوّح منفردة بالحلّ العسكري

08 سبتمبر 2017
يحتمل أن روسيا والصين سترفضان قرارا أمميا بالعقوبات (Getty)
+ الخط -
تتوالى ردود الفعل الدولية على التجربة النووية السادسة لكوريا الشمالية، في ظل وجود خيارات محدودة أمام المجتمع الدولي، للوقوف أمام مشروع بيونغ يانغ، معظمها دبلوماسي، مع أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لا يكف عن الحديث عن حل عسكري محتمل.

وقال ترامب، الخميس، إنه في حال قررت بلاده الذهاب إلى الخيار العسكري الذي تسعى إلى تجنبه، فإن يوما أسود سيجيء على كوريا الشمالية. وامتنع ترامب مجددا عن استبعاد الرد العسكري في الوقت الذي تسعى فيه إدارته لتشديد العقوبات الاقتصادية. وقال ترامب في مؤتمر صحافي: "العمل العسكري يمكن أن يكون خيارا بالتأكيد. هل هو حتمي؟ لا شيء حتميا". وأضاف "أفضل عدم السير في طريق الخيار العسكري... وإذا ما استخدمناه في كوريا الشمالية فسيكون يوما حزينا جدا لها".

وأفاد دبلوماسيون في الأمم المتحدة، أن الولايات المتحدة عازمة على أن يصوت مجلس الأمن الاثنين على مشروع قرار يفرض عقوبات جديدة مشددة ضدّ كوريا الشمالية، بالرغم من معارضة الصين وروسيا. وتسعى الولايات المتحدة إلى فرض حظر نفطي على كوريا الشمالية وعلى صادراتها من النسيج وتجميد أصول الزعيم، كيم جونغ أون، والعمل على قطع تحويلات العمال الكوريين الشماليين في العالم، وفق مشروع القرار الذي وزع على مندوبي الدول الـ15.

ولم يستبعد دبلوماسيون أمميون إمكانية استخدام الصين أو روسيا لحق النقض الدولي "فيتو" ضد مشروع القرار، لكنهم شددوا على أن الإدارة الأميركية تبذل جهودا قوية لتأمين التأييد للقرار. وقال دبلوماسي في مجلس الأمن إن "الولايات المتحدة مصممة بشكل قوي على هذا الموضوع، ومن الواضح أنهم يبذلون جهودا كبيرة في هذا الإطار".

وأضاف: "أتوقع أن يكون السيناريو الوسطي هو أنهم سيرمون بكل ثقلهم من أجل الدفع للتصويت على مشروع القرار الإثنين". وقال الدبلوماسي في المجلس، طالبا عدم الكشف عن هويته، إنه يتوقع أن تفضي المناقشات حول القرار إلى بعض التغييرات التي تتناول المخاوف الصينية والقطرية. وقطع السفير الصيني لدى الأمم المتحدة، ليو جيي زيارة، إلى مقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا من أجل العودة إلى نيويورك والمشاركة في المفاوضات المتعلقة بنص مسودة مشروع القرار.

أما المندوب الروسي، فاسيلي نبينزيا، فقال هذا الأسبوع إن تصويت الإثنين قد يكون "سابقا لأوانه قليلا".

وتسعى الولايات المتحدة عبر فرض عقوبات مشددة هي الأقسى لتعزيز الضغوط على كوريا الشمالية من أجل جرها إلى طاولة المفاوضات لمناقشة إنهاء برنامجيها الصاروخي والنووي.

وفي السياق نفسه، أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، الخميس، في تالين أن الحلف الأوروبي يبحث إجراءات جديدة ستكون مكملة لعقوبات قد تفرضها الأمم المتحدة على كوريا الشمالية.

وصرحت موغيريني بعد اجتماع لوزراء الدفاع والخارجية الأوروبيين في أستونيا: "سيبدأ العمل في التحضير للعقوبات الأوروبية الجديدة". وأضافت أن الأوروبيين جددوا كذلك "دعمهم مجلس الأمن الدولي لكي يتخذ خطوات جديدة من القيود الاقتصادية" ضد بيونغ يانغ.


من جهتها دعمت بريطانيا الخميس الإجراءات المقترحة، وقالت إن مشروع العقوبات هو "رد متناسب مع سلوك كوريا المتهور وغير الشرعي". وقال السفير البريطاني ماثيو رايكروفت، إنه "لإعطاء فرصة للدبلوماسية لإنهاء هذه الأزمة، نريد من كوريا الشمالية أن تغيّر مسارها الآن. وهذا يعني أقصى قدر ممكن من الضغط".

بدورها، صرّحت الحكومة المكسيكية، الخميس، بأنها أعلنت السفير الكوري الشمالي لديها، كيم هيونغ جيل، شخصًا غير مرغوب فيه، احتجاجًا على التجارب النووية التي أجرتها الدولة الآسيوية في الآونة الأخيرة.

وأضافت الحكومة في بيان أنها أمهلت السفير 72 ساعة لمغادرة البلاد، في خطوة تهدف للتعبير عن "الرفض المطلق" لأفعال كوريا الشمالية التي وصفتها بأنها "تهديد خطير للمنطقة وللعالم".


(رويترز، فرانس برس)