خطاب نتنياهو: تهديد لإيران وتغنّ بالمصالح المشتركة مع دول عربية

20 سبتمبر 2017
خصّص القسم الأكبر من كلمته للملف الإيراني (Getty)
+ الخط -

لم يأت خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمام الجمعية العمومية، مساء الثلاثاء، بجديد عما قاله خلال الأيام الأخيرة، سواء في ما يتعلق بالملف الإيراني أم بالتجاهل والتقليل من مركزية الملف الفلسطيني، مقابل الإشارة إلى "المصالح المشتركة مع دول عربية في مواجهة إيران.

وقد جاء خطاب نتنياهو كنوع من الصدى لخطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع فارق أن نتنياهو جعل من إيران محور خطابه باعتبارها الخطر الأول على السلم والاستقرار الإقليميين، مع تعمد تكرار أقوال الرئيس ترامب بشأن كون الاتفاق الذري مع إيران أمراً محرجاً للولايات المتحدة، وأنه اتفاق خاطئ يجب إلغاؤه أو تعديله وتحسين شروطه لضمان عدم حصول إيران على قدرات نووية.

وقد خصص نتنياهو القسط الأكبر من كلمته للملف الإيراني، حتى إنه تطرق للملف الفلسطيني والعلاقات مع الدول العربية من خانة "المصالح المشتركة في مواجهة "الخطر الإيراني"، قائلاً "إن إسرائيل تعرف أنه في المواجهة مع النظام الإيراني فإنها لا تقف وحيدة، فنحن نقف معاً متكاتفين مع أولئك في العالم العربي، والذين يشاطروننا أملنا بمستقبل أفضل. لقد وقّعنا على اتفاق سلام مع الأردن ومصر، والتي التقيت أمس برئيسها الشجاع عبد الفتاح السيسي".

وأثنى نتنياهو بشكل خاص على السيسي، إذ قال "إنني أقدّر دعمه للسلام، وأنتظر العمل معه ومع زعماء آخرين في المنطقة لدفع السلام قدماً".


وقد تعمّد نتنياهو في كلمته تجسيد موقفه بمحاولة طمس حجم النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وإخضاعه لرؤياه بالحل، من خلال مؤتمر إقليمي، وسلام إقليمي عام، مع مجمل الدول العربية من دون أن يعلن التزام إسرائيل بحل الدولتين.

واستغلّ نتنياهو المنصة الدولية لتوجيه تهديد مباشر لإيران عند توجيهه كلامه لمرشد الثورة الإيرانية، محذراً من أن من يهدد بإبادة إسرائيل يعرّض نفسه للخطر، ومضيفاً أن توجيه التهديدات لإسرائيل، بموازاة التدخل العسكري والسياسي لإيران في سورية ولبنان، لن يمر بدون رد إسرائيلي.

وأضاف "إسرائيل ستدافع عن نفسها بقوة عسكرية وبقوة تصميمها، سنعمل من أجل منع إيران من تكريس وجود عسكري لها في سورية، ولمنع إيران من إنتاج سلاح فتاك في سورية أو لبنان لاستخدامه ضدنا، كما سنعمل لمنع إيران من فتح جبهة إرهاب جديدة ضد إسرائيل على امتداد حدودنا الشمالية".

وقد كان لافتاً خلال خطاب نتنياهو، أنه أتى على ذكر اسم إيران 36 مرة، موجهاً رسالة "للشعب الإيراني"، مفادها أن إسرائيل لا تعادي الشعب الإيراني، وأنه بعد أن يتحرر الإيرانيون من نظام القمع الذي يحكمهم ويقيّد حريتهم، سيكون بالإمكان استئناف علاقات جيدة مع الشعب اليهودي.

ودعا نتنياهو إلى إلغاء الاتفاق الذري مع إيران أو تغييره، من خلال فرض العقوبات مجدداً على إيران، وفرض الرقابة والتفتيش على كل موقع إيراني مشبوه، وفرض عقوبات على كل خرق للاتفاق.

كذلك طلب منع إيران من مواصلة تطوير الصواريخ البالستية، وإرغامها على وقف سياستها العدوانية في المنطقة.

إلى ذلك، وجّه نتنياهو انتقادات حادة لما سمّاه بتحيّز الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة ضد إسرائيل، مستذكراً عدداً من القرارات التي صدرت عن وكالات مختلفة ضد الاحتلال وبينها قرار اليونسكو، بشأن كون الخليل مدينة فلسطينية ومركز تراث عالمي فلسطينياً، زاعماً أن الأمم المتحدة كانت لفترة طويلة مركزاً للعداء للسامية، بفعل قراراتها ضد الاحتلال وممارساته.