أجواء حرب بكركوك جراء استفتاء الانفصال.. وتحذيرات من استمرار التحشيد العسكري

14 سبتمبر 2017
تعزيزات كردية بالتوازي مع تعزيزات القوات العراقية(مروان إبراهيم/فرانس برس)
+ الخط -

تأخذ قضية استفتاء انفصال كردستان أبعاداً خطيرة ومتسارعة، ففي الوقت الذي تستمر فيه التحشيدات العسكرية من قبل الطرفين (بغداد وأربيل) في كركوك، حذّرت مفوضية حقوق الإنسان من حرب أهلية في البلاد.

 

وقال مصدر عسكري في كركوك، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الكرد يواصلون تعزيز قدراتهم العسكرية في كركوك والمناطق القريبة منها"، مبيناً أنّ "قوات إضافية من البشمركة وصلت أمس، كما استلمت قوات الأمن الكردية المتواجدة في المحافظة أسلحة نوعية وانتشرت حسب خطة تأمين المحافظة والسيطرة عليها".

 

وأوضح المصدر أنّ "هذه التعزيزات جاءت بالتوازي مع تعزيزات القوات العراقية، ومليشيات الحشد الشعبي في المحافظة"، مبيناً أنّ "القوات المتواجدة من الطرفين في المحافظة، عكست أجواء حرب على الأبواب".

 

وأكد أنّ "هذه الأجواء زادت من قلق وخوف الأهالي، الذين يحذرون من مغبة جر المحافظة إلى حرب قومية، يكون الخاسر فيها الشعب العراقي".

 

من جهتها، عبّرت مفوضية حقوق الإنسان في العراق، عن قلقها بشأن "أوضاع المدنيين في المناطق المتنازع عليها، وخاصة بعد ارتفاع وتيرة التوتر الأمني، على خلفية استمرار التصعيد بشأن موضوع استفتاء كردستان".

 

وقال المتحدث باسم المفوضية علي البياتي، في بيان صحافي، إنّ "هناك تخوفاً من وقوع مواجهات مسلحة بين الأطراف المختلفة بشأن موضوع الاستفتاء في المناطق المتنازع عليها، خصوصاً مع استمرار التحشيد الأمني فيها، والتي لا يزال بعضها حواضن للإرهاب، أو واقعة على مقربة منه".

 

وأضاف البياتي أنّه "في حال حدوث أي احتكاك أو صدام، فسيكون الضحايا المدنيون الأبرياء من جميع الأطراف من دون استثناء"، محذراً من "خطورة استمرار التصعيد بشأن الأزمة الحالية الخاصة بإجراء الاستفتاء".

 

ودعا جميع الأطراف المختلفة، إلى "انتهاج الحكمة والعودة إلى الدستور في حل الخلافات، من أجل تجنيب المدنيين حدوث كارثة إنسانية قد تحدث في حال استمرار التصعيد العسكري الذي ينذر ببداية حرب أهلية لا تُحمد عقباها".

 

وكان الجانب الكردي قد دعا الحكومة العراقية إلى إبعاد الجيش من التدخل بالمشاكل السياسية، مؤكداً عدم رضوخه لأي تهديدات وقرارات تحاول الحكومة العراقية فرضها بمنطق السلاح.

 

يأتي ذلك، في ظل تصعيد بالمواقف، إذ رفضت حكومات ديالى وصلاح الدين والموصل إجراء الاستفتاء فيها، في وقت دفع فيه الكرد قوات عسكرية إلى كركوك، الأمر الذي يؤشر إلى خطورة الموقف.

المساهمون