معارك بين "قسد" و"داعش" بالرقة... والنظام يواصل خرق خفض التصعيد بالغوطة وحمص

06 اغسطس 2017
حملة قصف للنظام على عين ترما (عبد الرحمن رجب/الأناضول)
+ الخط -
واصلت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، اليوم الأحد، عملياتها العسكرية في مدينة الرقة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، في حين استمرت قوات النظام السوري في خرق اتفاق خفض التصعيد في الغوطة الشرقية لريف دمشق، وريف حمص.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ مليشيات "قسد" شنّت هجوماً جديداً ضد تنظيم "داعش"، في محور حي الرقة القديم، حيث اندلعت معارك عنيفة في محور الجامع العتيق، بالتزامن مع محاولات التقدّم في الجبهة الشمالية الغربية من المدينة.

وباتت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية"، المدعومة من التحالف الدولي، تُسيطر على أكثر من نصف مدينة الرقة، في حين انحصر وجود تنظيم "داعش" في مركز المدينة.

وفي السياق نفسه، تحدثت مصادر محلية عن مقتل قرابة أربعين من عناصر المليشيات خلال الأيام الماضية، جراء المعارك الجارية في مدينة الرقة، معظمهم قضى جراء تفجير مفخخات من قبل "داعش".

وقالت حملة "الرقة تذبح بصمت"، إنّها وثقت مقتل ستة مدنيين، أمس السبت، جراء القصف الجوي والمدفعي على مدينة الرقة، من قبل التحالف الدولي ومليشيات "قسد"، إذ تستمرّ المواجهات بين الأخيرة وتنظيم "داعش".


وقُتل عشرات الأطفال، جراء استهداف طيران التحالف الدولي مقراً لتنظيم "داعش"، في ريف دير الزور شرقي سورية، اليوم الأحد.

وقال الناشط عامر هويدي، لـ"العربي الجديد"، إنّ طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن، استهدف مقراً لتنظيم "داعش" في بلدة الكشكية في بادية الشعيطات بريف دير الزور الشرقي، ما أسفر عن مقتل وجرح عشرات الأطفال المجنّدين ممن يسمّيهم التنظيم "أشبال الخلافة".

وأوضح هويدي أنّ المعلومات تُشير إلى مقتل أكثر من 100 من "أشبال الخلافة"، حيث استهدفت الغارة منزلاً ومحيطه يستخدمه التنظيم مقراً أو معسكراً في بلدة الكشكية.

وأشار هويدي إلى أنّ "داعش فرض طوقاً أمنياً في المنطقة بعد القصف الجوي"، مبيّناً أن المعلومات المتوفرة تقول "إنّ أغلبية الأطفال هم أبناء مهاجرين من آسيويين وجنسيات أخرى".

و"أشبال الخلافة" هم مجموعات من الأطفال المجندين قسراً في صفوف "داعش"، من بينهم أطفال من جنسيات أجنبية وسورية، ويقاتل بعضهم إلى جانب مسلحي التنظيم في دير الزور والرقة، وينفذون عمليات انتحارية.

وفي شأن متصل، قالت مصادر محلية إنّ تنظيم "داعش" نادى بمكبرات الصوت في المناطق الخاضعة لسيطرته في ريف دير الزور بضرورة تسليم كل من عمره بين 17 و40 عاماً من أجل القتال في صفوفه، وهدّد التنظيم بأنّ كل من لم يلتزم بأوامره سيواجه عقاباً.

إلى ذلك، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إنّ الطيران الحربي الروسي شنّ غارات على بلدة التبني في ريف دير الزور، استهدفت الأحياء السكنية، ما أسفر عن مقتل وجرح مدنيين، فضلاً عن وقوع أضرار مادية.

وفي ريف دير الزور، قُتل ثلاثة عشر شخصاً جراء القصف المتواصل من تنظيم "داعش" على مناطق يسيطر عليها النظام السوري.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إنّ تنظيم "داعش" قصف، بشكل مستمر، مناطق تخضع لسيطرة قوات النظام السوري في حيي الجورة والقصور في مدينة دير الزور بالمدفعية الثقيلة منذ مساء السبت وحتى صباح اليوم الأحد، ما أسفر عن مقتل ثلاثة عشر مدنياً، بينهم نساء وأطفال.

وأضافت المصادر أنّ أربعين مدنياً أصيبوا بجروح، بينهم مصابون بحالة حرجة، وسط وضع طبي متردٍ نتيجة الحصار المشترك على مدينة دير الزور من قبل "داعش" وقوات النظام.

من جانبها، ذكرت مصادر موالية للنظام السوري أن ستة قتلوا وجرح ثمانية آخرون جراء القصف من تنظيم "داعش" في مدينة الزور.

وقالت المصادر إنّ طيران النظام قصف مواقع "داعش" في محيط البانوراما وشركة الكهرباء ومنطقتي العمال والحميدية، وسرية جنيد، والمعامل، ومحيط لواء التأمين، وحقق إصابات مباشرة في صفوف التنظيم.

تحدّثت مصادر محلية عن قيام تنظيم "داعش" بإعدام أربعة أشخاص، في بلدتي الحصين والصور، بتهم التعامل مع التحالف الدولي وشتم التنظيم.

من جهة أخرى، جُرح مدنيون جراء غارة جوية من طيران النظام السوري، على حي الحميدية في مدينة دير الزور، وجاءت الغارة تزامناً مع اشتباكات بين قوات النظام ومسلحي "داعش" في محيط اللواء 137، ومحيط مطار دير الزور العسكري.

وتشهد مدينة دير الزور معارك عنيفة بين تنظيم "داعش" وقوات النظام السوري المدعومة بمليشيات "الدفاع الوطني"، وقصفاً متبادلاً أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى بين المدنيين المحاصرين من قبل الطرفين.

وفي هذا السياق، قام الهلال الأحمر السوري، مساء أمس، بتوزيع مساعدات غذائية على الأهالي في الأحياء التي تقع تحت سيطرة قوات النظام.

وتقوم طائرات تابعة لقوات النظام بإسقاط مساعدات غذائية تقدمها الأمم المتحدة فوق مناطق سيطرتها في مدينة الزور، لعدم تمكنها من الدخول براً بسبب سيطرة تنظيم "داعش" على كافة الطرق المؤدية إلى المدينة.


إلى ذلك، واصلت قوات النظام السوري خرق اتفاق خفض التصعيد، في الغوطة الشرقية بريف دمشق، حيث شن الطيران الحربي، صباح اليوم الأحد، غارتين جويتين على أطراف مدينة عين ترما وحي جوبر شرق دمشق.

وخلال الليلة الماضية، قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة أطراف مدينة عين ترما، من دون وقوع إصابات بشرية.

وكانت قوات النظام قد شنت حملة قصف عنيفة، أمس السبت، حيث قامت بقصف عين ترما بأكثر من 124 صاروخ أرض أرض نوع فيل و82 قذيفة مدفعية، و18 غارة جوية، أسفرت عن مقتل طفلة وشاب، وجرح 21 مدنياً بينهم أطفال ونساء ومن بينهم حالات حرجة، وفقاً للدفاع المدني في ريف دمشق.

وأشار الدفاع المدني إلى أنّ القصف أجبر سكان المدينة على النزوح عنها، "حيث شهدت خروج عدد كبير من العائلات إلى مناطقَ أخرى أكثر أمناً".


وفي ريف حمص الشّمالي، قصفت قوات النظام، مساء السبت، بالمدفعية الثقيلة والدبابات، منطقة الحولة، في خرق جديد لاتفاق خفض التصعيد الموقّع بين المعارضة والنظام بضمانة روسية.

ويذكر أنّ الاتفاق الموقّع بين الطرفين، في العاصمة المصرية القاهرة، ينصّ على عدم استهداف أي منطقة في ريف حمص الشمالي، من كافة الأطراف من دون استثناء أي موقع أو مكان من الريف.

"داعش" ينسحب من السخنة

إلى ذلك، أخلى تنظيم "داعش" مدينة السّخنة، أكبر معاقله المتبقيّة بريف حمص الشمالي الشرقي، بعد تقدم قوات النظام السوري وسيطرتها على مستشفى المدينة في الجهة الشمالية من المدينة.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن عناصر "داعش" انسحبوا من مدينة السخنة، إثر تمكن قوات النظام من الوصول إلى المستشفى الوطني في شمال مدينة السخنة مساء أمس السبت، بينما لا تزال قوات النظام تقوم بعمليات تمشيط في المدينة منذ صباح اليوم وتتقدم ببطء نتيجة الألغام.

وأوضحت المصادر أن عناصر "داعش" انسحبوا باتجاه منطقة الشولا في ريف دير الزور الجنوبي ومناطق أخرى في محيط المدينة قبل شروق الشمس اليوم الأحد، في حين شن الطيران الروسي عدة غارات على محيط المدينة من الجهة الشمالية.

وبخسارة مدينة السّخنة، يكون تنظيم "داعش" قد فقد أكبر المناطق المأهولة التي يسيطر عليها في ريف حمص، في حين لا تزال المعارك مستمرة معه في ناحية جباب حمد الممتدّة باتجاه ريف حماة الشرقي.

وبدأت قوات النظام قبل أسابيع بعملية عسكرية مدعومة بالطيران الروسي بهدف السيطرة على مدينة السخنة، وحقول النفط والغاز الممتدة بين مدينة تدمر والسخنة.