وزير خارجية الدنمارك للرئيس الأميركي: سيد ترامب انضج

03 يوليو 2017
صموئيلسن: تصرفات ترامب تؤدي لتقويض منصبه الرئاسي (العربي الجديد)
+ الخط -
وجه وزير الخارجية الدنماركي، أندرس صموئيلسن، انتقادات لاذعة وغير تقليدية للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وهي الأقسى على الإطلاق، بحسب ما رأى مراقبون.

 وقال صموئيلسن، في أحدث تعليق على "تصرفات وتصريحات" الرئيس الأميركي، بعيد نشره لشريط مصارعته رمزيا لمحطة "سي إن إن": "على المرء أن يعي بأنه رئيس، وليس شخصا عاديا يا سيد دونالد".

صموئيلسن، بالإضافة إلى أنه من التيار الليبرالي الدنماركي، وشخصية قيادية في حزب "التحالف الليبرالي" في ائتلاف حكومة يمين الوسط، ذهب أيضا في مرات سابقة إلى التعبير عن امتعاضه مما أطلق عليه "ارتجالية" ترامب.

وعلى الرغم من العلاقات الوثيقة عبر التاريخ بين دول اسكندنافية والولايات المتحدة، وخصوصا النرويج والدنمارك، حيث يحتفى سنويا في الدولتين بعيد الاستقلال الأميركي في الرابع من يوليو/تموز، كما يحتفى به على الأراضي الأميركية، إلا أن السياسي الدنماركي الأبرز يرى أن تصرفات كهذه "تنم عن عدم نضوج وجدية".

وأضاف صموئيلسن: "إنه تعبير يشير إلى رغبة (الرئيس الأميركي) لضرب حرية الصحافة، وهذا لا يستحق أن يصدر عن رئيس".

وفي مرات سابقة، انتقد ترامب في استوكهولم وكوبنهاغن، وخصوصا لما اعتبر تذبذبه في مواقفه من الاتحاد الأوروبي، وتحديات حلف شمال الأطلسي، وتفكيره الدائم بما يجب أن تدفعه دول الحلف وطلب زيادة الدول لموازناتها الدفاعية، بالإضافة إلى اختلاف في وجهات النظر حول سياسات دولية معينة، وانتقادات لاذعة ورفض اسكندنافي قوي لسياسات ترامب في منع مسلمي دول إسلامية من دخول أميركا.

وكان صموئيلسن بنفسه قد انتقد، بشكل لاذع على صفحته في "فيسبوك"، سياسة منع ترامب لمواطني دول إسلامية من دخول أميركا، ودعا، في أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، الرئيس إلى "الإقلاع عن سياسة الحكم على البشر ككتلة، فتلك ليست من الحكمة في شيء.. علينا الحكم على الناس كأفراد وليس كمجوعات بشرية، فتلك سياسات مقلقة وتخلق أجواء غياب ثقة بين الشعوب"، بالاضافة إلى انتقادات لترامب من 5 من وزراء خارجية سابقين، لعل أبرزهم موينز لوكاتوفت (من يسار الوسط) وأوفه اليمان يانسن (يمين وسط ليبرالي).

ويلاحظ متابعون محليون أن انتقاد وزير خارجية كوبنهاغن الصريح لتصرفات وتغريدات ترامب "يعبر أيضا عن انزعاج واضح من سياسات أخرى وعلاقات تتوتر على ضفتي الأطلسي". 

وبحسب مراقبين حزبيين من يسار ويسار الوسط، عقّبوا على هذا التوتر لـ"العربي الجديد"، فإن "دولا صغيرة عدة، ومنها الدنمارك القريبة تقليديا من واشنطن، شعرت بالحرج من توتر العلاقة بين ضفتي الأطلسي، وخصوصا في انسحاب ترامب من اتفاقية المناخ التي تشكل نقطة بارزة في الوعي الشعبي والحزبي في اسكندنافيا".

ويتخوف صموئيلسن من أن "تصرفات ترامب قد تؤدي إلى تقويض منصبه الرئاسي. ففي الأيام الأخيرة رأينا على تويتر ما لا يليق برئيس أميركي، ما يجعل الثقة تنحدر بزعامة العالم وقوته ومنصبه".

وفيما عبر بعض السياسيين، وأغلبهم من الليبراليين في اسكندنافيا، عن انتقادات مبطنة سابقا، على عكس يسار ويسار الوسط في نقده المستمر لسياسات واشنطن، فإن ذهاب صموئيلسن إلى هذا الحد من النقد، الذي سلطت كل وسائل الإعلام المحلية الضوء عليه، وأبرزته اليوم الاثنين بشكل لافت، يعبر، وفق مراقبين، عن "ضجر وضيق بدأ يتسلل إلى دول أوروبية من شخصية ترامب بعد نصف سنة تقريبا على رئاسته".

واعتبر أندرس صموئيلسن بشكل واضح أن ترامب "يحتاج للرشد، وأن يترفّع عن القذف والصراخ على وسائل التواصل الاجتماعي، وقوله للأشياء بصراحة يسمح لنا أن نطلب منه أن يتحكم بنفسه وينضج".

هذه الانتقادات تعبّر، في جانب آخر، وفقا لمختصين في العلاقة الأميركية الأوروبية، ومنهم ينس رينبورغ، "عن وصول الدبلوماسية الأوروبية، والاسكندنافية منها، إلى استشعار مأزق في العلاقة على ضفتي الأطلسي، وخصوصا التعبير عبر القنوات غير الرسمية كما فعل صموئيسلن بتصرف لافت".

وكان رئيس الوزراء الدنماركي، لارس لوكا راسموسن، قد ذهب أيضا للكتابة عبر "قنوات غير رسمية" للتعبير عن امتعاض دول الشمال من انسحاب واشنطن من اتفاقية المناخ. 

وقال راسموسن، في يونيو/حزيران الماضي، إن "إعلان الرئيس ترامب عن انسحاب بلاده من الاتفاقية الدولية للمناخ لا يعبّر عن قيادة عالمية. إنني أطلب من الرئيس الأميركي أن يظهر القيادة، نحن بحاجة للولايات المتحدة في فريقنا... مع تحيات أصدقائك في دول الشمال".






المساهمون