أهالي شمال سيناء يشكون غياب الدولة ونوابهم

30 يوليو 2017
يشكو أهالي سيناء من إعاقة حركتهم على الحواجز(فرانس برس)
+ الخط -

في محافظة شمال سيناء المصرية، ستة نواب نجحوا في الانتخابات النيابية نهاية 2015، وهم إبراهيم أبو شعيرة، من الشيخ زويد ورفح، وجازي أبو فراج من وسط سيناء، ورمضان سرحان في بئر العبد، وحسام رفاعي ورحمي بكير في العريش، وسلامة الرقيعي عن قائمة في "حب مصر". لكن أهالي المنطقة يشكون غيابهم شبه الكامل عن الكارثة التي تعيشها منطقتهم، أمنياً وحياتياً.

وتشمل أزمات سيناء الدائمة انقطاعاً شبه دائم للكهرباء، وعدم وصولها إلى مناطق واسعة، وعدم توافر المياه للشرب أو للاستخدام المنزلي بسبب أزمة الكهرباء، أو تهالك وتدمير الشبكات الواصلة للمناطق بسبب العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش ضد تنظيم "ولاية سيناء" الذي بايع تنظيم "داعش". كما تشمل الأزمات، في محافظة شمال سيناء، انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت لساعات طويلة، وإغلاق شوارع وميادين رئيسية منذ أشهر طويلة، وعدم إدخال أصناف عديدة من المواد الغذائية، وإعاقة حركة المواطنين على الحواجز والكمائن المنتشرة في ربوع المحافظة. وفي القضايا المركزية، فإن المحافظة مهمشة في مشاريع الدولة للتنمية، فيما لا تتوانى الدولة عن ذكر سيناء في قضية التنمية، إلا أن ذلك يبقى حبراً على ورق، وكذلك ملف الاعتقالات التعسفية لمئات المواطنين من سكان المحافظة، ومنهم من مرت على اعتقاله سنوات من دون أي تهمة.

وفي أحدث التطورات على صعيد الأزمات، يتواصل انقطاع التيار الكهربائي والمياه عن مناطق واسعة من محافظة شمال سيناء لليوم الثالث والعشرين على التوالي، من دون أي تحرك حكومي لحل الأزمة الإنسانية المتفاقمة، فيما بدأ نواب المحافظة في مجلس النواب المصري البحث عن حلول. وقال النائب إبراهيم أبو شعيرة، عبر صفحته على "فيسبوك"، إن مهندس إصلاح الخطوط سيبدأ أعماله، فيما يسعى مع محافظ محافظة شمال سيناء إلى البحث عن حلول أخرى للأزمة المتكررة. وحتى يتم إصلاح خطوط الكهرباء التي تعطلت بسبب قصف الجيش المصري خلال عملياته العسكرية في مناطق جنوب مدينة العريش، تقارب الأزمة بلوغ الشهر الكامل، الأمر الذي أثر على الحياة اليومية لآلاف المواطنين من سكان مدينتي رفح والشيخ زويد. واشتكى عدد من سكان رفح والشيخ زويد، لـ"العربي الجديد"، من تقصير الجهات الحكومية، خصوصاً نواب المحافظة في حل أزمات الكهرباء والمياه المتكررة منذ أربع سنوات. وقال الحاج يوسف عايش "إذا لم ينفعنا وجود النواب في حل أزمة الكهرباء والمياه، وهي أدنى متطلبات الحياة، فمتى سنستفيد من وجودهم وتمثيلهم لنا في مجلس النواب؟". وأضاف "تدهورت الأوضاع الإنسانية في كل منازل مدينتي رفح والشيخ زويد بعد 3 أسابيع من انقطاع الكهرباء والمياه. مفيش (لا يوجد) شخصية حكومية تحس بمعاناتنا". وناشد سكان المدينتين، على مدار الأسابيع الماضية، الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني التحرك لحل الأزمة التي طاولت كافة مناحي الحياة.


أزمة أخرى اشتدت خلال الأسبوعين الماضيين، هي انقطاع شبكات الاتصالات والإنترنت لساعات تصل إلى 20 ساعة يومياً، من دون أي مبرر أو توضيح للمواطنين الذين تعطلت حياتهم المرتبطة بالتواصل عبر الإنترنت أو الاتصالات الخليوية. وقال ياسر شاهين، أحد سكان مدينة العريش التي تمثل عاصمة محافظة شمال سيناء، لـ"العربي الجديد"، إن الإنترنت والاتصالات انقطعت لعشرات الساعات خلال الأيام الماضية، من دون أي مراعاة لمصالح المواطنين، أو أي توضيح حكومي أو إبلاغ للمواطنين بخلفيات الأمر، والفترة التي سيبقى فيها الحال على ما هو عليه. ويتساءل شاهين عن موقف نواب سيناء في البرلمان مما يجري من انتهاك لأبسط حقوق المواطنين. ويقول "إذا احنا فعلاً محسوبين على مصر كمواطنين، يجب أن يتحرك النواب ليجيبوا لنا حقوقنا، ولّا كمان هم مع الدولة علينا؟". ولطالما فشل نواب سيناء في تحقيق أي مطالب داخل البرلمان تخص محافظتهم، والتي كان أبرزها المطالبة بتشكيل لجنة تقصي حقائق في قضية تصفية عشرة شبان مطلع العام الحالي، أو وقف بيع الأراضي في منطقة بئر العبد للمستثمرين على حساب المواطنين، أو تحسين ظروف الحياة والتنقل عبر حواجز الجيش.

ويقول المسن أبو محمد الملاحي، لـ"العربي الجديد"، إن عمل نواب سيناء يتلخص في نشاطات ميدانية، كتوزيع هدايا أو تكريم طلاب مرة في العام، أما القضايا الرئيسية فهي ليست على أجندتهم. ويضيف الملاحي، الذي حوّل الجيش المصري منزله إلى نقطة عسكرية في مدينة الشيخ زويد، أنه إذا كان النواب لا يستطيعون فعل شيء لصالح المواطنين، فعليهم الاستقالة كما فعل نواب جنوب سيناء قبل أشهر، ما اضطر الدولة للاستجابة لبعض مطالبهم لإقناعهم بالعدول عن قرارهم. ويتخوف كثير من أبناء المنطقة، من أن تبقى سيناء في هذه الظروف الصعبة، التي لم تشهدها منذ قرون، في ظل تخلي الدولة عن تنميتها، وتقصير نوابها، وبقاء حالة الصراع مشتعلة من دون أي بوادر للحل، ويبقى الخاسر الوحيد في هذه المعادلة القائمة هو المواطن السيناوي. وتعيش مناطق شمال ووسط سيناء أوضاعاً أمنية متدهورة منذ 4 سنوات، خسر خلالها الجيش المصري مئات الجنود، وسقط آلاف المدنيين بين قتيل وجريح ومعتقل، فيما تقطن في سيناء عدة قبائل كبيرة العدد، أهمها الترابين والرميلات والسواركة وغيرها.

المساهمون