وبينما كانت جموع المصلين الفلسطينيين تستعد لأداء صلاة العصر في المسجد الأقصى، رفضت قوات الاحتلال الإسرائيلي، في البداية، فتح باب حطة، ما دفع العديد من الشخصيات الدينية المقدسية، منها مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني، وكذلك مدير الوعظ والإرشاد في دائرة الأوقاف الإسلامية، الشيخ رائد دعنا، للدعوة إلى الصلاة في باب حطة والاعتصام هناك، بدلا من دخول المسجد.
واحتشد آلاف الشبان والمواطنين الفلسطينيين في الباب المغلق وباب الأسباط، معبرين عن استمرار رفضهم الدخول إلى المسجد الأقصى إلا بعد فتح الباب، فيما سادت أجواء من التوتر في المكان خشية قمع قوات الاحتلال للمعتصمين.
ومنع الشبان مفتي القدس والديار الفلسطينية محمد حسين، وكذلك وزير شؤون القدس ومحافظها عدنان الحسيني، من الدخول للأقصى والصلاة، فيما صدحت مساجد الضفة الغربية بتكبيرات العيد والتهليل وقراءة آيات النصر.
وسادت أجواء من التوتر بين حراس المسجد الأقصى وعناصر من شرطة الاحتلال، بعد طلب الشرطة الإسرائيلية فحص البطاقات الشخصية للحراس قبل دخولهم للمسجد الأقصى، والذين يعتزمون الدخول إلى المسجد تمهيدا لدخول المصلين إليه.
وقد اعتدت شرطة الاحتلال على بعض الحراس الذين رفضوا تقديم بطاقاتهم.
من جهة أخرى، أشادت حركة "حماس" في الضفة الغربية بـ"الإنجاز الذي حققه الشعب الفلسطيني وأهل القدس خاصة، بإزالة البوابات الإلكترونية والكاميرات التي وضعتها سلطات الاحتلال على بوابات المسجد الأقصى قبل نحو أسبوعين".
وأثنت الحركة، في تصريح لها، على "صمود المقدسيين الذين قدموا الشهداء، ورابطوا على بوابات الأقصى دون تركه لحظة واحدة، في مشهد يدل على عظم التضحية والصمود"، موضحة أن "الإنجاز الذي تحقق يمثل دليلاً على كسر إرادة العدو الصهيوني الغاشم بالسيطرة على المسجد الأقصى، كما يدل على ضعف الكيان أمام إرادة شعبنا الذي يرنو للحرية".
ودعت الحركة إلى "شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك للحفاظ على ما تم تحقيقه من إنجاز"، مشددةً على أن "المعركة من أجل الأقصى لم تنته بعد".
بدوره، قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، في تصريح، إن "المقدسيين البواسل والشعب الفلسطيني انتصروا على نتنياهو وقرارات حكومته وأجبروه بنضالهم ومقاومتهم الشعبية على إزالة البوابات الإلكترونية والكاميرات والممرات عن أبواب المسجد الأقصى التي يجب الإصرار على أن تفتح جميعها".
ووجه البرغوثي التحية إلى "جماهير الشعب الفلسطيني، وخاصة أهل القدس الذين لم يبخلوا بالتضحيات والنضال والعطاء وأثبتوا أنهم الحماة الحقيقيون للمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين".
وقال القيادي الفلسطيني إن "تضحيات الشهداء الذين قدموا حياتهم وأكثر من ألف جريح فلسطيني لم ولن تذهب هدرا، وإن الشعب الفلسطيني قدم في القدس نموذجا رائعا لقوة وفاعلية المقاومة الشعبية وأعاد إحياء نمط وكفاح الانتفاضة الشعبية الأولى".
وأكد البرغوثي أن "نضال الشعب الفلسطيني ومقاومته الشعبية ستستمر وتتصاعد حتى تتحرر القدس وسائر الأرض الفلسطينية من الاحتلال بالكامل وحتى تتحقق حرية الشعب الفلسطيني وينتهي نظام (الأبارتهايد) والتمييز العنصري الإسرائيلي".