يوم النفير للأقصى ينتهي بمقتل مستوطنين... وامتداد المواجهات إلى أحياء القدس

21 يوليو 2017
استمرار احتجاجات "جمعة النفير" ليلاً (أحمد غرابلي/ فرانس برس)
+ الخط -

انتهى يوم النفير الفلسطيني نصرةً للأقصى، بمقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة رابع، بعدما تسلل شاب فلسطيني دون العشرين، وفي يده سكين، إلى داخل مستوطنة مقامة شمال غرب رام الله.

وبعد ساعات قليلة من تشييع الفلسطينيين لشهدائهم الثلاثة، والذين سقطوا صباح الجمعة في المواجهات مع قوات الاحتلال، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء الجمعة، أن فلسطينياً طعن أربعة إسرائيليين، في مستوطنة "حلميش"، المقامة على أراضي قريتي دير نظام والنبي صالح شمال غرب رام الله.

وأفاد شهود عيان من سكان قريتي دير نظام والنبي صالح، لـ"العربي الجديد"، بوجود أعداد كبيرة من جنود الاحتلال والآليات العسكرية، وذلك بالتزامن مع تحليق الطائرات في سماء القريتين، في عملية تمشيط في المكان بحثاً عن فلسطينيين.

وحسب أهالي القريتين، فإن كثيراً من سيارات الإسعاف الإسرائيلية قد وصلت إلى المكان، بالتزامن مع إطلاق صفارات الإنذار في المستوطنة.

والمنفذ حسب مصادر عدة، هو الشاب عمر عبد الجليل عبد الجبار العبد (20 عاماً) من قرية كوبر شمال غرب رام الله. وقال أقاربه لـ"العربي الجديد" إنهم تلقوا "اتصالاً من الارتباط الفلسطيني، يفيد بأن عمر مصاب بجروح متوسطة وهو معتقل في مستشفى إسرائيلي حالياً".

وقالت عائلة الشاب "إن الأمن الوقائي كان قد اعتقل ابنها قبل ثلاثة أشهر، وتم توجيه تهمة الإعداد لعملية ضد الاحتلال، وقد وقع على تعهد بألا يعود للتفكير أو التخطيط لعملية ضد الاحتلال، وأمضى في سجون الأمن الوقائي مدة 16 يوماً".

وترك المنفذ قبل تنفيذ عمليته الفدائية وصية على صفحته في "فيسبوك". 




إلى ذلك، كان قد اتسع ليلاً نطاق المواجهات، في القدس المحتلة، إلى معظم الأحياء والبلدات، حيث تدور مواجهات عنيفة، وسط أنباء عن سقوط عشرات الإصابات في صفوف المواطنين، مع استمرار قوات الاحتلال بقمع المعتصمين في باب الأسباط.


مواجهات ليلية

وأصيب مساءً عدد من المواطنين، من بينهم شاب بعيار مطاطي في الرأس، خلال اعتداء قوات الاحتلال على المرابطين في باب الأسباط، ونقل عدد منهم إلى مستشفى المقاصد الإسلامية في القدس المحتلة.

وتخلل إقامة صلاة المغرب قطع قوات الاحتلال التيار الكهربائي عن باب الأسباط ومحيط المسجد الأقصى، قبل أن تهاجم المئات منهم بقنابل الصوت والغاز والضرب بالهراوات.

كذلك يشهد محيط مستوطنة "معاليه هزيتيم"، المقامة على أراضي المواطنين في حي راس العامود، مواجهات عنيفة مع جنود الاحتلال، حيث هاجم عشرات الشبان منازل المستوطنة، والتي تسبب أحد مستوطنيها باستشهاد الفتى محمد محمود شرف. 

وأفاد ناشطون "العربي الجديد" بأن الشبان هاجموا البؤرة الاستيطانية بالزجاجات الحارقة، فيما رد الجنود بإطلاق النار والرصاص المطاطي باتجاههم، وقد وقعت خمس إصابات على الأقل.

وفي بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى، هاجم شبان قوة عسكرية بالزجاجات الحارقة وأمطروها بالحجارة، قبل أن تردّ تلك بإطلاق النار، والغاز المسيل للدموع بكثافة.

وفيما ذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" إصابة أحد جنود الاحتلال، خلال المواجهات المستمرة في بلدة العيسوية شمال القدس، تحدثت عن إصابة أربعة شبان بالرصاص المطاطي الذي أطلقته قوات الاحتلال.

مواقف منددة بالاعتداءات الإسرائيلية

إلى ذلك، لاقت الاعتداءات الإسرائيلية يوم الجمعة، تنديداً أممياً ودولياً، إذ أعربت الأمم المتحدة عن "أسفها" لاستشهاد الفلسطينيين الثلاثة، في مدينة القدس المحتلة.

وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، خلال تصريحات صحافية في مقر المنظمة الدولية بنيويورك، نقلتها "الأناضول"، "نأسف لاستشهاد أشخاص، وخاصة صغاراً في السن، ونحن قلقون للغاية إزاء تصاعد حدة العنف".

ونفى نائب المتحدث باسم الأمين العام "تجاهل الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إراقة دماء الفلسطينيين على يد القوات الإسرائيلية"، مؤكداً أن "كلا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي يتهمان دومًا الأمانة العامة للأمم المتحدة بالانحياز للطرف الآخر، وهو أمر ليس صحيحًا على الإطلاق".

من جهته، ندد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بقيام القوات الإسرائيلية بقتل ثلاثة مواطنين فلسطينيين في مدينة القدس اليوم.

وفي الكلمة التي ألقاها في مؤتمر الصحة الأفريقية، يوم الجمعة، قال أردوغان "اليوم انظروا ماذا يحصل في مدينة القدس في يوم الجمعة، هاجمت قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية المسلمين في يومهم المقدس في القدس، ما أدى إلى وقوع ما يقارب 350 جريحاً، وبحسب الرقم الأخير الذي وصلني، هناك ثلاثة شهداء".

بدورها، طالبت وزارة الخارجية التركية الحكومة الإسرائيلية بـ"إزالة جميع البوابات الإلكترونية من أمام مداخل المسجد الأقصى في أقرب وقت". وذكرت الخارجية، في بيان نشرته يوم الجمعة، أن "على الحكومة الإسرائيلية وقف كافة أشكال العنف، والاستجابة لنداءات المجتمع الدولي". وعبرت الخارجية عن "حزنها وقلقها إزاء منع صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، وسقوط شهيدين، وعشرات الجرحى".

وشددت في بيانها على أن "على إسرائيل احترام الأماكن المقدسة والتاريخية، وخاصة الحرم الشريف في القدس الشرقية، والتي تقبع تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967 وحتى يومنا هذا".​