معارك عنيفة بين النظام السوري والمعارضة شرق دمشق

14 يوليو 2017
طيران النظام شنّ غارات على عين ترما (محمد خير/الأناضول)
+ الخط -
اندلعت، اليوم الجمعة، معارك عنيفة بين المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام، إثر هجوم جديد من الأخيرة على محاور مدينة عين ترما، في الأطراف الغربية للغوطة الشرقية المتاخمة للعاصمة دمشق، في حين واصل النظام عملياته ضد "داعش" في ريف حماة الشرقي.


وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات النظام مدعومة بمليشيات أجنبية ومحلية، جدّدت هجومها المتواصل لليوم التاسع والعشرين على التوالي في جبهة وادي عين ترما، حيث تدور معارك عنيفة مع المعارضة السورية المسلحة.

وأضافت المصادر أنّ طيران النظام السوري شنّ عدة غارات على مدينة عين ترما، وبلدة حزة وحي جوبر، شرق دمشق، موقعاً أضراراً مادية جسيمة، بالتزامن مع قصف مدفعي، خلال محاولة اقتحام مواقع المعارضة.

وفشلت قوات النظام السوري بتحقيق تقدم في جبهات وادي عين ترما، حيث تسعى لإجبار المعارضة المتمركزة في حي جوبر على الانسحاب، من أجل فصل الحي عن الغوطة الشرقية، وهو آخر حي تسيطر عليه المعارضة في دمشق.

واستخدمت قوات النظام، أربع مرات، غاز الكلور السام منذ بداية هجومها على عين ترما، وكان آخرها مساء أول أمس، الأربعاء، ضد فصيل "فيلق الرحمن" المتمركز في الجبهات، وأسفر عن إصابة ستة عناصر بحالات اختناق.

وفي ريف حماة الشرقي، وسط البلاد، واصلت قوات النظام السوري، اليوم الجمعة، هجومها ضد تنظيم "داعش" في ناحية عقيربات، انطلاقاً من مواقعها في محيط قرية عقارب الصافي بناحية سلمية في ريف حماة الشمالي الشرقي.


وفي السياق، اندلعت معارك بين الطرفين في محيط خط نقل البترول بناحية السلمية في محاور قرية المبعوجة شرق ناحية عقيربات، وفي محور الشيخ هلال، شمال ناحية عقيربات، وسط غارات جوية من الطيران الروسي خلف خطوط الاشتباك على قرى أبو حنايا وقليب الثور ومسعدة والمكيمن ودكيلة وجنى العلباوي، أسفرت عن أضرار مادية.

إلى ذلك، أفادت مؤسسة "فرات بوست" المعنية بتوثيق الانتهاكات في المنطقة الشرقية من سورية، بأنّ تنظيم "داعش" استهدف، اليوم الجمعة، حي الموظفين بالقرب من المدرسة في هرابش بعدة قذائف هاون، أدّت إلى إصابة عدد من المدنيين.

وفي ريف حلب، شمالي البلاد، جدد الجيش التركي قصفه المدفعي على مواقع مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية، في جبل برصايا بريف حلب الشمالي، وذلك رداً على قصف من المليشيا على مدينة مارع الخاضعة لسيطرة "الجيش السوري الحر".

النّظام يواصل اعتقال الشباب في التل

اعتقلت قوات النظام السوري، خلال الأيام الماضية، العديد من الشباب في مدينة التل بريف دمشق الشمالي الشرقي، وذلك في انتهاكات مستمرة في المدينة منذ خضوعها لسيطرة النظام والمليشيات إثر اتفاق مصالحة أفضى إلى تهجير المعارضين للنظام السوري من المدينة إلى شمال سورية.

وتم تنفيذ اتفاق المصالحة في اليوم الثاني من شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بعد تصعيد وحصار استمر عدة أسابيع من قبل قوات النظام على المدينة التي تضم آلاف المدنيين من السكان والنازحين.


وقالت الناشطة في مدينة التل، وئام الشاهر، في حديث مع "العربي الجديد"، إن النظام السوري لم يوقف حملات الاعتقال في المدينة، وعلى الحواجز المحيطة بها، بل وكثرت خلال الأيام الأخيرة، حيث اعتقل عشرات الشباب بهدف سوقهم إلى الخدمة العسكرية في صفوف النظام.

وأوضحت الشاهر أنّ الاعتقالات كثرت تحديداً بعد انتهاء فترة الستة أشهر التي نص عليها اتفاق المصالحة الذي فرضه النظام على المدينة، في حين يقوم الشباب بإخفاء أنفسهم وعدم الخروج في المدينة للإفلات من الاعتقال.

وأكّدت الشاهر، لـ"العربي الجديد"، أن عشرات الشباب من المدينة التحقوا بمليشيا "درع القلمون" التي تقاتل إلى جانب قوات النظام، ومنهم من تمكن من الفرار خارج المدينة عن طرق التهريب، مشيرة إلى أن عدة حالات سُجلت لشباب تم اعتقالهم وزجّهم في سجون النظام بعد رفض الأخير ملف المصالحة المختص بهم.

وفي هذا الصدد، ذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن العديد من الشباب الذين صالحوا النظام في مدينة التل وتم إلحاقهم بمليشيا "درع القلمون" لقوا حتفهم خلال معارك في درعا والبادية السورية وأرياف حمص وحماة، خلال مواجهات مع المعارضة السورية المسلحة وتنظيم "داعش".

وفي سياق متصل، قالت "تنسيقية مدينة التل للثورة السـورية" إن النظام السوري اعتقل المدعو عزو مصمص، وذكرت أنه عاد من تركيا بالتنسيق مع المخابرات الجوية ليقاتل ضمن صفوفها، بعد أن كان قائداً لما يُسمَّى بـ"كتائب المعتز بالله" قبل خروجه من المدينة.

وتحدثت التنسيقية ذاتها، في وقت سابق، أن هناك أكثر من خمسين شاباً في مدينة التل طلبهم النظام السوري بسبب مكالمات هاتفية أجروها مع أقاربهم في الشمال السوري، دون تدخل من قبل لجنة المصالحة.

من ناحية أخرى، أكدت مصادر لـ"العربي الجديد" أن قوات النظام والمليشيات الموالية لها فرضت ضريبة مالية على العاملين في سوق المدينة، بحجة أنها مقابل توفير خدمات النظافة في المدينة وحمايتها من الخطر.

يُذكر أن مدينة التل لاتزال تعيش في حصار من قبل حواجز النظام السوري والمليشيات الموالية له في مداخل ومخارج المدينة، حيث تفرض المليشيات أتاوات وضرائب على البضائع ويقوم بابتزاز التجار، وتراقب الطلاب والموظفين، وتعتقل الشباب.