هل يقف حفتر وراء افتعال الاشتباكات شرقي طرابلس؟

13 يوليو 2017
الوضع في ليبيا يزداد تعقيداً (عبدالله دوما/ فرانس برس)
+ الخط -




فيما أعلنت "كتيبة ثوار طرابلس" التابعة للمجلس الرئاسي سيطرتها الكاملة على منطقة القربولي (35 كلم شرق طرابلس) بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات مع مجموعات مسلحة تابعة لحكومة الإنقاذ، أوضح التجمع السياسي لمدينة مصراته أن الهجوم على طرابلس كان في بدايته بهدف إرجاع حكومة الإنقاذ لمواقعها داخل العاصمة.


ونفى التجمع، في بيان له، أن يكون المهاجمون من مصراته قائلاً "إن المجموعة المسلحة التي هاجمت بلدة القربولي، شرق العاصمة طرابلس، تتكون من مختلف المناطق الليبية وتسعى لإعادة المؤتمر الوطني وحكومته وتأتمر بأوامر داعميها وتعلن صراحة رفضها الاتفاق السياسي ومخرجاته".

واستغرب التجمع في بيانه تباطؤ المجلس في اتخاذ الإجراءات والخطوات اللازمة لذلك وتوضيح الأطراف المعرقلة في هذا الشأن.

لكن مراقبين للوضع في ليبيا اعتبروا أن تحالفات سياسية وعسكرية تجري في الخفاء تعكسها الضغوطات العسكرية التي يمارسها اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، في جنوب وشرق البلاد على مجموعات الثوار المسلحين بهدف إرغامهم على التوجه للعاصمة.

وكان حفتر قد أكد في أكثر من مناسبة أنه لن يدخل لطرابلس عسكريا، مشيراً إلى أن لديه قوات داخلها، دون أن يسميها، ما حدا ببعض الأطراف الليبية، ومن بينها "دار الافتاء"، إلى اتهام المجلس الرئاسي وقواته للعمل مع "حفتر في الخفاء".

وبحسب المراقبين، فإن الضغط على المجموعات المسلحة من "الثوار" الذين لا يزال الكثير منهم يعتبر المؤتمر وحكومته الجهة الشرعية في البلاد للتوجه إلى العاصمة يهدف إلى إدخالهم مع مجموعات مسلحة أخرى داخل طرابلس لا تزال تناصب حكومة فايز السراج وحفتر العداء في مواجهات مسلحة في الفضاء المفتوح بأطراف العاصمة بهدف إضعافهم.

ولم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي من قبل حكومة السراج ومعسكر حفتر تعليقا على أحداث القربولي الدامية التي راح ضحيتها عدد من المواطنين وسط نزوح كبير من أهالي المنطقة.
من جهته، دعا رئيس حزب العدالة والبناء، محمد صوان، المسلحين من الثوار إلى "التعقل".

وقال في منشور على صفحته الرسمية على "فيسبوك": "إذا كانت حجة هؤلاء (المقاتلين) هو تخوفهم من تمدد مشروع عسكرة الدولة، فإن الأجدر بهم كان دعم العملية السياسية مهما كانت ضعيفة والتمسك بالحوار لحل كل المشاكل"، معتبرًا أن "إحداث الفوضى وعرقلة العملية السياسية تصب لصالح هذا المشروع، وإن لم يقصدوا ذلك"، في إشارة لمشروع حفتر.

فهل يعمل حفتر سرا مع السراج لتقويض قوة مناوئيه في الغرب الليبي؟ أم أنه يستثمر تواصل البرلمان وحكومته مع حكومة الإنقاذ التي أعلن رئيسها خليفة الغويل صراحة في مارس/ آذار الماضي عن وجود تواصل حقيقي مع البرلمان وحكومته في الشرق وأنه التقى رئيس الحكومة هناك عبد الله الثني في الأردن من أجل العمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية واحدة، معتبرا رفضه للاتفاق السياسي ومخرجاته من المشتركات التي تجمعه بطرف النزاع في الشرق الليبي.