وأوضح وزير الخارجية القطري أن البلدين ناقشا الاستمرار في التعاون والتشاور في كافة القضايا الإقليمية، داعياً دول الحصار (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) للانضمام إلى الاتفاقية الثنائية في المستقبل.
وقال وزير الخارجية القطري، إن التوقيع على المذكرة بين البلدين لمكافحة تمويل الإرهاب في إطار "العمل المشترك بين البلدين لتطوير محاربة تمويل الارهاب".
وبخصوص تفاصيل المذكرة، قال بن عبدالرحمن إنه "اتفاق ثنائي بين أميركا وقطر وكان محل نقاش منذ مدة طويلة وليس فيه أي شيء له صلة بالأزمة الحالية والحصار المفروض على قطر، ونحن التزمنا بالكامل بما تم الاتفاق عليه في قمة الرياض".
وفي معرض رده على سؤال صحافي حول ما جرى أمس من تسريب لأوراق اتفاقي الرياض 2013 و2014، قال وزير الخارجية القطري، إن التسريب "هدفه التأثير على الزيارة الأميركية"، مضيفا أنه "يعكس نهج هذه الدول للتقليل من هذه الوساطة".
ولفت إلى أنه جرى اليوم اجتماع ثنائي مع تيلرسون، ثم اجتماع آخر مع الوزير الأميركي ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي، محمد العبد الله آلصباح.
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي إنه حلّ بالدوحة حاملاً معه الروح نفسها التي عبّر عنها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال مشاركته بمؤتمر الرياض، وهي العمل على محاربة الإرهاب.
كما أوضح أن المذكرة التي وقعتها بلاده اليوم مع قطر هي نتيجة أسابيع من النقاشات والدراسات، مضيفاً: "اليوم سنعمل المزيد في التعاون لمحاربة الإرهاب وتبادل المعلومات ليكون العالم والمنطقة آمنين. نقدّر أن قطر هي أول من استجاب لمحاربة الإرهاب وتمويله". كما أشاد بقيادة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مؤكداً أنه أول من تجاوب مع مخرجات قمة الرياض.
وبشأن مذكرة التفاهم، قال تيلرسون إن البلدين عملا عليها "منذ فترة، منذ أكثر من عام، وهي عبارة عن إعادة تنشيط وتفعيل لمحادثاتنا السابقة".
وفي ما يخص جهود الوساطة، قال تيلرسون إنّ "هناك تبادلات ثلاثية بيننا وبين الوسيط الكويتي ودوري هنا أن أدعم جهود الوساطة الكويتية ونفعل ما يمكن لنساعد الطرفين كي يفهما ما هي دواعي القلق، وكان هناك نقاش شامل اليوم وسننتقل إلى جدة غداً للقاء الأطراف الأخرى والبحث عن الخيارات المتاحة ولا أريد أن أعلق على توقعات في هذا الوقت".
وكان وزير الخارجية الأميركي أكد أن "قطر كانت واضحة ومنطقية في مواقفها"، موضحا: "نحن في الدوحة لتفادي تصعيد الخلاف"، خلال تصريحات للصحفيين كما نقلتها "رويترز".
وبخصوص الردّ القطري على مطالب دول الحصار، قال تيلرسون: "أعتقد أن قطر كانت واضحة في مواقفها وأعتقد أنها (المواقف) كانت منطقية جداً".
واستقبل أمير قطر بقصر البحر قبل ظهر اليوم وزير الخارجية الأميركي والوفد المرافق. وأفادت وكالة الأنباء القطرية أنه جرى خلال المقابلة بحث آخر مستجدات الأزمة الخليجية وتداعياتها الإقليمية والدولية إضافة إلى استعراض المساعي الأميركية الداعمة لوساطة دولة الكويت لحلها عبر الحوار والطرق الدبلوماسية.
كما تم، بحسب المصدر نفسه، استعراض الجهود المشتركة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف ضمن الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لاجتثاث جذور هذه الظاهرة بكافة صورها وأشكالها.
إلى ذلك، أصدرت دول حصار قطر (السعودية، الإمارات، البحرين ومصر) بياناً مشتركاً بشأن توقيع الدوحة وواشنطن مذكرة تفاهم بشأن محاربة تمويل الإرهاب، قالت فيه إن: "توقيع مذكرة التفاهم هو نتيجة للضغوط والمطالبات المتكررة طوال السنوات الماضية للسلطات القطرية من قبل الدول الأربع وشركائها بوقف دعمها للإرهاب".
وشددت على أن: "هذه الخطوة غير كافية وستراقب الدول الأربع عن كثب مدى جدية السلطات القطرية في مكافحتها لكل أشكال تمويل الإرهاب ودعمه".