شهدت حركة "نداء تونس" انقسامات غير مسبوقة بين بعض التنسيقيات الجهوية والقيادة المركزية، إذ تم عقد اجتماعين منفصلين، في ساعة متأخرة من ليل أمس الأحد.
وقد استجابت بعض التنسيقيات لدعوة المدير التنفيذي لـ"نداء تونس"، محمد حافظ قائد السبسي، بعقد اجتماع لها في العاصمة التونسية، غير أن تنسيقيات أخرى اختارت الاجتماع في سوسة، في الوسط التونسي.
وتعود أسباب غضب بعض الندائيين إلى ما يعتبرونه "استفرادا بالرأي وعدم إشراك التنسيقيات الجهوية" في القرارات التي تهم الحزب، ومن بينها البيان المشترك الذي تم إمضاؤه أخيرا بين حزبي "النداء" و"النهضة".
وقال النائب عن حركة "نداء تونس" ومنسقها الجهوي في ولاية بنعروس، الطاهر بطيخ، لـ"العربي الجديد"، إنّ الدعوة إلى اجتماع سوسة كانت الأسبق، إذ صدر بيان دعوا من خلاله إلى عقد الاجتماع، ولكنهم فوجئوا أمس بوجود دعوة أخرى صادرة عن القيادة المركزية، تدعو التنسيقيات الجهوية إلى الاجتماع بالعاصمة، مبينا أن "هذه الدعوة جاءت للتشويش ولإفشال اجتماعهم".
وبيّن بطيخ أنهم جددوا خلال اجتماعهم في سوسة رفض التقارب بين "النهضة" و"النداء"، وخاصة تكوين هيئة مشتركة بينهما للتشاور والعمل، مبينا أنّ "أعضاء الهيئة السياسية لنداء تونس رفضوا حضور اجتماع التنسيقيات الجهوية بسوسة"، معتبرا أنهم "ليسوا ضد أشخاص بعينهم، وإنما ناقشوا الأفكار".
وذكر النائب عن حركة "نداء تونس" أنهم كانوا يفضلون حضور القيادة المركزية في سوسة لمناقشة توجهات الحزب وطريقة تسييره، مؤكدا أنه لا وجود لأي تنسيق أو تشاور مع التنسيقيات الجهوية، وأنهم كثيرا ما يطّلعون على بعض القرارات من وسائل الإعلام المحلية، أو من صفحات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي تسبب في استياء المنخرطين.
وأكد أنه يستبعد ما يروج عن طرد حافظ قائد السبسي لـ5 منسقين جهويين، مبينا أن هناك مناصب شاغرة في دائرة تونس 2 تم ملؤها، وهناك تقسيم لدائرة تونس 1 إلى تنسيقيتين جهويتين، لافتاً إلى أن الحزب مقبل على انتخابات محلية، وهناك تحضيرات من قبل اللجان الجهوية لهذه الانتخابات.
وأضاف أنه تقرر، خلال اجتماع سوسة، مساندة رئيس الحكومة في "محاربة الفساد، واللقاء الذي حدث مؤخرا مع حركة النهضة، إضافة إلى التنديد بالطريقة التي يسير بها الحزب في الفترة الأخيرة، والدعوة إلى الإسراع بعقد اجتماع للهيئة السياسية لتصحيح المسار".
من جهته، اعتبر رئيس كتلة "نداء تونس" بمجلس نواب الشعب، سفيان طوبال، أنّ "تنديد بعض التنسيقيات الجهوية بالبيان المشترك مع النهضة لا يستقيم، على اعتبار أن العلاقة مع النهضة قديمة، والتنسيق حاصل منذ عامين، وبالتالي لم تكن أول جلسة بين الطرفين"، مشيراً إلى أن "البعض يعمل على تصفية الحسابات، وعلى مغالطات للرأي العام في محاولة للضغط على قيادة الحزب".
وأكد طوبال، لـ"العربي الجديد"، أن "الكثير من التنسيقيات الجهوية ترفض ما حصل، والدليل حضور نحو 20 منسقا جهويا في اجتماع تونس العاصمة"، مبينا أنه "تم في اجتماع أمس وضع النقاط على الحروف، والتفاوض مع المنسقين حول بعض المسائل التي تهم الحزب".
وبين أن "اجتماع سوسة يعتبر غير رسمي، لأن النظام الداخلي ينص على أن يدعو ثلثا الهيئة السياسية، أو المدير التنفيذي لاجتماع، وهو ما لم يحدث في اجتماع سوسة"، معتبرا أن "الاتهامات بالتفرد بالرأي لا تستقيم، لأن القرارات تعود إلى الهيئة المركزية"، مبينا أن المنسقين الذين حضروا في اجتماع العاصمة طلبوا عقد اجتماعات دورية، وتوفر المعلومة، وهو ما تم الاتفاق عليه.
وأكد بيان المنسقين الجهويين الذين حضروا اجتماع حافظ السبسي على "تشبثهم بوحدة الهياكل الحزبية، الوطنية والجهوية والمحلية، وتضامنهم مع القيادة الوطنية في مواجهتها لحملة التشكيك والتشويه التي تتعرض لها الحركة، والتي تهدف إلى ضرب موقع الحزب الريادي في المشهد السياسي الوطني"، مجددين الثقة في قدرة الحزب على مواجهة الأزمات والخروج منها أقوى، وفي إيجاد الحلول اللازمة للمشاكل الداخلية المطروحة.
وأكد البيان "مساندة الحزب للدولة في حربها ضد الإرهاب والفساد وسياستها من أجل التنمية العادلة والشاملة، والاستعداد الكامل لخوض الاستحقاقات الانتخابية القادمة ضمن القوائم الندائية".