مارك كاسويتز... محامٍ قد يجعل التحقيق بالتدخل الروسي في الانتخابات "أسوأ" لترامب

10 يونيو 2017
مارك كاسويتز، محامي ترامب (تويتر)
+ الخط -


كشفت صحيفة "واشنطن بوست"، أنّ المحامي الذي اختاره الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لتمثيله فى قضية التحقيق بالتدخّل الروسي في الانتخابات الرئاسية، لديه موكلون بارزون، على علاقة مع الكرملين، ما قد يجعل الأمور "أسوأ" للبيت الأبيض.

ولفتت الصحيفة، في تقرير، اليوم السبت، إلى أنّ هذا الاختيار من قبل ترامب، يعتبر اختياراً "صارخاً" من قبل رئيس يحاول الهروب من "دوامة متواصلة"، تلاحق إدارته.

وقالت الصحيفة إنّ المحامي مارك كاسويتز، وبينما يمثّل توكيل ترامب له، أعلى قضية يستلّمها في مسيرته حتى الآن، قد يتسبب وجود موكلين روس له، بتعقيدات جديدة، في التحقيقات حول التدخّل الروسي.

من بين موكّلي كاسويتز هؤلاء، بحسب الصحيفة، أوليغ ديريباسكا، وهو "أوليغاركي" روسي قريب من الرئيس فلاديمير بوتين، وقام بأعمال تجارية مع مدير حملة ترامب السابق. كما أنّ كاسويتز محام أيضاً لأكبر بنك مملوك للدولة فى روسيا "سبيربنك"، وفقاً لما أظهرته سجلات قضائية.

كما بيّنت سجلات قضائية، أنّ كاسويتز كان وكيلاً سابقاً، لإحدى شركات ديريباسكا، على مدى سنوات، في دعوى مدنية في نيويورك، وكان من المقرّر أن يرافع باسم الشركة في 25 مايو/ أيار، بعد يومين من أنباء عن توظيفه محامياً من قبل ترامب، إلا أنّ محامياً آخر في مكتب كاسويتز تولّى القضية أمام المحكمة، وتجنّب كاسويتز بالتالي السيناريو الذي كان من شأنه أن يلقي الضوء على أعماله واسعة النطاق، مع موكّلين روس رفيعي المستوى.

كاسويتز، الذي يعكس أسلوبه في قاعة المحكمة نهج الرئيس الأميركي في السياسة، كان قد مثّل ترامب في عدة قضايا، على مدى أكثر من عقد من الزمن، قبل أن يتولى قضايا لشركة ديريباسكا أو "سبيربانك"، وفقاً لما تنقل "واشنطن بوست"، عن أحد زملائه.

وأشارت الصحيفة، إلى أنّ ترامب لجأ في السابق إلى كاسويتز، للدفاع عنه في قضايا تشمل إعادة هيكلة ديون، ومقاضاة كاتب قال الرئيس الأميركي إنّه شوّه سمعته.

وأول من أمس الخميس، أصبح كاسويتز، بحسب الصحيفة، "الوجه العام لهجوم ترامب المضاد" على المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالية "إف بي آي" جيمس كومي، والتشكيك في مصداقيته، والدعوة إلى التحقيق معه في مسألة تورّطه بتسريبات، على أثر شهادته أمام الكونغرس.
وذكرت شبكة "إن بي سي" الإخبارية عن "مصدر قريب من الفريق القانوني الخارجي للرئيس" قوله، إنّ "محامي الرئيس ترامب مارك كاسويتز يهدد بتقديم شكوى ضدّ مدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق، والشاهد الرئيسي جيمس كومي، مع المفتش العام لوزارة العدل واللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، لتسريبه مذكرات توثّق تفاعلاته مع الرئيس".


ووفقاً للصحيفة، فقد قال ديريباسكا إنّ محقّقي الكونغرس اتصلوا بمحاميه وهم يسعون للحصول على معلومات حول تعاملاته التجارية مع بول مانافورت، مدير حملة ترامب خلال حملة الرئاسة.

وكان ديريباسكا قد استثمر، منذ أكثر من عقد مضى، في اعتماد مالي أنشأه مانافورت في جزر كايمان، وكان اشترى أصولاً في المقام الأول في أوكرانيا.

وذكرت وكالة "أسوشييتد برس"، في مارس/ آذار الماضي، أنّ مانافورت "عمل بشكل سري"، عند ديريباسكا منذ عام 2006، للتأثير على السياسة والتعاملات التجارية داخل الولايات المتحدة، لصالح حكومة بوتين.

ووقّع مانافورت عقداً سنوياً بقيمة 10 ملايين دولار، ابتداء من عام 2006، وحافظ على علاقة تجارية مع ديريباسكا حتى عام 2009 على الأقل، وفقاً لما ذكرته الوكالة.

وقد نفى ديريباسكا التقرير، ورفع دعوى قضائية ضد "أسوشييتد برس"، بتهمة القدح والذم، في مايو/ أيار الماضي، قائلاً إنّه "لم يكن لديه أي علاقات، سواء كانت على شكل عقود أو غير ذلك، مع السيد مانافورت لتعزيز مصالح الحكومة الروسية"، وفقاً للدعوى القضائية.

أما بخصوص بنك "سبيربنك"، الموكّل الآخر للمحامي كاسويتز المرتبط بروسيا، فقد كشفت "واشنطن بوست"، أنّ نائب الرئيس السابق للبنك، وهو الآن الرئيس التنفيذي لمؤسسة مالية روسية أخرى، كان قد التقى مع صهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنر، في ديسمبر/ كانون الأول.

وتمثّل تعاملات كوشنر مع المصرفي الروسي، جزءاً من تحقيق مكتب التحقيقات الفدرالي "إفي بي آي"، في التنسيق المحتمل بين موسكو وفريق حملة ترامب.

وفي هذا الإطار، قال ستيفن جيلرز الأستاذ في كلية الحقوق بجامعة نيويورك، وهو خبير في أخلاقيات القانون، لـ"واشنطن بوست"، إنّه "إذا أصبح سلوك موكّل روسي لمكتب المحامي كاسويتز أو علاقته مع ترامب مسألة في التحقيق، فقد ينشأ نزاع آخر".

ولفت جيلرز، إلى أنّ "مكتب كاسويتز يجب أن يرصد عن كثب التعقيدات المحتملة. فإذا ظهرت إحدى هذه التعقيدات إلى الواجهة، فإنّ المكتب قد يضطر إلى التخلّي عن أحد موكّليه".

وأشارت "واشنطن بوست"، إلى أنّ متحدّثاً باسم البيت الأبيض، لم يردّ على طلبات التعليق، حول هذا التقرير. غير أنّ مايكل باو، الشريك في مكتب المحاماة "كاسويتز بينسون توريس"، رفض القول ما إذا كان المكتب قد ناقش احتمال نشوب صراعات محتملة ناشئة عن موكّليه الروس. وأضاف باو أنّ تمثيل المكتب للشركات الروسية وتمثيله لترامب، "لا علاقة لأحدهما بالآخر أبداً ".

وكان ترامب قد وكّل كاسويتز كمحامٍ له، في عام 2001، لإعادة هيكلة ديون على كازينوهات "أتلانتيك سيتي" في شركته، وهي قضية خسرها آنذاك.

ومؤخراً، رفع كاسويتز دعوى قضائية ضدّ الكاتب تيموثي أوبراين، بحجة أنّ مؤلف "أمة ترامب: فن أن تكون دونالد"، قد قذف ترامب من خلال تقليل ثروته كرجل أعمال، في حين قال أوبراين للصحيفة، العام الماضي، إنّ ترامب استخدم كاسويتز لأنه "يفضّل دائماً محامين عدوانيين ومقاتلي شوارع".

وكان كاسويتز، قد كتب رسالة خلال الحملة الانتخابية، تهدّد بمقاضاة صحيفة "نيويورك تايمز"، على تقرير قالت فيه إنّ امرأتين اتهمتا ترامب بتحسس جسدهما على نحو غير مناسب. وقال المحامي، آنذاك، عن التقرير إنّه "ليس أكثر من مجرد محاولة سياسية لهزيمة ترشيح السيد ترامب"، لكن لم يتم تقديم أي دعوى في الموضوع.

المساهمون